عن سهل بن سعد(رضي الله عنه)عن النبي(صلي الله عليه وسلم) قال:إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم. يقال أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم,فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد.( رواه البخاري ومسلم والنسائي في الصوم). يوضح لنا سيدنا رسول الله( صلي الله عليه وسلم) في هذا الحديث كما يقول الدكتور احمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء واستاذ الحديث وعلومه بجامعة الازهر- بعض خصوصيات الصائمين وأن في الجنة بابا يدخل منه الصائمون,هذا الباب هو الريان اسم علم باب من أبواب الجنة خاص بالصائمين,وهو مشتق من الري, فيدخل من هذا الباب الصائمون الذين كانوا يصومون صوما حقيقيا,يمتنعون في صومهم عن كل ما يحبط الثواب ويجعلون الصوم وردا لهم وعبادة,يصومون الفريضة والنوافل,هؤلاء يدخلون من باب خاص بهم تكريما لهم وزيادة في إكرامهم فيدخلون يوم القيامة من هذا الباب المسمي باب الريان لا يدخل معهم أحد غيرهم,يقال أين الصائمون؟إعلانا لكرامتهم ومنزلتهم عند الله,يقال أين الصائمون؟فيدخلون من هذا الباب,فإذا دخل آخرهم أغلق فلم يدخل منه أحد,ونلاحظ أنه كرر نفي دخول غيرهم منه للتأكيد وقوله فلم يدخل معطوف علي أغلق. وأشار الي ان رسول الله( صلي الله عليه وسلم) اوضح في هذا الحديث فضل الصيام وكرامة الصائمين عند رب العزة سبحانه وتعالي بدخولهم الجنة من باب مخصوص جزاء صبرهم علي الجوع وجزاء تحملهم للظمأ ولإخلاصهم في صومهم لربهم سبحانه وتعالي سرا وعلانية,فناسب أن يكون جزاؤهم علي صبرهم علي الجوع والظمأ أن يدخلوا من باب خاص هو الريان, وقد ناسب الصائمين لعظم معناه فهو مشتق من الري,وهو مناسب لحال الصائمين الذين امتنعوا عن الطعام والشراب وصبروا علي كل شهوات النفس,ونلاحظ أنه يستلزمه أن يكون الظمأ أشد علي الصائمين من الجوع,وإنما قال في الجنة ولم يقل للجنة فنص الحديث يقول:إن في الجنة بابا ولم يقل إن للجنة ليشعر بأن في الباب المذكورمن النعم والراحة ما يكون أبلغ في التشوق إليه,وقد أخرج النسائي وابن خزيمة هذا الحديث عن طريق سعيد بن عبد الرحمن وغيره من دخل شرب ومن شرب لا يظمأ أبدا,إنه كرم من رب العالمين للصائمين المخلصين,إنه جزاء إخلاصهم في عباداتهم. ومعلوم أن الله سبحانه وتعالي قد تكفل بجزاء الصائمين,كما جاء في الحديث(الصوم لي وأنا أجزي به)وجزاء الله لهم وافر وعظيم وغير محدود ولا معين,وأما دخول الصائمين من هذا الباب فهو خصوصية لهم وتكريم,فواضح أن للجنة أبوابا فباب للصلاة وآخر للجهاد وآخر للصيام وهو الريان ومنها باب الصدقة.