مركز علاج الأورام بجامعة المنصورة واحد من بين مجموعات مراكز ومستشفيات طبية متخصصة بالجامعة نالت شهرة عالمية واسعة في مجال تقديم الخدمة الطبية المتميزة للمرضي مما جعل الآلاف من مختلف محافظات الجمهورية يترددون عليها طلب العلاج. وهو الأمر الذي ألقي علي عاتقها أعباء مالية ضخمة تنوء بحملها في توفير تكاليف العمليات الجراحية والعلاج خاصة اولئك الذين يقعون فريسة لغول السرطان الذي ينهش دون رحمة أجسادهم الضعيفة. وبالرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها القائمون علي امر مركز الأورام الجامعي بالمنصورة لتوفير مستلزمات العمليات الجراحية وأدوية العلاج الكيماوي غالية الثمن التي تصل إلي أكثر من100 مليون جنيه سنويا سواء من موازنة وزارة الصحة أو منظمات المجتمع المدني والتبرعات, فإن هذا المرض اللعين أصبح ينتشر بصورة كبيرة نتيجة التلوث البيئي وغيره من الأسباب حتي أصبح يطال الصغير قبل الكبير, وأصبح الأمر يستلزم زيادة الاعتمادات المالية المخصصة من قبل الدولة ودعوة منظمات المجتمع المدني والقادرين للتبرع لمواجهة غول السرطان, حيث يحتاج المركز إلي35 مليون جنيه لاستكمال الإنشاءات والتجهيزات, حيث ان السعة المتوقعة للمركز500 سرير ويعمل حاليا بواقع280 سريرا فقط لقلة الاعتمادات. ويوضح الدكتور ناظم شمس الدين مدير عام المركز أنه عندما قررت الدولة إنشاءه كانت التكاليف المقدرة وقتها95 مليون جنيه ثم ارتفعت إلي40 مليون جنيه بفعل ارتفاع الأسعار أسهمت فيها الدولة بثلاثين مليون جنيه فقط وانه نظرا لزيادة عدد المرضي المترددين عليه من مختلف المحافظات خاصة الدقهلية والشرقية والغربية وكفر الشيخ ودمياط وبورسعيد ارتفعت نفقات العلاج الكيماوي إلي أكثر من100 مليون جنيه سنويا لعلاج45 ألف مريض توفر الدولة منها19 مليونا فقط عن طريق قرارات العلاج علي نفقة الدولة, وهناك عجز قدره81 مليون جنيه بالإضافة إلي3 ملايين جنيه أخري عجزا في مرتبات العاملين بالمركز. ويضيف الدكتور أحمد ستيت نائب مدير المركز ان العمل لم يبدأ بعد في وحدة زرع النخاع التي تضم55 سريرا بالرغم من وجود200 مريض علي قائمة انتظار مرضي الزرع لعدم استكمال هذه الوحدة حتي الآن التي تحتاج إلي تجهيز5 غرف عمليات أخري إلي نحو15 مليون جنيه, ويقول إن الأمر الغريب هو أن تكاليف عملية زرع النخاع بالخارج تكلف الدولة مليون جنيه لكل مريض, في حين ان إجراءها بوحدة زرع النخاع بمركز الأورام بالمنصورة ستتراوح مابين50 و70 ألف جنيه خاصة أن هناك فريقا طبيا جراحيا علي أعلي مستوي جاهز للقيام بإجراء هذه النوعية من العمليات. وتناشد الدكتورة مها الزعفراني نائب مدير المركز المسئولين بالدولة توفير الاعتمادات المالية اللازمة حتي يؤدي هذا المركز دوره علي اكمل وجه خاصة أنه يضم85 استاذا واستاذا مساعدا ومدرسا بالإضافة إلي25 طبيبا مقيما و7 أطباء غير مقيمين و32 صيدليا و350 ممرضا وممرضة و246 فنيا و124 إداريا, ويتميز هذا المركز بإجراء عمليات استئصال الرحم بالمنظار واستئصال أورام المستقيم دون عمل تحويل دائم لمجري الإخراج واستئصال أورام الثدي دون استئصال الثدي في حالات الأورام المبكرة وفي الحالات الأخري استئصال الثدي مع إعادة تكوين ثدي طبيعي بديل من نفس جسم المريض إلي جانب الجراحات الميكروسكوبية لإعادة تكوين عظام وأنسجة الوجه والفكين بعد استئصال الأورام بهما وكل ذلك بالمجان.