عن ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه فى الحياء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:دعه فإن الحياء من الإيمان"متفق عليه. يقول الدكتور عطية مصطفى استاذ الثقافة الاسلامية بجامعة الازهر، إن الرسول الله صلى الله عليه وسلم يو ضح لنا فى هذا الحديث، فضيلة الحياء وأهمية التحلى بهذا الخلق النبيل فهو عندما مر على رجل من الأنصار، وهو يعظ أخاه فى الحياء خاف عليه الصلاة والسلام أن يناهض الناس هذه الفضيلة تحت أى غرض من الأغراض فقال:دعه أى اتركه، فإن الحياء من الإيمان،لأنه شعبة من شعب الإيمان، كما ورد فى حديث آخر يقول فيه الرسول الله صلى الله عليه وسلم»الإيمان بضع وستون شعبة وفى رواية بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان» فالحياء من الإيمان. وواوضح ان الحياء والإيمان- كما جاء فى بعض الأحاديث الأخرى- الحياء والإيمان قرناء جميعا، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر، وعرف العلماء الحياء لغة بأنه تغير وانكسار يعترى الإنسان من خوف ما يصاب به، كما عرفوه فى الشرع بأنه خلق يبعث على اجتناب القبيح ويمنع من التقصير فى حق ذى الحق، وقد جعل الحياء فى هذا الحديث قرين الإيمان، وفى بعض الأحاديث جعل الحياء من الإيمان كما فى قوله صلى الله عليه وسلم»الحياء من الإيمان» وفى قوله «الحياء شعبة من الإيمان»، وإنما جعل من الإيمان وإن كان غريزة،لأنه قد يكون تخلقا واكتسابا كسائر أعمال البر، وقد يكون غريزة ولكن استعماله على قانون الشرع يحتاج إلى اكتساب دينه فهو من الإيمان لهذا ولكونه باعثا على أفعال البر ومانعا من المعاصى، ونلاحظ أنه فى بعض الأحاديث نبه الرسول الله(صلى الله عليه وسلم)بأنه إذا رفع الحياء رفع الإيمان، وإذا رفع الإيمان رفع الحياء، والمراد برفع أحدهما أن فيه رفعا للآخر أى لمعظمه أو كماله،وما ذلك إلا لبيان أهمية الحياء وأنه خير كله وأن له ارتباطا وثيقا بالإيمان، بحيث إذا رفع الحياء رفع معظم الإيمان أو كماله، أى أن الذى لا يتصف بالحياء لا يكون كامل الإيمان.