منذ ظهور الجماعة الاسلامية فى العراق والشام المعروفة بداعش، وخاصة عقب اعلان قائدها ابو بكر البغدادى نفسة خليفة المسلمين ، ما لبثت ان نشبت الخلاقات بين تنظيم القاعدة وداعش وتبادلا الطرفان الهجوم على بعضهما البعض، واكد خبراء فى الحركات الاسلامية، ان هذا الخلاف نابع من الفكر التكفيرى لهذه الجماعات لكن الامر لا يصل الى الاقتتال. قال صبرة القاسمى، القيادى الجهادى السابق، ان داعش ستقضى على تنظيم القاعدة، واعلانها الخلافة الاسلامية بداية النهاية لتنظيم القاعدة وباقى التنظيمات الاخرى، خاصة فى ظل الخلافات الفكرية بين القاعدة وداعش والنصرة، فى الوقت الذى تكفر فيه داعش المعين ولا تلتمس الاعذار، تفعل القادعة ذلك بعذر الاعوان للجهل والتأويل. وأضاف تنظيم القاعدة يرى انه الاحق بالزعامة، كونه يسبق داعش وجبهة النصرة، ويرى عدم استحقاق اعلان الخلافة حاليا، واعلانها الان غير مجدى وفى غير صالح المسلمين، فى الوقت الى راى فيه البغدادى أن هذا الوقت المناسب لاحياء الخلافة وهذا انتصار كبير حققوه على ارض الواقع، لان هدفهم ليس اسلحة ونفوذ ولكن الهدف الحقيقي الموت فى سبيل الله،وبالتالى يرون ان داعش هى جنه الجهاد فى الارض. واشار الى ان داعش تنتقد القاعدة، لانها تريد ان تبقى تنظيم يعمل على الارض فى الخفاء دون احياء الشعيرة وهى اقامة الخلافة والعمل على ارساء قواعد دولة اسلامية على الارض تقيم شرع الله، موضحا ان الطرفين يظلان مختلفان حول جدوى اعلان الخلافة من عدمها يستتبع ذلك بعض الاتهامات من انصار الجبهتين، وان كان الموقف الرسمى متوافق. وتوقع ان يحدث نوع من المناوشات بينهم، لكن الخلافات ليست جوهرية، فداعش يحاول القضاء على القاعدة فكريا وعقائديا، لكن المناوشات سرعات ما تنتهى بتصالح او بالتحاكم، لافتا الى ان داعش ياتى فى مقدمة التيارات الاسلامية المتشدددة دون فرق جوهرى بينهم، لكنه سيستولى على الطاولة بالكامل بما يمتلكه من اسلحة وذخائروأرض. ورأى خالد الزعفرانى، الباحث فى شئون الحركات الاسلامية، ان الخلافات بين هذه التنظيمات طبيعية نتيجة الفكر التكفيرى الذى تنتهجه، مشيرا الى ان تنظيم داعش يتشابه مع فرق الخواراج التكفيرية التى ظهرت ايام على بن ابى طالب، وفكر داعش يميل فى طياته لعدم اقامة دولة، فهو فكر انشطارى انقسامى. وقال انهذه الجماعات تكفر بعضها البعض وهذه طبيعة فكر الخوارج، لذا فتنظيم داعش حتما سينقسم طبقا لمعتقدات الخوارج، لكن الخلافات بينهم تزداد حتى تنقسم على نفسها وتختفى، لكن لن تقضى واحدة على الاخرى، لانها مجموعات فكرية تلتقى على الافطار وتختلف على الافكار. واشار احمد بان، الباحث فى شئون الحركات الاسلامية، ان فكرة الولاء لزعيم تنظيم القاعدة ليست واحدة على مستوى العالم، حيث نشأ خلاف بين المجموعات التابعة لايمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة، وبين مجموعات من المقاتلين فى العراقوسوريا بالشكل يهدد جبهة شمال مالى، وبالتالى انقسمت القاعدة فجزء منهم قبل ولاية ابو بكر البغدادى ومجموعة بايعت الظواهرى. واستبعد بان، فكرة نشوب معارك بين القاعدة وداعش لان هناك هدف واحد يجمعهم وان تباينت وسائلهم، فهدفهم استعادة الخلافة الاسلامية فالبعض يستعجل الامر كما فعل ابو بكر البغدادى والبعض الاخر يرى ان الشروط لم تكتمل الخلاف، فالامر يقع فى اطار الخلاف حول الوسائل فقط. وقال ان الخلافات نابعة من تباينات المجموعات فى المشرق والمغرب، تنعكس على طبيعة الخلاف بينهم، لكنهم فى النهاية لن يتقاتلوا، فتقليديا هذه المجموعات لا تتقاتل سوى على المغانم، وتوقع تكون هذه التنظيمات كيان وموجوعة واحدة اذا نجحت داعش فى بسط السيطرة على سورياوالعراق.