مركز الأورام الجامعى بالمنصورة هو المركز الحكومى الوحيد على مستوى محافظات الدلتا المتخصص فى تقديم العلاج الجراحى والكيماوى لمرضى الأورام بهذه المحافظات الذين تصل أعدادهم الى عشرات الآلاف.. فالداخل لهذا المركز لاول مرة سوف يصاب بالصدمة فور أن تقع عيناه على طوابير مرضى السرطان من جميع الاعمار حيث لم يعد هذا المرض يفرق بين كبير طاعن فى السن وصغير جاء الى الدنيا منذ أيام قليلة، منهم من ينتظر اجراء جراحة عاجلة ومنهم من ينتظر تلقى العلاج الكيماوي. وجوه شاحبة واجساد نحيلة امتص المرض دماءها ولكن يجمعهم أمل واحد ، وهو أن يمن الله عليهم بالشفاء ، وسوف تدهش عندما تعلم أن العيادات الخارجية بهذا المركز قد استقبلت فى العام الماضى وحده 88 ألف مريض بالسرطان واستقبل 15 قسما داخليا بالمركز 38 ألفاً و66 مريضاً بالاضافة الى اجراء 2950 عملية جراحية كبرى ومتوسطة وذات مهارة عالية..وسوف تدهش أكثر إذا علمت أن هذا المركز يعانى نقصا حادا فى التمويل الحكومى يبلغ نحو 111 مليون جنيه سنويا ، وسوف تصاب بالدهشة اكثر اذا علمت ان الميزانية المخصصة له لا تزيد على 13 مليون جنيه سنويا ، الى جانب 16 مليون جنيه أخرى تأتى من علاج المرضى على نفقة الدولة والتأمين الصحى ، إلا أن الأمر الغريب أن هيئة التأمين الصحى لا تسدد ما عليها من مستحقات للمركز الا بنسبة 50%، وعلى فترات. الدكتور أحمد أبو ستيت مدير المركز يقول : ليس لدى حتى الآن علاج اشعاعى ، والذى يحتاج وحده الى نحو 50 مليون جنيه ، لافتا الى أن قسم العلاج بالاشعاع الموجود بمستشفى الجامعة «الأم» به قائمة انتظار رهيبة قد تطول الى أكثر من 6 أشهر وتساءل : كيف يتحمل مريض السرطان الانتظار لهذه المدة؟ .. ويضيف : ليس هذا فقط ، ولكن نحن بحاجة الى وحدة زرع نخاع بالمركز لعلاج الآلاف من الأطفال والكبار المصابين بمرض سرطان الدم والغدد الليمفاوية من محافظات الدلتا ، حيث إن تكلفة علاج المريض الواحد بالخارج تصل إلى نصف مليون جنيه ، فى حين أنه إذا ما تم علاجه داخل مصر فإن التكلفة لا تزيد على 70 ألف جنيه ، وهو ما يعنى أن تكلفة إجراء عملية واحدة بالخارج تكفى لإجراء 7 عمليات فى مصر. «الغدد الليمفاوية» ويضيف الدكتور أبو ستيت أنه لا يوجد فى مصر عدد كاف من وحدات زرع النخاع ، وأن مرضى المركز المصابين بسرطان الدم والغدد الليمفاوية يحتاجون لزرع النخاع ويتعرضون لقائمة انتظار طويلة حتى يصيبهم الدور ، للعلاج سواء فى المعهد القومى للأورام أو معهد ناصر بالقاهرة ، وأن نسبة كبيرة من هؤلاء المرضى يتوفون قبل موعد الزرع بسبب حدوث انتكاسات لطول فترة الانتظار والتى لا تقل عن 6 أشهر نظراً لعدم وجود أجهزة كافية داخل مصر لهذه النوعية من العمليات ، لذلك فإن المركز أصبح فى حاجة ماسة وملحة لشراء الأجهزة والمعدات والآلات لخدمة العملية التعليمية والبحثية والعلاجية به ، خاصة لوحدة زرع النخاع والتى تم تخصيص الطابق الحادى عشر بالمركز لها ، مؤكدا توافر الكوادر الطبية والتمريضية المتخصصة بهذا المجال. ويطالب الدكتور أحمد أبو ستيت رجال الأعمال والمستثمرين والقادرين وأصحاب القلوب الرحيمة بالتبرع للمركز لتجهيز 3 غرف معزولة «كبسولات» لزرع النخاع للأطفال بتكلفة نحو 7.5 مليون جنيه، وتجهيز غرفة عمليات مخصصة لهؤلاء الاطفال بتكلفة مليونى جنيه، وتجهيز وحدة للعناية المركزة تسع 8 أسرة بتكلفة 3 ملايين جنيه ، علاوة على المساهمة فى تكاليف العلاج الكيماوى الخاص بالأطفال ، وذلك للعمل على توفير احتياجاتهم من العلاج والتى تعجز الميزانية المخصصة للمركز عن توفيرها بالكامل الى جانب دعم مصاريف العلاج الكيماوى للمرضى سواء الأطفال أو الكبار ، لسد العجز فى الفجوة بين ما يعتمده التأمين الصحى أو نفقة الدولة وما يتكبده المركز فعليا فى علاج المرضى ، والتى تصل فى كثير من الأحيان إلى ضعف المبالغ المعتمدة من تلك الجهات لعلاجهم إلى جانب تحمل المركز 5 ملايين جنيه سنويا قيمة علاج كيماوى للأطفال المرضي.