حمل الدكتور نبيل العربى، الأمين العام للجامعة العربية، إسرائيل مسئولية تعطيل المبادرة المصرية، وإجهاض مفاوضات القاهرة للتوصل إلى اتفاق نهائى لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، واصفا مسارعة مصر بالتقدم بهذه المبادرة بعد شن العدوان الإسرائيلى على القطاع بأنه جاء فى التوقيت الصحيح، وعكس خبرتها الطويلة فى التعامل مع الملف الفلسطينى. وقال العربى فى حوار مع «الأهرام» إن هذه المبادرة حظيت بموافقة مختلف الأطراف الفلسطينية، بما فى ذلك حركة حماس، كما حظيت بموافقة إقليمية ودولية، وهو ما لمسته خلال الاتصالات واللقاءات التى أجريتها مع وزراء خارجية كل من الولاياتالمتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وإيطاليا، وكذلك بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة، سواء بشكل مباشر فى القاهرة، أو عبر المحادثات الهاتفية. وأشار العربى إلى أن إسرائيل تتنصل من التزاماتها التى وقعتها حكومتها, ووافقت عليها من قبل فيما يتعلق بالمطالب التى تتضمنها الورقة الفلسطينية، وقدمت لمفاوضات القاهرة، سواء بالنسبة لمطار غزة أو مينائه، معتبرا أن ما شهده القطاع من دمار خلال العدوان الإسرائيلى الأخير غير مسبوق منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. يأتى ذلك فى الوقت الذى صعدت فيه إسرائيل عدوانها على غزة، وقتلت أكثر من 20 فلسطينيا, بينهم 3 من أبرز قادة كتائب القسام الجناح العسكرى لحماس فى سلسلة غارات وهم: محمد أبوشمالة، ورائد العطار، ومحمد برهوم. وأكدت كتائب القسام فى بيان لها أن الثلاثة من مؤسسيها، وقاموا بالعديد من العمليات، وملاحقة وتصفية العملاء فى الانتفاضة الأولى، وشاركوا فى تجهيز صفوف كتائب القسام فى الانتفاضة الثانية، كما أشارت أيضا إلى أنهم أشرفوا على العديد من العمليات الكبرى مثل «الوهم المتبدد»، الاسم الذى أطلقته حماس على أسر الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط فى 2006 ، وأكد البيان أن العدو الإسرائيلى سيدفع ثمنا غاليا لهذه الجريمة وجرائمه المستمرة بحق الفلسطينيين. وفى الوقت نفسه، قصفت كتائب القسام مطار بن جوريون، كما أعلنت سرايا القدس الجناح العسكرى للجهاد الإسلامى أنها أطلقت 10 صواريخ على الأقل على عدة أهداف جنوب إسرائيل، وأعلنت كتائب «أبوعلى مصطفى» الجناح العسكرى للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسئوليتها عن قصف كيسوفيم، وكفار ميمون، وبئر يعقوب، وبئر السبع. من ناحيته، أكد موشيه يعالون وزير الدفاع الإسرائيلى أن قادة حركة «حماس» الذين قتلتهم إسرائيل مسئولون عما سماه هجمات إرهابية ضد المواطنين الإسرائيليين، وجنود الجيش الإسرائيلى، بما فى ذلك اختطاف شاليط، وتعهد يعالون بمواصلة عمليات اغتيال قادة حماس فى أى زمان ومكان، وحث الإسرائيليين على الاستعداد لمعركة طويلة.