فضائل الصيام وجزاء الصائمين يصعب حصر كل ذلك، ففضل الله واسع وكرمه عميم، وللصائمين منزلة خاصة فى الآخرة، ويدخلون الجنة من باب خصص للصائمين فقط ويغلق دونهم.. إنه باب االريان. يقول النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «إن فى الجنة بابًا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم يقال أين الصائمون؟ فيقومون فإذا دخلوا أغلق». وفى اسمه الريان معنى عميق .. فالرى ضد العطش، وفى شهر رمضان يتحمل الصائمون العطش ويعرفون قدر نعمة الماء الذى حرمه الله على العصاة والكافرين يوم القيامة جزاء ما اقترفوا من معاص، يقول تعالي: (وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ) (50 - سورة الأعراف). واختصاص الصائمين بباب «الريان» يدل على فضل الصوم، والاجتهاد فى العبادة فى هذا الشهر المبارك، الذى يضاعف فيه الثواب وتحل فيه البركات على الصائمين الذين يؤدون حق الله. ومن فضل الصيام وجزاء الصائمين أيضا أن الله سبحانه وتعالى يجعل بين الصائم وبين النار خندقًا كما بين السماء والأرض، يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «من صام يوماً فى سبيل الله؛ جعل الله بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء والأرض». وفى رمضان تفتح أبواب الجنة كلها، وفى هذا إشارة للصائمين أن اجتهدوا فباب الطاعات مفتوح، وإحسان الله قد عم الجميع، فأجر النفل كأجر الفريضة، وأجر الفريضة كأجر سبعين فريضة فى غير رمضان، ففى الحديث القدسى يقول الله عز وجل: «كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لى وأنا أجزى به، إنما يترك طعامه وشرابه من أجلى فصيامه له وأنا أجزى به كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فهو لى وأنا أجزى به». ومن صفات أبواب الجنة أنها واسعة، وسعتها كما بينها النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى الحديث الشريف: «والذى نفس محمد بيده، إن ما بين المصراعين من مصارع الجنة لكما بين مكة وهَجَر، أو هَجَرَ ومكة» وفى لفظ آخر: «لكما بين مكة وهجر، أو كما بين مكة وبُصرى».