* يسأل عبدالفتاح محمد عبدالغني من القاهرة: حينما نجلس مع بعض الناس في هذا الزمن نستمع إليهم فنجدهم يتكلمون عن الدين بأسلوب يسيء إلي الدين ويبالغون في الغلو في الدين فهل الدين يقبل الأسلوب المتشدد الذي يجعل المستمع ينفر من الدين؟ ** يقول د.صبري عبدالرءوف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: إن الله سبحانه وتعالي يقول في سورة البقرة: "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا" فإذا كانت الكعبة وسط الأرض كذلك جعلناكم يا أمكة الإسلام أمة وسطا دون الأنبياء وفوق الأمم ولما كان الوسط مجانبا للغلو والتقصير كان محمودا أما التشدد والتزمت فإنه يكون مذموما ولهذا رغب الإسلام في التيسير وحذر من التشدد الذي يؤدي إلي التنفير جاء في صحيح مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "هلك المتنطعون" قالها ثلاثا. فالتنطع هو التقعر في الكلام ولهذا كرر سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم العبارة ثلاث مرات مبالغة في التحذير من التنطع. وقد ضل الأكثرون بسبب عدم فهمهم الفهم الصحيح لكتاب الله وسند سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم فشريعة الإسلام لا إفراط فيها ولا تفريط. إن الله سبحانه وتعالي يقول في سورة التوبة: "فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون". لكن عدم التفقه في الدين يؤدي إلي التنطع والتشدد مما يجعل الإنسان يسيء إلي الدين بسبب عدم فهمه وفقهه كما أن المتنطع لا يتعلم إلا علي يد إنسان ينتمي إلي جماعته وكان عليه أن يجلس إلي كل متفقه في كتاب الله وسنة سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم بغض النظر عن انتمائه طبقا للحكمة القائلة خذ الحكمة من أي وعاء خرجت. فتعاليم الدين ليست حكرا علي فئة دون فئة فلكل من فقه وعلم أن يعلم ونطمئن إلي دينه وفقهه لأن سيدنا الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم يقول "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين".