قبل مرور 24 ساعة على تفجيرات محيط الاتحادية، نجحت الشرطة فى القبض على 6 من منفذى الجريمة، وتبحث عن 10 آخرين ينتمون جميعا لما يسمى تنظيم «أجناد مصر». فى الوقت نفسه، بحث الرئيس عبدالفتاح السيسى مع اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، وعدد من مساعديه وضع استراتيجية شاملة لمواجهة التحديات الأمنية، ويشمل ذلك الإعداد فى الكليات والمعاهد الشرطية والتدريب المكثف لضباط وأمناء وأفراد الشرطة. علاوة على توقيع بروتوكولات تعاون مع الدول الأجنبية الصديقة، لتدريب الضباط على الأجهزة والتقنيات الحديثة للتحقيقات وجمع الأدلة، فضلا عن الارتقاء بالجانب الحقوقى ومراعاة البعد الإنسانى فى التعامل مع المواطنين، وتوفير المعدات اللازمة لإتمام المهام الموكلة إلى جهاز الشرطة على الوجه الأكمل. وصرح السفير إيهاب بدوى المتحدث الرسمى باسم الرئاسة، بأن الرئيس قد وجه بتشكيل لجنة متخصصة لدراسة التحديات الحالية والمستقبلية، وتنفيذ الإستراتيجية الأمنية الشاملة التى تم الاتفاق عليها، كما أكد ضرورة اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة لتأمين الضباط والأمناء والأفراد فى أثناء أداء مهامهم المختلفة، والعمل على رفع الروح المعنوية لديهم، وتوجيههم بالالتزام بحسن معاملة المواطنين. وأضاف بدوى أن الرئيس وجه أيضا باتخاذ عدة إجراءات عاجلة، فى مقدمتها مكافحة الإرهاب فى إطار من الدستور والقانون، وتشديد الإجراءات الأمنية على الموانى والمنافذ الحدودية لمنع تسلل أو هروب العناصر الإرهابية، أو إدخال الأسلحة والذخائر، بالإضافة إلى تكثيف الوجود الأمنى فى الشارع، والتوسع فى الحملات الأمنية المكبرة، ومواجهة الظواهر السلبية التى يشهدها المجتمع حاليا، ومنها جرائم التحرش، وسرقة الكهرباء، وتهريب المواد التموينية، وإيجاد حلول عملية وعاجلة لأزمة المرور، وتفعيل الإجراءات الأمنية والقانونية ضد المتجاوزين، والتنسيق مع وزارتى المالية والتنمية المحلية لحل مشكلة الباعة الجائلين، لحين تدبير الأسواق البديلة. وذكرت مصادر أمنية ل«الأهرام» أن قطاع الأمن الوطنى بالمشاركة مع الأمن العام، ومباحث القاهرة، نجح فى تحديد شخصية منفذى حادث تفجيرات محيط الاتحادية، بعد رصدهم من خلال كاميرات المراقبة الخاصة بقصر الاتحادية، ونادى هليوبوليس، ورصد الحالة المرورية، وتم القبض على 6 منهم داخل شقة بالقرب من موقع الحادث بمصر الجديدة، وتكثف أجهزة الأمن جهودها للقبض على 10 متهمين آخرين وجميعهم ينتمون لما يسمى تنظيم «أجناد مصر». كانت وزارة الداخلية قد وضعت خطة بحث استهدفت تفتيش الشقق المفروشة الموجودة بمحيط الاتحادية، بعد رصد العناصر الإرهابية التى نفذت الحادث من خلال كاميرات المراقبة، وبعد تحريات مكثفة تم تحديد الشقة التى يوجد بها الجناة، وحاصرتها قوات العمليات الخاصة بإشراف اللواء مدحت الشناوى مساعد الوزير، والقبض على المتهمين قبل أن يتمكنوا من الهرب، والتحفظ على أسلحة وذخيرة ومتفجرات، كان المتهمون يستعدون لاستخدامها فى عمليات إرهابية جديدة. وبعد نقل المتهمين إلى الأمن الوطنى والتحقيق معهم، تبين أنهم قاموا بزرع المتفجرات فى الساعات الأولى من صباح أمس الأول، وتوصيلها بدوائر كهربائية للتفجير عن بعد عند حضور الشرطة للتعامل معها، ومحاولة إبطال مفعولها، وهو ما حدث بالفعل وأدى إلى استشهاد ضابطين من خيرة خبراء المفرقعات، حاولا إبطال مفعول المتفجرات بسرعة وقبل انتظار ارتداء السترات الواقية، وذلك خوفا على حياة المواطنين.