مهام صعبة أمام المشير عبد الفتاح السيسى فور أدائه اليمين اليوم ليبدأ عمله رئيسا لمصر .. فمثلث السياسة والأمن والأقتصاد هم 3ملفات مهمة ومرتبطة ومن الصعب النجاح فى احدها وحده .. و هناك استعداد وتقبل من المواطنين لاتخاذ قرارات حاسمة فى مجال السياسة والأمن تستدعيها متطلبات المرحلة الراهنة .. إلا إن الأمر يختلف فى مجال الاقتصاد فمعظم المواطنين متقنعون بضرورة تغيير الوضع الاقتصادى ولكن عندما يتم ترجمة ذلك لاقتراحات محددة للتنفيذ فإن الكثيرين يبدون معارضتهم لتحمل أى أعباء للإصلاح الإقتصادى . فالكل مثلا مقتنع بإن الدعم الحالى يمثل فى جزء كبير منه اهدارا غير مقبول ولكن عندما يتم طرح ولو على سبيل الاقتراح فكرة الحد من هذا الدعم بزيادة ولو محدودة فى أسعار الوقود أو الكهرباء تظهر موجات غضب واعتراضات على هذه الفكرة على أساس أن الموقف الحالى صعب والناس لايمكنهم تحمل أي أعباء أخرى وبالتالى تتراجع تلك الاقتراحات من دائرة النور لتدخل مغارة التأجيل مرة أخرى ويستمر الوضع كما هو عليه. ولايعنى هذا ان الناس غير محقة فى طلباتها فهم يعانون فعلا والوضع صعب بالتأكيد على الناس والحكومة . ولكن لابد من وضع حل يكسر الدوران فى هذه الحلقة المفرغة . وحتى يكون الأمر أكثر وضوحا فإن الغالبية العظمى من الناس ومن بعض الوزراء فى الحكومة الحالية يبنون حساباتهم وأمالهم على حزم المعونات التى يتوقعون أن تتدفق عليهم من بعض الدول العربية الشقيقة . فالكثير من المواطنين يرون أنها حل سحرى يمكن أن يتيح لهم زيادة فورية فى دخولهم من خلال رفع المرتبات والاجور وزيادة المنح . وعلى الجانب الحكومى فهناك الكثيرون من أعضائها يأملون فى استخدام جزء كبير من هذه المعونات المتوقعة فى تحسين الأقتصاد وتنشيطه بحيث تدور حركته بصورة أفضل ويولد دخولا أكبر يمكن أن تتيح له بصورة تدريجية تحسين احوال المواطنين ومعيشتهم وقد يكون ذلك على فترة أطول ولكنها تحقق تنمية مستدامة . ومن هنا يجب أن نحدد موقف مصر فى الفترة المقبلة هل سنستمر فى تعاطى المسكنات التى قد تهدئ الألام مؤقتا ولكنها لا تعالجها . أم نبدأ فى اتخاذ الخطوات الضرورية للعلاج الذى قد يكون امرا« فى البداية ولكنه هو الطريق السليم للشفاء ونمو الاقتصاد وتطوره . لمزيد من مقالات أحمد العطار