فى تاريخ كل أمة لحظات فارقة يتعين على قادتها اتخاذ قرارات جريئة تخدم مصالح تلك الدولة وشعوبها. ولذلك كان قرار الدولة المصرية بعد ثورة 30 يونيو، تدعيم وتعزيز العلاقات المصرية الروسية من تلك القرارات الجريئة، التى تصب فى مصلحة تحقيق طموحات وأحلام المصريين فى غد أفضل.ومن هنا، جاءت الزيارة المهمة التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى لروسيا على مدى اليومين الماضيين، وعقد خلالها محادثات مهمة مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، تستهدف فى مجملها خدمة المصالح المصرية وتحقيق آمال وطموحات المصريين فى دولة عصرية قوية بجيشها وشعبها، ومن المؤكد أن الزيارة التى تعد الأولى للسيسى كرئيس للجمهورية، والثانية له هذا العام لموسكو، سوف تفتح آفاقا جديدة فى العلاقات بين البلدين، وتخدم مصالح الشعبين، وتدعم الأسس القوية للعلاقات التى تأسست خلال عقد الستينيات من القرن ال 20 فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مع الاتحاد السوفيتى السابق، وشيدت مصر فى ضوء تلك العلاقات المتينة العديد من المشروعات العملاقة التى لن ينساها المصريون، وكانت ثمارا للتعاون مع موسكو مثل مشروع السد العالى العملاق، ومصنع الحديد والصلب بحلوان، وغيرهما من المشروعات التى خدمت مصالح المصريين على مدى عقود طويلة، وتحتاج مصر فى اللحظة الراهنة التى تستعد فيها لمرحلة جديدة من المشروعات العملاقة «شريكا» قويا يعتمد عليه فى إنجاز تلك المشروعات وتقديم العون الفنى اللازم لها، ويمكن لروسيا أن تكون هذا الشريك، كما كان الاتحاد السوفيتى سابقا لمصر عبدالناصر. والأسس التى يضعها اليوم الرئيس عبدالفتاح السيسي، هى لعلاقات استراتيجية طويلة المدى مع روسيا، وليست المسألة صفقة أسلحة هنا أو صفقة قمح هناك، وإنما هى تأسيس لعلاقات راسخة نشطة بين شريكين كبيرين لإنجاز العديد من المشروعات الضخمة التى تحقق طموحات المصريين فى مستقبل أفضل بإذن الله. لمزيد من مقالات رأى الاهرام