يطل علينا رمضان هذا العام بدون أعمال دينية من انتاج الدولة. بل نكتفي هذا العام بمسلسل "خيبر" انتاج سوري ومسلسل "قصص النساء في القرآن" رسوم متحركة للنجم يحيي الفخراني. اجمع الفنانون والنقاد والمؤلفون علي أننا كنا نتوقع أن الإخوان سيقدمون أعمالاً دينية ضخمة ويرصدون لها الميزانيات العالية. إلا أنهم يقولون مالا يفعلون.. وأصبحت المسلسلات الدينية ما هي إلا "حبر علي ورق" بالاضافة إلي الظرف الاقتصادي العام الذي يضغط علي انتاج الدراما بشكل عام والدينية والتاريخية بشكل خاص. "المساء" أجرت تحقيقاً حول ظاهرة عدم انتاج المسلسلات الدينية التي ارتبط عرضها في شهر رمضان الكريم الذي به تكون الحالة الروحية والدينية عالية عند المسلمين. أكد حسن يوسف أن ظاهرة عدم انتاج الأعمال الدينية هذا العام تعد من ضمن مظاهر النفاق التي تعودنا عليها من الاخوان المسلمين فهم "يقولون مالا يفعلون" بعدما عملت لهم اختباراً أثناء اجتماع لجنة المجلس الأعلي للثقافة والفنون بمجلس الشعب العام الماضي في حضور عدد من الفنانين والمخرج مجدي أحمد علي ويسري نصر وقالوا لنا إيدنا في إيديكوا ننتج أعمالاً دينية قيمة توعي الشعب وتربي الأجيال علي القيم والأخلاق ووعدونا بأننا سنجري اتصالات ولا أي منافق منهم اتصل ولا عمل حاجة. كما إنني عرضت عليهم مسلسل عن حياة الشيخ "أحمد يس" مؤسس حركة حماس ولا هم هنا "ودن من طين وودن من عجينه". كل اللي يهمهم يقبضوا أموال من الخارج بملايين الجنيهات ويقومون بشراء الأسلحة التي يستخدمونها في الميادين. أضاف: أنا توقفت عن الانتاج بعدما خسرت 2 مليون جنيه بعد مسلسل الإمام "عبدالحليم محمود" بالمشاركة مع صوت القاهرة. وبالرغم من ذلك تقدمت لهم بمسلسل للشيخ محمد الغزالي والشيخ محمد عبده ولكنهم رفضوا لعدم وجود ميزانية مبررين بأن الدولة لا تمدهم بأموال حتي نستكمل الأعمال المتأخرة من العام الماضي. الفنانة صابرين قالت: كنت أقدم هذا العام مسلسل "أسماء بنت أبي بكر" ولكنه توقف تصويره لأنني اشترطت علي الشركة المنتجة للمسلسل أن يتم الإنفاق عليه بشكل كبير حتي يظهر في أحسن صورة. وبالرغم من أن المسلسل من إنتاج سعودي إلا أنه توقف بسبب التكلفة الضخمة. أضافت: للأسف الشديد المسلسل الديني في السنوات الأخيرة لم يأخذ حقه في توقيت إذاعته بالتليفزيون في الوقت الذي يجب عليهم إذاعة المسلسلات الدينية في وقت ذروة أي بعض الإفطار مباشرة. ورأت صابرين أن المسلسل الديني أو التاريخي لابد وأن يتم تحت إشراف وإنتاج حكومي وليس انتاج خاص حتي ينتسب العمل لمصر وليس لأي دولة أخري. الناقد الفني رفيق الصبان قال من تجربتي الخاصة اثناء تواجدي في لجنة القراءات قرأت أعمالاً اجتماعية وتاريخية ودينية رائعة ولكن للأسف شركات الانتاج لم تقترب منها نهائياً نظراً لتكلفتها الباهظة من ديكورات وملابس ومجاميع وغيرها خاصة وأن المسلسلات الدينية كانت خلال السنوات الثلاث الأخيرة شائعة جداً وغيابها بدأ يشكل ظاهرة غريبة خصوصاً من التليفزيون بالنظرة التجارية وليست الفنية نظراً لأنها تعتمد علي سياسة البيع والشراء وأن المسلسل الديني مكلف جداً عن السينما. وعد إبراهيم أبوذكري رئيس اتحاد المنتجين العرب أن رمضان العام القادم سوف يكون له رؤية ووجه أخر وعصر جديد يتنوع فيه الانتاج موضحاً أننا كمنتجين عرب متفائلين بثورة 30 يونيو. وعلي خريطة الانتاج في مصر التي توقفت منذ العامين الماضين. ونرجو ألا تحاسبونا عن هذين العامين نظراً لحالة التخبط وعدم الاستقرار التي كنا نعيشها ولا نعرف الميزانيات وإدعاء الفقر من قبل الانتاج الحكومي. ولا سيما بأن الانطباع الحقيقي في الدراما والفن ينعكس من خلال السياسة العامة للدولة وظروفها الاقتصادية وانا أري أن علاقتنا مع المنتجين العرب سوف تتحسن بشكل مباشر. ** محمود يس يقول إن السبب الحقيقي لعدم انتاج الأعمال ذات الطابع الديني يرجع إلي الظرف الاقتصادي العام الذي يضغط علي القدرات ومواجهة الأعمال الدرامية بشكل عام والتاريخية بشكل خاص التي تتكلف أرقام كبيرة لم يعد الزمن مناسباً لها في الوقت الحالي في ظرف يعاني منه التسويق لشراء الأعمال عالية التكلفة للتسويق في الأسواق العربية وفي الخمس قارات التي تسوق فيها الأعمال التاريخية موضحاً أن هذا ظرف تاريخي تمر به مصر منذ سنوات حتي وصلنا لحالة من الزروة في انتاج المسلسلات الدينية بالرغم من أنها من الأعمال المطلوبة جداً وتحظي بنسبة مشاهدة عالية وخاصة في فترات المواسم التي بها حالة روحية ودينية وتكون مكتوبة بمرجعية علمية شديدة الدفة ناهيك عن الإبداع الفني وليست "فوضي". وأنا أري أن الغمة سوف تزول ومصر قادرة علي أن تجد حلول للعمليات الانتاجية والتسويقية بحكم أنها تملك جميع مصادر الزعمال ولها قيمة كبيرة وهامة ومن أصحاب الأصول الروائية وكتاب السيناريو والمخرجين الكبار. والمصورين والديكورات الضخمة التي تتوافر في استديوهاتنا سواء الداخلية أو الخارجية. ** الفنانة عفاف شعيب تقول: أنا زعلانة وحزينة حزناً شديداً علي التليفزيون المصري الذي قام بشراء أعمال من تركيا ودول أخري حتي يعرضها في رمضان وهذا لم ولن يحدث علي مدي التاريخ حتي ولو الأعمال دي ببلاش لماذا تعرض أعمال في بلدك لبلد أخري ونحن نمتلك كفاءات وكوادر ومصر ولادة وهناك ميزانيات متوفرة لذلك من خلال خطة انتاج مسلسلات دينية كل عام أين هي؟ وأولي أن تنفع بلدك وتشتري من المنتجين المصريين.