توقفت قطاعات الإنتاج المختلفة عن إنتاج المسلسلات الدينية, واختفت من علي شاشاتنا في السنوات الأخيرة حتي في شهر رمضان الكريم ومن خلال نظرة سريعة علي أعمال رمضان المقبل لايوجد من بينها عمل ديني واحد بعد أن كنا رواد في إنتاج هذه المسلسلات ذات القيمة والرسالة والهدف, وعن أسباب ندرة الأعمال الدينية والحلول المناسبة كان هذا التحقيق. يقول الكاتب كرم النجار: عيب علي الدولة وعار علينا جميعا ألا نهتم بالدراما الدينية نحن أحق من غيرنا بل من واجبنا ومسؤلياتنا أن ننتج مسلسلات دينية تغذي العقول والقلوب وتقوم سلوكيات الإنسان, وأنا رجل مسيحي وكنت أسعد إنسان عندما كلفني سعد لبيب بكتابة مسلسل محمد رسول الله عام9691 وقام ببطولته الراحلين عبد الله غيث وحمدي غيث ونجيب سرور وغيرهم, وأخرجه الراحل أحمد طنطاوي, ونجحت بمساعدة الجميع من حولي, فقد كان الجو وقتها ملائم وفكرة المواطنة مترسخة وكان عندي تحدي وإصرار, ولكن لو كلفني أحد في الوقت الحالي بكتابة عمل ديني سيكون الرفض عندي أكبر من القبول لأن الجو العام لايسمح بذلك. وأضاف النجار: ومن أسباب ندرة الأعمال الدينية أن الكتاب لايقبلون عليها لصعوبة كتابتها والتدقيق في كل كلمة ومراجعتها من أكثر من جهة وهذا يجعل المؤلف يكتب العمل الإجتماعي الأسهل والأبسط دون وجع دماغ وبحث في المراجع والكتب وغيرها. ويقول الدكتور بهاء الدين إبراهيم: كتبت من قبل العديد من المسلسلات الدينية منها' عصر الائمة' و' الإمام الشافعي' و' الإمام المراغي' و' الإمام ابن حزم' و' الشيخ عبد الحليم محمود' و' الشيخ الشعراوي' و' أبو حنيفة النعماني' وحاليا لي عمل بعنوان' أسماء بنت أبي بكر' ولكن مازال يواجة مشكلة الإنتاج رغم موافقة الأزهر عليه وكلها لاقت قبولا كبيرا, ولكن مشكلة الأعمال الدينية أن المنتجين لايقبلوا عليها مهما كانت جيدة لأنهم يجدوا صعوبة في تسويقها وعرضها وأنها غير مربحة بالنسبة لهم, بالإضافة إلي تكلفتها العالية من ديكورات وملابس ومعدات وتصويرها يتم في الصحراء والأماكن البعيدة وبالتالي تحتاج إلي إمكانيات كبيرة, ومن هنا ليس أمامنا إلا اللجوء إلي إنتاج الدولة ولابد أن تتدخل الدولة لإنتاج الأعمال الدينية كما كانت تفعل في السابق لأن القطاع الخاص لن ولم ينتج دراما دينية إلا في أضيق الحدود, ويجب أن تشكل لجنة من علماء الأزهر الأجلاء لمراجعة المسلسلات الدينية وتنفيذ تعليماتهم بكل دقة لأنهم الأقدر والأجدر بمراجعة أي عمل ديني ولكن أن تكون هناك جدية في إجازة الأعمال الدينية لأننا نخسر كثيرا بعدم إنتاج هذا اللون من الدراما خاصة أن الدول الأخري تنتجها وسبقتنا فيها دون تعقيدات أو تخوفات. وتقول الفنانة ليلي طاهر: طوال مشواري الفني كنت أحرص علي تقديم عمل درامي ديني في رمضان, ولكن مع الظروف الصعبة لشركات إنتاج الدولة تكاد تكون قد توقفت هذه الأعمال ومن هنا أطالب التليفزيون بالعودة لإنتاج المسلسلات الدينية فنحن في أمس الحاجة اليها في الفترة الحالية وإذا لم نستطع تنفيذ أعمال دينية في الفترة الحالية فعلينا علي الأقل إعادة عرضها والإستفادة منها, وأنا مستعدة للمشاركة في أي عمل درامي ديني بغض النظر عن الأجر حتي لو كان بدون مقابل. أما المخرج إبراهيم الشوادي فقال: إن أخر أعمالي كان مسلسل' الإمام أبو حامد الغزالي' منذ سنتين والذي حصل مؤلفه محمد السيد عيد علي العديد من الجوائز وتناول الفرق الإرهابية في الإسلام, ولاشك أن الدراما الدينية تحتاج إلي إمكانيات عالية في الإخراج وأدوات لايمكن توفيرها إلا من خلال إنتاج الدولة ولو بالتنسيق مع المنتج المشارك, والدولة تمتلك أكثر من02 قناة يمكن إستغلالها في عرض أعمال دينية بالإتفاق مع الفضائيات حتي تعود مصر لمكانتها في إنتاج مثل هذه الأعمال والتي كانت تنتجها سوريا بتفوق كبير في فترة ما قبل الحرب.