الفقه: هو الفهم والفطنة والعلم. وغلب في علم الشريعة وفي علم أصول الدين والفقيه: هو العالم الفطن. والعالم بأصول الشريعة وأحكامها. واستعمل فيمن يقرأ القرآن ويعلمه. والجمع: فقهاء. فهو الفهم بعمق في أصول الدين والشريعة. ويقول تعالي منوّهاً لفضل العلماء: "ولتكن منكم أمة يدعون إلي الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون" آل عمران/104 كما قال تعالي: "شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط.." آل عمران/.18 وفضل الفقه كبير حتي علي العبادة. وفي هذا الصدد وردت عدة أحاديث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم منها ما رواه ابن عباس عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "فقيه أشد علي الشيطان من ألف عابد". أخرجه الترمذي في سننه - كتاب العلم - باب ما جاء في فضل الفقه علي العبادة. وعن التفقه والإفتاء في الدين يقول تعالي "ما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم" التوبة/122 وعن صفات المبلغين عن الله تعالي يقول ابن قيم الجوزية في "أعلام الموقعين عن رب العالمين" ان التبليغ عن الله تعالي يقتضي العلم والصدق. وأول من قام بهذا المنصب الجليل الشريف هو سيد الأنام والمرسلين وإمام المتقين وخاتم المرسلين محمد صلي الله عليه وسلم. ثم صحابته من بعده. وقد عددهم ابن حزم في كتابه "الإحكام في أصول الأحكام" بأنهم مائة وثلاثة وخمسين "153" بين رجل وامرأة فقط. المكترون منهم سبعة فقط. منهم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. وفيهم من روي في الفتيا مسألة واحدة فأكثر. والمتوسطون في الفتية ثلاثة عشر فقط منهم: أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنهما. أما الباقون الذين لم يرد الواحد منهم سوي المسألة أو المسألتين أو أكثر قليلاً وهم المقلون في الفيتة فمنهم: أم عطية الأنصارية. وصفية بنت حيي أم المؤمنين. وحفصة أم المؤمنين. وأم حبيبة أم المؤمنين. وليلي بنت قائف. وأسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما. والحولاء بنت قويت. وأم الدرداء الكبري وميمونة أم المؤمنين. وجويرية أم المؤمنين. وفاطمة ابنة رسول الله صلي الله عليه وسلم. وأم سليم بنت ملحان. وزينب بنت أبي سلمة. أم أيمن. والغامدية. وأسماء بنت عميس. وبركة الحبشية. وسبيعة بنت الحارث الأسلمية. وسلمي بنت نهيك. سهلةبنت سهيل. أم شريك القرشية. الشفاء بنت عبدالله القرشية. أم الطفيل "امرأة أبي بن كعب" وعائلة بنت زيد القرشية. فأخته بنت أبي طالب. ليلي بنت قاتف الثقفية. أم الفضل "لبابة الكبري". هذا وقد وصل عدد النساء الصحابيات اللائي قمن بالفتية إلي "ثلاثين" صحابية "30" من العدد الكلي للصحابيات اللائي ذكرتهن كتب الصحابة وعددهن "1379" صحابية. مما يدل علي تقدم المرأة الصحابية في ميدان العلم والفقه والذي بلغت فيه درجة عالية مثلها مثل الرجل خاصة أمهات المؤمنين اللاتي تبوأن مكان الصدارة.