اكد الدكتور سامح داود أرمانيوس أستاذ الموارد المائية بكلية الهندسة جامعة عين شمس ان مصر تواجه أزمة مائية بالغة الخطورة - وهى ليست حديثة بل بدأت منذ بداية إستيرادها لمكملات غذائها من القمح و اللحوم وغيرها و انه لو كان عند مصر ما يكفيها من مياه لقامت بزراعة إحتياجاتها مؤكدا ان القضية ليست الحفاظ على حصة مصر من مياه النيل فقط 55.5 مليار متر مكعب عندما كان تعداد السكان 20 مليون نسمة بل مضاعفتها على الأقل ثلاث أو أربع مرات . وقال أرمانيوس الخبير الدولى المعروف ان هذا الحلم يمكن تحقيقه ومتاح بالعقل والحكمة وبتعظيم روح التعاون المثمر والقيام بجدية بالغة بتنفيذ مشروعات مشتركة مع جميع دول حوض النيل و الهضبة الأستوائية وخصوصاً الهضبة الأثيوبية وهذه المشروعات ستسهم فى تقليل الفواقد (تبخر وتسرب) ومشيرا الى ان أى مياه ستتوفر ستأتى تلقائياً لمصر لان ارض حوض النيل طبوغرافياً منحدرة من الجنوب للشمال.و اضاف الدكتور سامح داود ان الطبيعة والجغرافيا وطبوغرافية الأرض حمت جميع كميات المياه بالنيل الأزرق وتلك منحه آلهية لتأتى بدون استخدام أى كمية منها بالزراعة هناك لأن الانحدار الشديد لجميع الأراضى خلال مسار النيل الأزرق بالأراضى الأثيوبية من بحيرة تانا إلى الحدود السودانية تمنع من أى استغلال زراعى لأنه غير مجد اقتصادياً وعلى ذلك فأن سد النهضة هو سد لتوليد الكهرباء فقط والمشكلة فى الموضوع كله هى فترة ملء الخزان أمام السد – هذا الموضوع لا يحل إلا بالجلوس معا وبالمناقشة الأخوية المبنية على حكمة «لا ضرر ولا ضرار» ويمكن حل هذه المشكلة بعد مناقشة كل الظروف الهندسية التى يمكن أن يتعرض لها السد. و اكد انه من الأفضل لأثيوبيا بدلاً من إنشاء سد النهضة بهذا الأرتفاع الكبير أن تستبدله بثلاث أو أربع سدود بحيث أن يكون الضاغط والتصرف المتغير يسمح بعمل وحدات التربينات لتعطى أكثر من الطاقة المولدة من سد واحد فقط وذلك باستغلال مسار النيل الأزرق وحتى موقع سد النهضة الحالي, والفائدة من ذلك توزيع ملء الخزانات خزان تلو الآخر طبقاً لبناء كل سد وطبقاً للتدفقات المائية وتقليل المخاطر أن وجدت بشكل هندسى سليم. و قال الدكتور سامح ان بناء سد النهضة لتوليد الكهرباء لا يمثل مشكلة لمصر ولكن يجب أن يتم الاتفاق على عدة عناصر: هى اولا قترة الملء: حيث يمكن أن يقوموا بالملء طالما كمية المياه الواصلة لمصر هى متوسطها أو حصتها الحالية ضمن فترة فيضان عال بحيث أن الوارد لمصر والسودان لا يتأثر بالنقص و انه فى حال ما إذا جاء الفيضان منخفضاً فى إيراده فعلى أثيوبيا أن ترجيء الملء لفترة أخرى أعلى أيراداً وعلى ذلك تكون فترة الملء لا تشكل أى ضرر لجميع الأطراف. و دعا أرمانيوس الى إحياء التفاوض المباشر والفورى مع حكومة جنوب السودان لاستكمال وأحياء مشروع قناة جونجلى لتوفير كمية مياه 8 مليار متر مكعب كانت ستقتسم بين السودان ومصر وذلك بعد دراسة الأثر البيئى للمشروع وتحقيق كل طلبات المفاوض من حكومة جنوب السودان لتنمية سكان مسار قناة جونجلى. و قال أرمانيوس ان المساعدة الفعالة لتنمية الأراضى ومشاريع المياه فى الهضبة الشرقيةلأثيوبيا هذه المشاريع لا تؤثر مطلقاً على مصر للزراعة وتوليد الكهرباء مساعدة مباشرة فى تنمية الشعب الأثيوبى واستيعاباً للأيدى العاملة المصرية للعمل والتنمية وخصوصاً أن مصر قادرة على ذلك بما تمتلكه من ثروة بشرية وكفاءات هندسية وكوادر فى جميع المجالات – وهذه المساعدة تطبق مبادرة التلاحم الشعبى الأثيوبى والمصرى وتجعل أى مفاوضات أكثر سلاسة ومحبة وتعاوناً. واوضح أن أثيوبيا وخصوصاً فى هضبتها الغربية لا تحتاج للمياه - لأن المياه تقع فى أخاديد جرانيتية عميقة ورفعها لمستوى الأرض يحتاج لتمويل ضخم للغاية – وأنما هى تحتاج للكهرباء من مساقط المياه على بحيرة تانا وروافدها - وتصدير هذه الكهرباء لدول المنطقة – ويمكن لمصر أن تحصل على حاجتها من الكهرباء من أثيوبياً .