مشهد من مسلسل »الإمام الغزالى« شهدت السنوات الاخيرة تقلصا في عدد المسلسلات الدينية حتي وصل الامر لعدم وجود اي مسلسل مصري ديني في رمضان قبل الماضي ومسلسل واحد في رمضان الماضي هو »الامام الغزالي«. والسؤال هل يستمر الامر علي ماهو عليه ام ينعكس وجود التيار الاسلامي في الحكم علي عدد المسلسلات الدينية وتشهد زيادة من حيث الكم وتحسنا من حيث الكيف خاصة بعد تراجع الدراما الدينية والتاريخية المصرية لحساب الدراما الايرانية المدبلجة والخليجية والسعودية التي تحظي بنسبة مشاهده اكبر ومنها مسلسلات يوسف الصديق وخالد بن الوليد والحسن والحسين واخيرا »عمر« يقول المنتج احمد الجابري ان الاعمال الدينية والتاريخية تحتاج الي ميزانيات عالمية، وتحتاج الي لوكيشينات خاصة وملابس معينة، هذا بالاضافة الي ان المسئولين في النظام السابق كانوا يرفضون الاعمال الدينية وحاولت كثيرا من خلال المنتج المشارك مع التليفزيون انتاج هذه النوعية من الاعمال.. ولكن دون جدوي وكانت آخر اعمالي مع التليفزيون هو »عمر بن عبدالعزيز« هذا في حين ان سوريا وتركيا تقدمان هذه الاعمال بكثافة وتلاقي نجاحا كبيرا واصبحنا لا نري الاعمال الفرعونية سوي في السينما الامريكية والعالمية ولا نقدم نحن ونعود للمشاركة الرئيسية وهي ضعف الاعمال الدينية والتاريخية وهذا يعود بالاضافة الي التكلفة العالية الي الفضائيات المصرية التي ترفض هذه الاعمال بحجة انها لا تجذب الاعلانات في حين يتم عرض الاعمال الدينية والتاريخية السورية والتركية مثل »حريم السلطان« وهذا يمثل علامة استفهام كبيره لهذه القنوات. سعد عباس رئيس شركة صوت القاهرة احد قطاعات الانتاج الثلاثة التابعة لاتحاد الاذاعة والتليفزيون.. قال ان التليفزيون المصري كان يقوم بانتاج الاعمال الدينية في السبعينيات والثمانينيات بأقل التكاليف وكانت تدر دخلا كبيرا حيث كان له حق التوزيع الحصري في كل الدول العربية.. ولكن بعد دخول القطاع الخاص في العملية الانتاجية ارتفع اجر الممثل والمؤلف والمخرج واصبحت التكاليف خرافية للاعمال، واستمر النجوم في الهرولة الي الاعمال الاجتماعية وترك الاعمال الدينية. كما ان التليفزيون المصري لم تكن في سياسته الارتقاء بالاعمال الدينية برامجيا ودراميا.. لانها لا تدر دخلا اعلانيا حيث تم انتاج عمل ديني وحيد العام الماضي. اما عن زيادة الاعمال الدينية العام القادم في ظل وجود التيار الديني علي سدة الحكم فالاجابة قالها وزير الاعلام اثناء زيارته لاستديوهات صوت القاهرة الاسبوع الماضي. حيث اكد دعمه لانتاج الاعمال الدينية وهذا ما يأتي في خطة صوت القاهرة للانتاج الدرامي للعام القادم والتي تشمل مسلسلا تاريخيا ومسلسلا دينيا ويتم الان مناقشة امكانية اضافة اعمال دينية اخري حيث هناك عدة نصوص منها نص لرابعة العدوية، واخر من الشيماء اخت الرسول ويضيف الاعمال الدينية مكلفة للغاية ولن يقدر علي انتاجها التليفزيون وبعيدا عن جذبها الاعلانات فهي قيمة يكون ربحها الذي يعود علي الشعب أكبر بكثير من قيمة الاعلانات. يقول عادل ثابت رئيس قطاع الانتاج نقوم بدراسة اكثر من عمل درامي ديني حتي نقوم بانتاج عمل أو عملين خلال شهر رمضان القادم وهو المعدل الطبيعي للقطاع فاعتقد ان النظام العام لم يتغير حيث ان لدينا مجموعة من الاعمال منها »الخنساء« و»النمرود« و»أبوهريرة« و»الاميره ذات الهمة« وسوف نقوم بدراسة الافضل لتقديمه فتواجد الاعمال الدينية شيء هام للغاية دون البحث عن العائد المادي والمردود الاقتصادي فنحن نقدم خدمة اعلامية تنويرية ثقافية للمشاهد العربي وهذا ما قمنا به خلال تقديم مسلسل الامام الغزالي.. خلال شهر رمضان الماضي والذي لم تتخط ميزانيته 02 مليون جنيه وهو رقم ضئيل جدا في عالم انتاج المسلسلات الدينية التي تتطلب ديكورات خاصة وجرافيكس وملابس بالاضافة الي اجور الابطال وهذا دليل علي نجاحنا في تقديم فني قيم بامكانيات متواضعة. يقول المنتج جمال العدل تواجد المسلسلات الدينية شيء هام ولكنه غير مرتبط بوصل تيار بعينه للحكم ولكن هذه النوعية من الدراما تتم دائما بتكليف من الحكومات لانها غير مربحة بالمرة للانتاج الخاص فاذا عرض علي ان أقوم بالانتاج المشترك مع قطاع الانتاج والتليفزيون المصري سوف ارفض بالتأكيد فإن دورة رأس المال مختلفة فهذه الاعمال من الصعب منافسه دول في الانتاج فعلي سبيل المثال ان دولة قطر قامت بانتاج مسلسل »عمر« في حين مصر لم تنتج عملا يليق باسمها حيث انها تقدم مسلسلات معلبة من خلال انصاف ممثلين وانصاف كتاب فاتمني ان اري خلال العام القادم دراما تليق باسم مصر. الكاتب د. بهاء الدين ابراهيم الذي قدم عددا من الاعمال الدينية منها الامام المراغي. والامام الشعراوي.. وقال ان الفترة الماضية تقلص انتاج الاعمال الدينية بشكل كبير حتي وصل الي مسلسل واحد هذا العام وسط اكثر من 07 عملا دراميا.. ولكن الفترة المقبلة اعتقد انها ستعود لحجمها الطبيعي الذي كانت عليه في سبعينيات القرن الماضي، وذلك لن يأتي الا باهتمام الدولة وتوجيه مباشر من رئيس الجمهورية لان القطاع العام هو الوحيد القادر علي انتاج الاعمال الدينية والتاريخية وذلك لكلفتها العالية واحتياجها الي اماكن تصوير خاصة.. واعتقد ان مسلسل »أسماء بنت أبي بكر« الذي سلمته الي قطاع الانتاج سيتم انتاجه هذا العام. يقول الكاتب محمد السيد عيد اعتقد ان هناك علاقة وطيدة بين النظام السياسي والاعلامي فمن الطبيعي ان يحدث تأثير علي الشكل العام للدراما فقد يظهر العديد من المسلسلات الدينية خلال شهر رمضان القادم وأتوقع ان تأخذ مساحة كافية لان الاعمال الدينية الجادة يتم التعامل معها بمنطق السوق والعرض والطلب بالمنتج الخاص يبحث دائما عن العائد المادي والربح فبالتالي لن يقوم بانتاج مسلسلات الا اذا ضمن التوزيع ذلك بجانب الانتاج الضخم الذي تتطلبه تلك النوعية من الاعمال.