على مدار السنوات الماضية تراجعت الدراما الدينية تراجعاً ملحوظاً، حيث ابتعد عنها المنتجون والمؤلفون وصناع الدراما، فى الوقت الذى برزت فيه إيران كأكبر دولة منتجة للمسلسلات الدينية التى يتم ترويجها لكل البلاد العربية بعد دبلجتها. سمير الجمل، الناقد الفنى، ومؤلف مسلسل «محمد»، الذى لم ير النور حتى الآن، قال إن الدراما الدينية تواجه حرباً شرسة من مافيا رجال الأعمال، حيث إنهم يستغلون الدراما الاجتماعية فى غسيل الأموال على حساب الدراما الدينية، لافتاً إلى الجشع والبحث عن المادة، خاصة فى القنوات التى تبحث عن المسلسلات التى تحتوى على مشاهد الرقص والأغانى والمخدرات، لتحقيق نسب مشاهدة عالية، وبالتالى زيادة نسبة الإعلانات. «الجمل» يرى كُتاب الدراما الدينية وراء اختفائها، حيث إنهم اختفوا تماماً من الساحة، لصعوبة الكتابة الدينية، التى تحتاج لبحث وتحقيق ومراجع ومجهود مادى، عكس الدراما الاجتماعية التى تحتاج إلى خيال فقط، لافتاً إلى أن قلة المسلسلات الدينية ترجع إلى التكلفة الإنتاجية الباهظة لمثل هذه النوعية من المسلسلات، التى تصرف على الديكورات والملابس وأماكن التصوير، وهو ما لا تحتاجه الدراما الاجتماعية، خاصة أن المنتج عادة ما يحجم عن هذه النوعية من الدراما، نظراً لتكلفتها الباهظة، كما أن حجم الإعلانات عليها عادة لا يكون كبيراً. كان من الضرورى إنتاج الدراما الدينية عقب حكم الجماعات المتشددة والإرهاب لمصر، حسب «الجمل» حيث إنها ستساعد على التنوير ونشر تعاليم الدين القويم: «دور الدراما الدينية بعد فترة الجهل اللى عشناها كان مهم، لأننا محتاجين ننوّر عقول الناس بالقيم والأخلاق اللى اختفت من مجتمعنا. قال المنتج محمد فوزى، إن عدم إنتاج مثل هذه النوعية من الأعمال يرجع لصعوبة الترويج لها أو تسويقها، معللاً ذلك بأن المُعلنين يتجهون إلى الدراما الاجتماعية، وبالتالى القنوات التى تعرض الدراما الدينية تلاقى خسائر فادحة بسبب عزوف الإعلانات خلال عرض المسلسل الدينى عكس الاجتماعى، لافتاً إلى أن التليفزيون المصرى دائماً وأبداً هو المنوط الأول بإنتاج وعرض تلك الأعمال: «الدراما الدينية والتاريخية مسئولية الدولة فى المقام الأول لا المنتج الخاص». «الناس بتشوفنى فى الشارع، تسألنى فين المسلسلات الدينية؟ عايزين نشوف أعمال زى إمام الدعاة، نفسنا فى أعمال درامية دينية، وكأن أنا اللى مسئول عن إنتاجها» قالها مازحاً حسن يوسف، مؤكداً أن المشكلة ليست فى النص المكتوب، ولكن المشكلة تكمن فى خوف المنتجين من عدم وجود إعلانات للمسلسلات الدينية، لأن الناس بحسب «يوسف» بالفعل يتشوقون لمشاهدة المسلسلات الدينية مرة أخرى، وهو ما يشعر به من أسئلة جمهوره له، وما شاهده من نجاحات المسلسلات السابقة أبرزها «إمام الدعاة»، الذى جلب إعلانات كثيرة جداً.