تعبنا ومش عارفين نعمل إيه؟، مياه الشرب لا تصلح لأى شيء وأمرضتنا. بناتنا مشتتين على المدارس، بهذه الكلمات وصف - عدد من أهالى قرية التناغة الشرقية مركز ساحل سليم والتى يصل تعدادها لنحو أربعة آلاف نسمة، يقع 60 % منهم تحت خط الفقر - مأساتهم مع قريتهم التى اعتصرتها الأمراض. يقول خالد عبدالعليم أحد أبناء القرية: مياه الشرب تصدر الأمراض للمواطنين بلا رحمة أو هوادة، ناهيك عن أن لها طعما ولونا ورائحة. وفى كل مرة يقوم الأهالى بالشكوى، يتم أخذ عينات من المياه لتأتى النتيجة بأنها غير صالحة للاستخدام الآدمى. لكن دون أن تتحرك المحليات لحل هذه المشكلة الدائمة، حيث محطة مياه القرية الرئيسية متعطلة، والآبار التى تم حفرها بالقرية كلها غير صالحة. ويقول عثمان فياض عمدة القرية، إن القرية اكتفت بعد طول معاناة باستيراد مياه من قرية بويط المجاورة والتى لا تصلح حتى لعمل كباية شاي، حيث تعلوها العكارة والرائحة الكريهة. ويضيف: بالرغم من استجابة الشركة لنا ومحاولة توصيلها المياه عن طريق محطة تل زايد، إلا أنه وبعد فترة وجيزة أصابها هى الأخرى الضعف ولم تستطع الوفاء سوى بثلث حاجة القرية القبلى من الماء فقط، وليتها مياها صالحة فالشركة تعتمد على زيادة نسبة الكلور فحسب لذلك يلجأ المواطن للفلاتر وحول وضع التعليم بالقرية، قال العمدة: يوجد معهد أزهرى صغير بالقرية، ورغم مرور 20 عاما على إنشائه لم يتم ضمه للأزهر حتى الآن، وهو ما يتطلب تدخل شيخ الأزهر شخصيا لحل هذه المشكلة وعمل التوسعات اللازمة له ليسهم فى حل مشكلة التعليم بالقرية، خصوصا أنه مبنى بالجهود الذاتية. ويوضح حسين على شرف مدير مدرسة التناغة الابتدائية، أن المدرسة الوحيدة الموجودة بالقرية والتى تخدم جميع أبنائها بالإضافة لأبناء نزلة باخوم المجاورة، تعمل فترتين، ولا يصلح مبناها للعملية التعليمية على الاطلاق، وآيلة لللسقوط، مؤجرة بنحو 60 جنيها شهريا. ويواصل: لك أن تتخيل أن مساحة الفصول هى 16 مترا، يتكدس بداخلها 56 تلميذا، بينما المدرسة برمتها عبارة عن ستة فصول غير آدمية ومبنية منذ عام 1936. ويتابع: تصدعت أسقف المدرسة المصنوعة من الخشب بسبب السيول الأخيرة التى ضربت المحافظة، ولقد قام وفد من المعونة الألمانية بصحبة بعض مسئولى ساحل سليم بزيارة المدرسة منذ أيام والوقوف على حالتها، وأصابه الاستياء الشديد من الحالة التى وصلت إليها، فى الوقت الذى يوجد فيه قطعة أرض أملاك دولة تقدر بنحو فدانين و12 قيراطا تم نزع ملكيتها منذ عام 1980، مما يتطلب سرعة بناء المدرسة البديلة عليها خصوصا بعد استعداد هيئة المعونة الالمانية لذلك. وينوه خلف زهران نائب رئيس مدينة ساحل سليم السابق أحد أهالى القرية، مع عدم وجود مدرسة إعدادية بالقرية، نضطر إلى إرسال بناتنا إلى قرية النواميس المجاورة التابعة لمدينة البدارى والتى تبعد بنحو 2 كيلومترا عن القرية وهو ما يمثل خطورة شديدة عليهن. ورغم تجديد الوحدة الصحية فى القرية منذ فترة وجيزة، إلا أنها وبحسب أهالى القرية لا تقدم سوى بعض الخدمات البدائية، ويضطر الأهالى فى الحالات الطارئة، إلى الذهاب لمدينة الساحل أو مركز البدارى لعدم وجود طبيب ليلا بالوحدة. أما مركز الشباب الذى تم تحديد مساحة صغيرة جدا له، فإن عملية إنشائه تسر منذ عام ببطء، وهو ما يتطلب وفقا لخالد عبدالعليم، اهتمام وزارة الشباب به ومتابعة تنفيذه، حيث يعتبر المتنفس الوحيد للشباب الذين تفترسهم البطالة والفقر بالقرية.