عن معاوية رضى الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم»من يرد الله به خيرا يفقهه فى الدين» متفق عليه. يقول الدكتور عطية مصطفى استاذ الثقافة الاسلامية بجامعة الأزهر:فى هذا الحديث يوضح الرسول صلى الله عليه وسلم فضل العلم، وأن من أراد الله به خيرا فقهه فى الدين، وذلك لأن التفقه فى الدين يجعل صاحبه على هداية ويعرف واجبه تجاه ربه سبحانه وتعالى، وقوله من يرد الله به خيرا، هذه كلمة نكرة وقعت فى سياق الشرط فتفيد العموم، فالمعنى من يرد الله به جميع الخير، أو أن التنكير للتعظيم، فيكون المعنى من يرد الله به خيرا عظيما يفقهه فى الدين، أى يكون فاهما، فالفقه هو الفهم، يقال فقه بالكسرإذا فهم وبالفتح إذا سبق غيره بالفهم والضم إذا صار الفقه له سجية، وهو يختص بعلم الفروع لاستنباطه بالأدلة والنظر الدقيق والمناسب فى الحديث حمله على المعنى اللغوى ليعلم كل فقه فى الدين. وأشار الى ان مفهوم الحديث أن من لم يتفقه فى الدين وأن من لم يتعلم قواعد الإسلام وما يتصل بها من الفروع وغيرها فقد حرم الخير كله، وهذا يوضح لنا مكانة العلماء ومنزلتهم وفضلهم على سائر الناس وبفضل تعلمهم لأصول الدين وفهمهم، قال عمر بن الخطاب(رضى الله عنه):تفقهوا قبل أن تسودوا، أى لأنه ربما منعتكم السيادة من التفقه، ولا ينافى هذا القول أن ينبغى التفقه بعدها أيضا لقول الرسول(صلى الله عليه وسلم):من يرد الله به خيرا يفقهه فى الدين وإنما أنا قاسم والله عز وجل معط أى أنه(صلى الله عليه وسلم) يقسم بين أصحابه من المسلمين ما أوحى إليه مما أمر بتبليغه إليهم وإنه لا يخص به بعضا دون بعض، والله يعطى أى يعطى الله الفهم للناس، يعطى كل إنسان على قدر ما تعلقت إرادة الله به فيتفاوتون فى الفهم، ولقد كان البعض يسمع الحديث فيفهم الظاهر منه ويسمعه آخر فيفهم المسائل الكثيرة منه، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، فالرسول صلى الله عليه وسلم يسوى بينهم فى إلقاء العلم والله تعالى يعطى كلا منهم من الفهم على قدر ما أراد الله