اختفاء المسلسل الدينى هذا العام كان من أهم الظواهر التى تشهدها الدراما الرمضانية ، وعن ذلك قال الناقد طارق الشناوى : هذا الغياب للأعمال التاريخية الدينية يظهر حالة الخلل التى تعانيها المنظومة الإنتاجية فى مصر خلال السنوات الأخيرة والتى تؤدى بالضرورة إلى النتائج التى نعيشها الآن مع شاشة خالية من هذه النوعية من المسلسلات، التى كان شهر رمضان موسما لعرضها على الشاشة . وأضاف : المشكلة تكمن فى سيطرة وكالات الإعلان على توجهات الدراما، فى وقت تفرض فيه شركات الإنتاج الاستعانة بنجوم بعينهم كشرط للموافقة على إنتاج العمل، ومن هنا لا يوجد محل لمسلسل دينى على خرائط شركات الإنتاج التى تبحث عن تسويق العمل ، وألقى المسئولية على مؤسسات الدولة فى تحقيق التوازن والتنوع فى الإنتاج الدرامى، وهى مهمة قطاع الإنتاج وشركة صوت القاهرة التى خرجت من الخدمة خلال السنوات الأخيرة بسبب عدم وجود ميزانيات للإنتاج . وقال الكاتب د. بهاء الدين إبراهيم ان المسلسلات الدينية تواجه مشاكل عديدة سواء فى التسويق أو عدم إقبال الكتاب على كتابتها لانها تحتاج الى دقة ومراجعات كثيرة ومعلومات وقراءة وإطلاع واجتماعات متواصلة لمراجعة كل كلمة ونص وجملة ، ولذلك معظم الكتاب لايفضلون الكتابة فى الاعمال الدينية ويبحثون عن الأعمال الأسهل والأسرع والذى لا يسبب أى مشاكل لهم هو المسلسل الإجتماعى . واضاف : هناك أيضا عدم ترحيب بالعمل الدينى من الفضائيات وشركات الانتاج وغيرها وهذا أثر بالطبع على إنتاج مثل هذه الأعمال التى نحن فى أشد الحاجة اليها حاليا من أى وقت مضى، حيث التدنى الواضح فى الثقافة الدينية التى كانت هى أساس ما تعرضه الشاشة فى فترة من الفترات فالدراما الدينية تحتاج الى تكاليف كبيرة فى الإنتاج من أزياء وسفر وإقامة فى الصحراء ومعسكرات بها كل مقومات الحرب ، وعلى الدولة إنتاج مسلسلات دينية على نفقتها الخاصة، لأن ذلك يسهم فى تقديم الرسالة والمضمون الجيد للمشاهد خاصة إننا بلد الأزهر الشريف ، ونمتلك العلماء الكبار فى الأزهر ، ونمتلك القدرات الفنية والإخراجية ، ولكننا لا نعرف أن نستغل ما نملك بالطريقة الصحيحة ، فشهر رمضان يجب أن يكون هو الأساس فى عرض الأعمال الدينية، فبدونها لا طعم للشاشة رغم ما يعرض عليها من أعمال كثيرة ولكن معظمها لا يرقى الى المشاهدة وإنما هو تضييع للوقت . وقال الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق ان الأعمال الدينية مطلوبة بما تتضمنه من قيمة ورسالة للمجتمع بالكامل على أن يحصل الكاتب والمنتج على موافقات مجمع البحوث الإسلامية والازهر الشريف والجهات الدينية المختصة ومن يخالف ذلك لابد أن يكون هناك قانون لمعاقبته وأنا مع أن يكون هناك راو يروى قصص الأنبياء ولكن دون ظهوره على الشاشة ، فالمهم فى العمل الدينى أو التاريخى أو الاجتماعى أن يراعى قيم وعادات المجتمع المصرى والإسلامى ويقدم النماذج الجيدة ويضرب المثل العليا فى السماحة والأخلاق والفكر المستنير الذى يدعو اليه الإسلام فى كل زمان ومكان .