يبدو الفعل السياسى بعيدا عن دراما رمضان 2014 - إلا قليلا - لم تظهر آثاره فى الأسبوع الأول من حلقات المسلسلات المصرية، فقد ركزت معظم الأعمال الدرامية على الموضوعات الاجتماعية والأكشن، وبعض التاريخي، مع قليل الرومانسية والكوميدية ، والأخيرتان كنا بحاجة ماسة لهما الآن أكثر من أى وقت مضي، جراء تلك الأحداث المؤسفة التى تتعمد سفك الدماء على رصيف الحياة المصرية، على الرغم من أجواء رمضان الروحانية. قلت فى مقال لى هنا قبل أيام أن «الدراما تصنع التاريخ» ، ومن هذا المنطلق كنت أتصور ومعى كثيرون من المراقبين، أن رمضان 2014 سيحظى بقدر هائل من الأعمال الدرامية التى من شأنها تسجيل أحداث عام مضى على حكم الإخوان، على جناح معالجات درامية تتفق مع الواقع المرالذى عاشه المصريون وهم مكتومو الأنفاس، خاصة أنها فترة شهدت كثيرا من الأحداث الدراماتيكية الفظة ، والتى كادت تخرج مصر من التاريخ والجغرافيا على حد سواء، بفعل طوفان التطرف الأعمي، وبث روح الكراهية حتى داخل أبناء الدين الواحد. لقد شاهدت خلال الأيام الفائتة الحلقات الأولى لعدة أعمال شارك فى بطولتها نجوم الدراما من مختلف الأجيال، ومنها «دهشة» لعبقرى التجسيد الدرامى الأول الفنان «يحيى الفخراني» من إخراج ابنه شادى الفخرانى وتدور أحداثه فى الصعيد حول رجل يوزع ثروته على بناته وهو على قيد الحياة ثم يفاجأ بعقوقهن، وهى تجربة تبدو غاية فى الروعة لفنان يدرك مسئوليته فى تقديم الأجود الذى يبقى فى الذاكرة. أما على مستوى الأعمال التاريخية التى تفيض بالثراء والاتقان يجيء مسلسل «سرايا عابدين» ليتجول معه المشاهد فى منعطفات التاريخ المصرى الحديث بليونة تصحبها متعة خاصة، تتفق مع دلال يسرا التى تعد أيقونة مصرية فى الأداء الرفيع، ونيللى كريم ونور وقصى خولى الذى برع فى العديد من الأعمال الدراميا السورى كصاحب أداء يجنح نحو السهل الممتنع وها هو يدخل الحلبة المصرية بثقة، وربما كان إخراج عمرو عرفة عاملا قويا فى ظهور المسلسل كعمل أسطوري، يسجل فى تاريخ الدراما المصرية، على الرغم من الأزمة التى أثيرت حول مؤلفته الكويتية قبل البدء فى تصويره. قد يرى البعض أن أن الغالبية العظمى من أفراد الشعب ملوا السياسة خلال الفترة الأخيرة، لكن يبقى على كتاب وصناع الدراما أن يرصدوا تغير الأحوال السياسية يوما بعد يوم ، بعدما أصبحت الدراما تصنع التاريخ.