كامل الوزير: منع سير الميكروباص على الطريق الدائري بمسافة 35 كم بدءا من 1 يونيو    النائب إيهاب وهبة: كلمة الرئيس السيسي بقمة بغداد حملت رسائل قوية تؤكد الجهود الحثيثة لحل أزمات المنطقة    بعد تعليقه على الأهلي.. شوبير يوجه رسالة إلى عمرو أديب    رابط جدول الصف السادس الابتدائي الترم الثاني 2025 في محافظات الوجه البحري    أنجح فنان في التاريخ.. محمد إمام يوجه رسالة لوالده في عيد ميلاده.. تعرف عليها    مستشار رئيس الوزراء العراقي: خطة عمل مشتركة مع الدول العربية لمواجهة التحديات    ضبط 12 طن قمح بمحال أعلاف لاستخدامها في غير الأغراض المخصصة لها بالبحيرة    عرض مرتقب من بايرن ميونيخ لضم فيرتز    وزير الشباب والرياضة: نتحرك بدعم وتوجيهات الرئيس السيسي    جمال عبد العال: زيارة الرئيس السيسي لبغداد تؤكد دعم مصر للعراق    باريس سان جيرمان يتأخر أمام أوكسير في الشوط الأول بختام الدوري الفرنسي    عمرو وهبي: لم أرى أى ظروف قهرية في أزمة القمة بين الزمالك والأهلي    "الجبهة الوطنية" يعلن تشكيل أمانة الرياضة برئاسة طاهر أبوزيد    كوريا الشمالية.. تدريبات جوية ويدعو لرفع حالة التأهب القتالي للجيش    معابر مغلقة وحرب مستمرة.. إلى أين وصلت الأزمة الإنسانية في غزة؟    الجامعة العربية: مستوى التمثيل في القمم لا يجب أن يُقاس بالمثالية    معيط: صندوق النقد لا يتدخل في سياسات الدول وتوقعات بتحسن الاقتصاد المصري    أمل عمار: عرض منتجات السيدات بالمتحف المصري الكبير    تفاصيل لقاء بطاركة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية بالشرق الأوسط في مركز لوجوس بوادي النطرون    افتتاح ورشة عمل بكلية دار العلوم ضمن مبادرة «أسرتي قوتي»    "سفاح المعمورة".. لغز محيّر في مسقط رأسه بكفر الشيخ بعد إحالته للمحاكمة -صور    "طفشانين من الحر".. أطفال الزقازيق يهربون إلى مياه بحر مويس للتغلب على ارتفاع الحرارة -صور    كانت رجعة من الغيط.. وفاة سيدة في القليوبية بعد سقوط نخلة عليها    نقابة المهندسين تتضامن مع المحامين في أزمة رسوم التقاضي الجديدة    استثناء المرتبات.. طلب عاجل من «النواب» ب إيقاف المعاملات البنكية وتجميد الحسابات في ليبيا    قبل حفلهما الغنائي.. تامر حسني يفاجئ محبيه بمقطع طريف مع كزبرة | شاهد    رئيس جامعة الأزهر يكشف الحكمة من تغير أطوار القمر كما ورد في القرآن    أمين الفتوى يوضح أهمية قراءة سورة البقرة    الشيخ رمضان عبد المعز: "اللي يتقي ربنا.. كل حاجة هتتيسر له وهيفتح له أبواب ما كانش يتخيلها"    رئيس جامعة طنطا خلال زيارة طالبات علوم الرياضة: تحركنا لصالح بناتنا    فرحة في الأوليمبي بعد صعود فريق السلة رجال لدورى المحترفين رسمياً (صورة)    مصر تفوز بجائزة أفضل جناح فى مهرجان كان 78.. حسين فهمى: التتويج يعد اعترافا عالميا بالمكانة التى تحتلها السينما المصرية اليوم.. ووزير الثقافة: الفوز يسهم فى إبراز مصر كوجهة جذابة للتصوير السينمائى    موعد عيد الأضحى 2025 ووقفة عرفات فلكيًافي مصر والدول العربية    عالم أزهري: «ما ينفعش تزور مريض وتفضل تقوله إن كل اللي جالهم المرض ده ماتوا»    داعية: وجوب تقسيم الميراث على وجه السرعة لهذا السبب    زواج سري أم حب عابر؟.. جدل قديم يتجدد حول علاقة عبد الحليم حافظ وسعاد حسني    هيئة الخدمات البيطرية تكشف حقيقة نفوق الطيور في مزارع الدواجن    إصابة 48 طالبة.. رئيس جامعة طنطا يطمئن على الحالة الصحية لطالبات «تربية رياضية»    ضحية الانتقام بكرداسة    المسار الأخضر نقطة انطلاق الصناعة المصرية والصادرات    كواليس جلسة الرمادي مع لاعبي الزمالك قبل مواجهة بتروجيت    3 أمناء مساعدين بالجبهة الوطنية.. زكى والصريطي للفنون وضيف الله للتنظيم    مستشار رئيس الوزراء العراقي: قمة بغداد تؤكد أهمية التضامن العربي في مواجهة الأزمات الإقليمية    الزمالك يتحرك لحل أزمة مستحقات ميشالاك قبل عقوبة "فيفا"    قائد تشيلسي: مصير المشاركة في دوري أبطال أوروبا بأيدينا    اليوم وغدا.. قصور الثقافة تحتفي بسيد حجاب في مسقط رأسه بالدقهلية    مصرع طفل غرقا فى نهر النيل بمنطقة الحوامدية    "وقاية النباتات" ينظم برنامجا تدريبيا لتعزيز الممارسات الذكية في مكافحة الآفات    نقيب الصحفيين العراقيين: القمة العربية فى بغداد تؤكد استعادة العراق لدوره القيادى    محمد رمضان يكشف صورة له من كواليس فيلم "أسد"..ويعلق: "قريبا"    محافظ كفر الشيخ يُسلّم 12 عقد تقنين أراضي أملاك دولة للمستفيدين    مخرجش من المنهج.. ردود أفعال طلاب الشهادة الإعدادية الأزهرية بسوهاج بعد امتحان مادتي اللغة العربية والهندسة "فيديو"    أكاديمية الشرطة تنظم ندوة حول الترابط الأسري وتأثيره علي الأمن المجتمعي (فيديو)    رئيس الوزراء يتفقد أعمال التطوير في منطقة السيدة عائشة وطريق صلاح سالم    الحماية المدنية تسيطر على حريق نشب داخل معمل تحاليل بحدائق الأهرام    قصر العيني يحتفل ب 80 عامًا على تأسيس قسم المسالك ويطلق برنامجًا لأطباء الامتياز    موجة شديدة تضرب البلاد اليوم| وتوقعات بتخطي درجات الحرارة حاجز ال 40 مئوية    اللقب مصري.. نور الشربيني تتأهل لمواجهة هانيا الحمامي في نهائي بطولة العالم للاسكواش    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فقاعة داعش

تحول تنظيم داعش إلى وحش مخيف يبث الرعب فى نفوس الكبار قبل الصغار، حتى إن أقوى دولة فى عالمنا المعاصر الولايات المتحدة أبدت قلقها وخوفها من تنامى سطوته وانتشاره فى العراق وجارتها سوريا، وبدأت تتحدث بلا مواربة عن أنه يمثل خطرًا محدقا يزحف صوبها وفى اتجاه أقرب حلفاء واشنطن
وتسعى لتكوين تحالف دولى مضاد لقطع رقبة «داعش»، الذى يتلذذ عناصره بجز رقاب اخوانهم فى الاسلام. كثرة الكلام عن هذا الموضوع، وتبارى كل من هب ودب ليدلى بدلوه فيه، جعل من داعش فقاعة ضخمة نتعمد النفخ فيها يوميا بغباء منقطع النظير فى وسائل اعلامنا، واعطاءها حجمًا يفوق بمراحل حجمها الحقيقى الواقعي، وذلك لا ينفى أنها تشكل خطورة على بلدان الشرق الأوسط والعالم، لكنه تهديد محدود ولن يدوم طويلا، فهو امتداد لخطر دائم أعظم وأفدح اسمه التكفير، وتطويع الدين لتبرير الإرهاب والوحشية واستباحة دماء الاخرين، ولا ننسى أن التاريخ الإسلامى كان شاهدًا على جماعات جامحة فى تطرفها وعنفها، لكنها كانت وليدة الظروف، وسرعان ما تلاشت ووضعت فى سلة قمامة التاريخ.
ومن المؤسف والمؤلم معا أننا الآن نقع فى الخطأ نفسه مرة ثانية بالانسياق خلف النغمة الأمريكية بشأن داعش، ودون أن نستفيد من درس الماضى المتصل بتنظيم القاعدة وتوابعه، الذى صنعته ووفرت له الرعاية المخابرات المركزية الأمريكية «سى اى ايه» قبل أن ينقلب عليها، ويتمرد على صانعيه. فواشنطن ساقت العالم إلى ما سمته الحرب على الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر، وتحت رايتها غزت العراق وأفغانستان، بذريعة حماية البشرية من شرور ومساوئ الإرهابيين الذين استوطنوا الأراضى الأفغانية والعراقية، وشاهدنا كيف أن سياسات الإدارات الأمريكية الخاطئة كانت سببًا جوهريًا فى استشراء الإرهاب وتفاقمه.
فداعش خرجت من رحم القاعدة، والقاعدة نفسها كانت كائنًا مشوهًا ولد من رحم المؤمنين بالفكر التكفيرى للقيادى الاخوانى سيد قطب، وتسعى أمريكا مجددًا لإيقاعنا فى فخ الانجرار وراءها دون تفكير، وترديد ما تقوله عن داعش، كى تدفعنا لخوض معركة بالنيابة عنها دون أن تمتلك شجاعة الاعتراف بإسهامها الكبير فى ظهور هذه الكيانات الغريبة التى تحركها نوازع ورغبات مغرقة فى السادية والشطط الديني. وما يوجب علينا التزام الحذر التام أن أمريكا، ومعها الغرب، لا يهمها سوى مصلحتها، فعندما كانت القاعدة تقتل المسلمين لم تكن تهتم بالقضية من أساسها، لكن إذا تضررت مصالحها تهب لحشد الرأى العام العالمي، فذبح داعش لصحفى أمريكى هز الداخل الأمريكي، وجعل إدارة أوباما تتحرك، فهى تحت ضغط الناخبين الأمريكيين الذين أزعجهم نحره بهذا الأسلوب الهمجي، وحسابات أوباما كلها تخص الداخل.
وإن كنا فى المنطقة نريد دحر داعش والقضاء عليها قضاء مبرمًا، فمطلوب منا الاعتماد على أنفسنا دون انتظار ما سيصدر من توجهات من جهة العاصمة الأمريكية، ونقطة البداية ستكون من الخطوات الآتية: أن نعترف بأن داعش وغيرها ما هى الا نتاج اختلال أوضاع بعض البلدان العربية والإسلامية اقتصاديًا وثقافيًا واجتماعيًا وسياسيًا، وأن علاج هذا الخلل يعد الخطوة الأولى الصائبة على درب تجفيف منابع تجنيد مزيد من الاتباع والمهووسين الباحثين عن مغامرات فى جبال وتلال أفغانستان وسوريا والعراق بدعوى رفع لواء الإسلام واقامة دولة الخلافة.
ثانيا: أن تضطلع المنظمات والهيئات الإسلامية كالأزهر، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومعهما المرجعيات الإسلامية، التى يُعتد بها بمسئوليتها فى كشف حقيقة هذه الجماعات، وأن تهرع هذه المنظمات إلى تجميع صفوفها بالدعوة لعقد مؤتمر جامع لعلماء ومشايخ الاقطار العربية والإسلامية المشهود لهم بالبعد عن الغلو والتشدد، للرد على اباطيل داعش، وضحالة قياداتها الفكرية والدينية، وطرح وثيقة تلخص ما انتهوا إليه من قرارات وتوصيات تصبح حجة يستند إليها كل من يرغب فى التصدى لأفكارها الهدامة الشاذة. فلابد من اتخاذ موقف موحد لمرجعيات الأمة الإسلامية، حتى لا تصدر فتاوى وآراء تشجع على الإرهاب والعنف، فداعش والقاعدة والتنظيمات الملقبة بالجهادية ليست سوى جماعات ترفع لافتة للإيجار بإمكان من بيده المال والنفوذ دفع الثمن وتوجيهها بالاتجاه الذى ترسمه.
ثالثا: ألا تتحرج جماعات الإسلام السياسى من الاقرار بعيوبها وسقطاتها، ومن بينها نصرة أبناء التيار الإسلامى سواء كانوا على حق أو على باطل، وبيان أن عاقبة الدعوات التكفيرية وخيمة على أصحابها فى الدنيا والآخرة، وأنهم يشكلون بأفعالهم محنة لهذا الدين الحنيف، وكجزء من استراتيجية المواجهة يتحتم تغيير المناهج التعليمية التى ترسخ لاستخدام العقل وتحكيمه فيما يقوله بعض المشايخ فى جلساتهم الخاصة والعلمية إن كانوا حقا من أهل العلم والصلاح .
رابعا: الوضع فى الاعتبار أن قصة داعش لها صلة وثيقة بالترتيبات الغربية والأمريكية المعدة للمنطقة والهادفة لإضعاف دولها، فالتدخل الأمريكى لن يكون سياسيًا وحسب، إذ سيتبعه تحركات عسكرية تفرض ضغوطًا على الأنظمة القائمة التى لن تملك سوى غض الطرف عما سيرتكبه الجانب الأمريكى من انتهاكات ومخالفات بدعوى مواجهة الإرهابيين، علاوة على استنزاف بلدان الشرق الأوسط ماليا بدفع تكاليف العمليات العسكرية الأمريكية والغربية، وتدفق شركات السلاح الدولية لتقديم عروض شراء أحدث ما انتجته مصانعها من أسلحة متنوعة. ياسادة احذروا من النفخ فى بالونة داعش، فعمره أقصر مما تتصورون ولن يقدر على تهديد ذبابة، فمهما يمتلك من قوة وعتاد فإنه فى المحصلة النهائية جملة عابرة فى تاريخنا الإسلامى والانسانى.
لمزيد من مقالات محمد إبراهيم الدسوقي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.