يجب ان ننوه والجماهير مشغولة بكأس العالم لكرة القدم ان هناك فى المكتبة العربية كتبا مهمة حول الساحرة المستديرة .وهذه الكتب بعضها عن حواديت نجوم الكرة او تاريخ المباريات, وبعضها الآخر عنها كظاهرة حضارية, والبعض الثالث عنها كتقنية رياضية. والناقد الرياضى الشهير والمثقف الكبير فى نفس الوقت نجيب المستكاوى له كتاب مبكر ومهم عن كرة «القدم والسياسة».وعلى نفس الدرب سار زميلنا ياسر طلعت فى كتابه الذى صدر منذ عامين عن «حروب كرة القدم» .ولا ننسى كتاب المعلق الرياضى الكبير الراحل الذى حببنا فى لعبة التنس عادل شريف «قصة كأس العالم». وترجم صالح علمانى كتاب المؤرخ الأمريكي اللاتينى الاشهر ادوارد جاليانو «كرة القدم فى الشمس والظل» . اما مشروع «كلمة» الإماراتى الذى يصدر عن هيئة ابو ظبى للسياحة والتراث فقد قدم لنا ثلاثة كتب: هى «الكرة ضد العدو» الذى يتناول التوظيف السياسى لكرة القدم, من تأليف المتخصص فى الكتابة عن الكرة سايمون كوبر، «وكرة القدم :الحياة على الطريقة البرازيلية» و«الهرم المقلوب :مدخل الى تكتيكات كرة القدم». وكنت أتمنى ان تقدم لنا دور النشر كتبا جديدة بمناسبة كأس العالم لكرة القدم وقد رشحت لبعضها كتبا مهمة للترجمة منها «كيف تفسر كرة القدم العالم» للمتخصص فى العلاقات الدولية فرانكلين فوير, الذى فسر ظواهر عالمية متعددة من منظور الساحرة المستديرة مثل صعود النازية الجديدة والصراع بين البرجوازية القديمة والأغنياء الجدد وانتشار الاسلام فى اوروبا والمسألة اليهودية وغيرها. ومنها كتاب «كيف سرقوا اللعبة» لأبرز محقق صحفى استقصائى فى بريطانيا: ديفيد يالوب, الذى يتحدث فيه عن الفساد فى كرة القدم, وعلى الأخص فى الاتحاد الدولى للعبة الذى يتحكم فيه الرعاة،ومنها كتابا عالم السياسة الفرنسى الكبير باسكال بونيفاس «الجغرافيا السياسية لكرة القدم» و«كرة القدم والعولمة». كرة القدم لم تعد رياضة للتسلية وإنما تداخل فيها الرياضى مع الاقتصادى مع السياسى مع الاجتماعى وأنتج لنا حقل الدراسات الثقافية ودفع مراكز الابحاث الكبرى الى اصدار دوريات متخصصة عنها والى تأسيس سلاسل تتناولها او الظواهر المرتبطة, مثل «الهوليجانز» والعبودية الجديدة والفساد المرتبط باللعبة، خاصة ما يتعلق بغسيل الاموال وأيضا بروز الايقونات الاجتماعية الجدد متمثلين فى لاعبى الأندية الكبرى الذين اصبحوا رموزا اجتماعية وسياسية ولبعضهم دور اجتماعى وتنموى فى بلاده جعله معبودا للجماهير . لمزيد من مقالات خالد السرجانى