أهل البيت هم الأشراف الذين لهم مكانة خاصة وعظيمة في نفوس المسلمين نظراً لشرف ومكانة رسول الله صلي الله عليه وسلم في قلوب المسلمين. وتشمل هذه القرابة أبناء رسول الله صلي الله عليه وسلم وأحفاده وأزواجه. وهي القرابة المكينة. ثم القرابة الأبعد وتشمل آل هاشم وآل المطلب لصلة الدم برسول الله صلي الله عليه وسلم. لذا فإن أزواج رسول الله صلي الله عليه وسلم يدخلن تحت مفهوم هذا الشرف. فسيرتهن العطرة جعلتهن في قمة نساء المسلمين.. يقول تعالي: "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً" الأحزاب 33. ونظراً لمكانة أمهات المؤمنين أزواج رسول الله صلي الله عليه وسلم فلا ينبغي أن يتزوج إحداهن بعد وفاة رسول الله صلي الله عليه وسلم لأنهن كما ذكر الله تعالي أمهات المؤمنين يقول تعالي: "النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم" الأحزاب 6. هذا وقد تزوج رسول الله صلي الله عليه وسلم بعدد من النساء لحكمة تشريعية أو دينية أو اجتماعية أو سياسية. فقد تزوج ثلاث عشرة امرأة. وجمع بين إحدي عشرة. توفي منهن تسع. كانت له خصوصية دون سائر المؤمنين. وأول ما تزوج صلي الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد رضي الله عنها. وكانت امرأة ذات شرف في قومها وكان عمرها حينئذ الأربعين. بينما هو كان في الخامسة والعشرين من عمره. وظل معها خمس وعشرين عاماً. وأنجب خلالها كل أبنائه وإبراهيم الذي أنجبه من ماريا القبطية. تزوج بعد ذلك من أم المؤمنين سودة بنت زمعة في مكة. ثم تزوج بعد ذلك من عائشة بنت أبي بكر الصديق وحفصة بنت عمر بن الخطاب. وزينب بنت خزيمة. وأم سلمة بنت أبي أمية "المخزومية القرشية". وزينب بنت جحش. وجوبرية بنت الحارث المصطلقية. وأم حبيبة بنت أبي سفيان. وصفية بنت ؟ الأخطب. وميمونة بنت الحارث . وسريتان هما: ماريا القبطية "أم ابراهيم" وريحانة بنت زيون عمرو من بني قريظة. ولكل زيجة حكمة يضرب المثل لأصحابه في كفالة الأيامي "أي المرأة التي لا زوج لها" خاصة المسلمات منهن بين مجتمع كافر وذلك ليحفظهن في أنفسهن ودينهن من الفتنة والضياع. ومنهن أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب التي ارتد زوجها عبيد الله بن جحش عن الإسلام وهم في غربة الهجرة إلي الحبشة. أما سودة فإن رجعت إلي ابيها وأهلها الكافرين فتنوها في دينها فتزوجها ليحفظها رغم أنها كانت امرأة مسنة. لذا فبعد فترة من زواجه منها وهبت يومها لعائشة وهي البكر الوحيد الصغيرة حتي لا يطلقها رسول الله صلي الله عليه وسلم لتبعث يوم القيامة زوجة له وتنال هذا الشرف في الدنيا كأم للمؤمنين. وكذلك في الآخرة. كذلك أم حبيبة "رملة" بنت أبي سفيان بن حرب رأس الكفر في قريش وزعيمها. حينما ارتد زوجها في الحبشة حاولت أن تثنيه عن ردته ولكنه أصر علي المسيحية وتوفي مرتداً. فصمدت علي دينها واحتضنت ابنتها حبيبة في غربتها فبعث رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي نجاشي الحبشة يخطبها له وتم إقامة حفل الزواج وعادت إليه في المدينة معززة مكرمة بدلاً من أن تعود لأبيها الكافر فيفتنها عن دينها. أما جويرية بنت الحارس المصطلقية فكان الزواج منها وهي ابنة زعيم القبيلة التي كانت تعادي رسول الله صلي الله عليه وسلم والمسلمين. فقد أسلم بزواج النبي بها مائة بيت من بني المصطلق. فكان زواجه منها مدعاة لنشر الإسلام واحتواء هذه القبائل داخل بوتقة الإسلام.. أما أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقد كان زواجه منها بأمر من الله تعالي وأيضا لربط أواصر الصداقة بأبي بكر الصديق رضي الله عنه. كذلك كان من حكمة زواجه منها وهي صغيرة السن ذكية تلتقط أحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم حتي حفظت عنه الكثير وروت عنه "2210" أحاديث. كما كانت ضمن الطبقة الأولي من المحدثين والفقهاء. وعاشت بعد وفاته حوالي خمسين عاماً. تنثر نفحات النبوة حتي وفاتها.. كذلك كانت أم المؤمنين حفصة بنت عمر كان زواج النبي صلي الله عليه وسلم منها لربط أواصر الصداقة بعمر بن الخطاب رضي الله عنه. وكان لها أيضا مثل باقي أزواجه في نشر الدين والعلم والحديث نصيب. أما زواجه صلي الله عليه وسلم من زينب بنت جحش رضي الله عنها "وهي ابنة عمته أميمة بنت عبدالمطلب" فقد كان بأمر الله تعالي لإبطال التبني في الإسلام بتشريع عملي.. أما أم سلمة بنت أبي أمية المخزومية القرشية رضي الله عنها فقد توفي زوجها أبوسلمة كان له منها صبية صغار وبنات. فكان لكفالتها هي وأبنائها تزوجها صلي الله عليه وسلم.. كذلك زواجه من صفية بنت حيي اليهودية من بني النضير وهي ابنة زعيمهم حيي بن أخطب أخطر أعداء النبي من اليهود. إلا أنه بزواجه منها أسلمت وأسلم معها عدد من اليهود دون إرغامهم علي الإسلام. بل كان لها دور في السيرة مميز وحسن إسلامها. وقد كن رضي الله عنهن في قمة نساء الصحابة في تفهم أمور الشريعة ورواية الحديث والفقه بصورة كبيرة. لكونهن ملاصقات لرسول الله صلي الله عليه وسلم في كل أموره.