يسعد الكاتب حين يرى تجاوبا أو صدى ايجابيا لما يكتبه أو يطرحه من أفكار للصالح العام.. هذا بالضبط ما يحدث منذ أن بدأنا كتابة هذه المجموعة من المقالات حول السياحة فى الساحل الشمالي، فقد عقد المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء اجتماعا بخصوص هذه القضية وتنمية الساحل الشمالى بشكل عام سياحيا وزراعيا. وعلمت هذا الأسبوع أن رئيس مجلس الوزراء سيزور الساحل الشمالى ليعقد اجتماعا على أرض الواقع مع اللجان المختصة التى تعمل فى إطار هذا المشروع، وذلك صباح بعد غد السبت.. كما سيفتتح فى نفس اليوم أحد المشروعات الفندقية العالمية بمنطقة غزالة بجوار سيدى عبدالرحمن. والواقع أن المقالات الثلاثة السابقة «اليوم المقال الرابع» قد أحدثت اهتماما كبيرا من المسئولين والخبراء بالطبع على رأسهم السيد رئيس مجلس الوزراء وهناك أيضا السيد هشام زعزوع وزير السياحة الذى أكد لنا أن السياحة فى الساحل الشمالى هى الهدف القادم للوزارة فى إطار تنويع المنتج السياحى المصرى لجذب شرائح جديدة من السياحة العالمية أسوة بكل الدول المطلة على البحر المتوسط، كما أكد زعزوع فى مؤتمر صحفى أن الأفكار الايجابية التى طرحتها المقالات تلقى عناية كبيرة خاصة بضرورة البدء فى تنمية الساحل الشمالى سياحيا من مارينا التى تتوافر فيها كل المقومات السياحية. أما فى وزارة الإسكان فقال لنا المهندس خالد عباس مساعد وزير الإسكان إن الوزارة مهتمة جدا بتنمية الساحل الشمالى خاصة منذ أن كان المهندس إبراهيم محلب وزيرا للإسكان وأن الدكتور مصطفى مدبولى وزير الإسكان يستكمل المسيرة والتخطيط من خلال خبراء الوزارة وهيئة المجتمعات العمرانية وأننا سنعرض كل الأفكار والدراسات على رئيس الوزراء قريبا عقب الانتهاء من وضع كل الدراسات فى مخطط عام. وحول الخطوط العريضة التى ستعمل على تنفيذها وزارة الإسكان بالتعاون مع وزارة السياحة وأجهزة وزارات الدولة المختلفة كل فيما يخصه لتحقيق التنمية السياحية والساحل الشمالى قال إننا نتحرك فى إطار 4 محاور لدينا مشروع ضخم فى جنوب مارينا غرب طريق وادى النطرون عند التقائه بطريق اسكندرية مرسى مطروح وهذا المشروع سيكون عبارة عن مشروع سياحى ضخم يضم منتجعات وفنادق ومشروعات ترفيهية وسيتم توصيل مياه البحر له من خلال أنابيب ضخمة تحت الطريق لإنشاء بحيرات كبيرة وستطرح جميع هذه المشروعات التى يجرى الانتهاء منها حاليا على المستثمرين قبل نهاية العام الحالي، حيث يجرى حاليا إعداد كراسة الشروط ومن المتوقع أن تزيد الاستثمارات فى هذا المشروع على عشرة مليارات جنيه. 2 المشروع الثانى هو تطوير مدينة مارينا نفسها وإعدادها للسياحة وحل مشكلاتها الداخلية خاصة الطرق وما تعانيه من ازدحام شديد فى بعض مناطقها يجعل الحركة فيها مؤلمة فى بعض الأوقات مثل مارينا (5)، والتى نتطلع لبناء فنادق فيها بعد حل مشكلة الطرق. وأهم ما فى هذا المشروع، هو أن لدينا مجموعة من قطع الأراضى فى مارينا جاهزة للاستثمار الفندقى، ونستعد لطرحها على المستثمرين لبناء فنادق قبل نهاية العام الحالي، وحاليا نقوم بإعداد كراسة الشروط فى إطار المخطط العام لحل مشكلات مارينا.. كما أن هناك أحد الفنادق يجرى الإعداد لبنائه بالفعل، وهو ملك لأحد المستثمرين العرب.. وإننا بإضافة هذه الفنادق فى مارينا، وكذلك مجموعة فنادق فى مشروع جنوب غرب مارينا الجديد. نسهم بذلك فى التنمية السياحية بالساحل بشكل كبير لاقتناعنا بأهمية السياحة. 3 المشروع الثالث الذى تتحرك فيه وزارة الإسكان هو ما يتعلق بما يسمى أرض الآثار فى مارينا، فقد خاطبنا وزارة الآثار كما يقول المهندس خالد عباس مساعد وزير الإسكان بمساعدتنا فى إجراء حفائر أثرية بهذه الأرض حتى ولو على نفقة الوزارة (هيئة المجتمعات العمرانية) واستخراج ما بها من آثار، حتى يمكن الاستفادة من الأرض فى بعض المناطق، أو حتى بقاء قطع منها إذا كانوا يرون ضرورة بقائها، لأننا فى حاجة ماسة لحل مشكلة الطرق فى مارينا بدلا من إنشاء كباري، وهذه الأرض هى أكبر عائق، أما إذا كانوا يرون غير ذلك، فهذه أرض للآثار، ولا يمكن أن نفكر فى التعدى على آثار وتراث مصر، فالكلمة فى البداية للآثار لحل المشكلة. والحقيقة أن لنا تعليقا على هذا الكلام، هو أننا نناشد الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار لدراسة تنفيذ اقتراح إجراء الحفائر على نفقة هيئة المجتمعات بالفعل، وهناك حالات مماثلة فى مواقع أخري، نفذت فيها الآثار ذلك.. لأن الهدف الأسمى هنا الحفاظ على أرواح الناس وشباب هذا البلد، فكل يوم نسمع عن حوادث ومصابين وقتلى أمام مارينا لعدم وجود الطريق الداخلى بجوار الطريق السريع أمام أرض الآثار بمارينا.. إن الإسراع بتنفيذ هذا المشروع هو حفاظ على أرواح الناس يا دكتور دماطي، خاصة الطريق الخارجي.. ويمكن أن تكون البداية بالحفر فى 10أمتار تقريبا لحل المشكلة، وبعد ذلك نحل مشكلة الطرق الداخلية باستمرار الحفر فى باقى الأرض وتجنب هذه الدماء التى تسيل أمام مارينا بشكل يدمى القلوب فى شكل يشبه المأساة اليومية المتكررة. 4 المشروع الرابع هو ما سيجرى تنفيذه فى المنطقة أو الأرض من مارينا حتى سيدى عبدالرحمن على الشاطئ بالتعاون والتنسيق مع القوات المسلحة لطرح أجزاء منها للاستثمار السياحي، ويجرى التفاهم والإعداد له حاليا بين وزارة الإسكان والقوات المسلحة. بقيت 3 نقاط نضعها أمام المهندس إبراهيم محلب، وهو يوالى اجتماعاته بشأن الساحل الشمالي.. الأولى تتعلق بضرورة حل معوقات بناء 3 آلاف غرفة فندقية للشركة الإماراتية بسيدى عبدالرحمن وخلافاتها مع محافظة مرسى مطروح. والثانية تتعلق بموقف بعض المستثمرين الذين تم تخصيص أو بيع أراض لهم ببضعة آلاف من الجنيهات، والآن يطرحونها للاستثمار والبيع بملايين الدولارات فى السوق السوداء.. أين حق الدولة؟ وهل يتساوى هؤلاء ونترك لهم الأرض ونعاملهم مثل الذين بنوا فنادق ووفروا فرص عمل لشباب مصر؟. أما النقطة أو القضية الثالثة والأخيرة فهى التعديات على الأراضى فى الساحل، فلابد من اليد القوية الحازمة للدولة فى إزالة التعديات، خاصة لمن هم أصحاب حق ومعهم أحكام وقرارات.. فلا يمكن أن تكون هناك تنمية فى الساحل فى ظل هذا الخوف من التعديات ومن عدم إحكام القبضة القوية للدولة على أراضيها، والساحل الشمالى فى انتظار قرارات جريئة. لمزيد من مقالات مصطفى النجار