أكد المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة أن مشاركة المواطنين فى الانتخابات الرئاسية ستكون غير مسبوقة، وذلك بعد تجربة الاستفتاء على الدستور وأعداد المصريين فى الخارج التى اذهلت العالم. وأوضح فى حواره ل«الأهرام» أنه تم وضع خطة عمل شاملة لحشد الشباب وتفعيل مشاركتهم وتعتمد على محورين الأول تشكيل قوافل من أبناء كل حي، والثانى يتمثل فى تشكيل فرق عمل تقف أمام اللجان يحملون أجهزة لاب توب مدونا عليها قواعد بيانات الناخبين لارشاد كبار السن. وفيما يلى نص الحوار: كيف ترى مشاركة الشباب فى الانتخابات الرئاسية وما هى خطط الوزارة لحشد الشباب والمشاركة فى التنظيم؟ سوف تكون مشاركة غير مسبوقة وما يجعلنى واثقاً من ذلك هو تجربتنا فى الاستفتاء على الدستور فالوزارة كان لها دور كبير وفعال فى الاستفتاء على الدستور والكتيب الذى قمنا بطباعته لمشروع الدستور قبل الاستفتاء كان تقريباً النسخة الوحيدة المعتمدة والمدققة التى تم توزيعها على الناس وكان دور الشباب فى عملية الاستفتاء على الدستور ملفت للنظر حيث قمنا بتوزيع قوافل شبابية على جميع اللجان لمساعدة الناخبين فى عملية التصويت هذا بجانب مشاركتهم بالإدلاء بأصواتهم داخل الصناديق، وأيضاً المشاركة غير المسبوقة للمصريين فى الخارج فى الانتخابات الرئاسية الحالية والتى أذهلت العالم وجاءت نتائجها مبهرة وكان فى القلب منها الشباب مما يجعلنا واثقين من إحساس الشباب بالمسئولية وأهمية دورهم الوطنى فى اختيار رئيس مصر القادم، لذلك فقد عقدنا عدة اجتماعات داخل الوزارة لوضع خطة عمل شاملة لحشد الشباب وتفعيل مشاركتهم فى الانتخابات الرئاسية وتعتمد على محورين الأول هو تشكيل قوافل شبابية من أبناء كل حى وقرية بمساعدة مراكز الشباب وتكون مهمتها حشد المواطنين فى جميع المحافظات من أهلهم وجيرانهم وحثهم على الذهاب بكثافة إلى اللجان الانتخابية لاختيار رئيسهم الجديد وتعظيم الدور الوطنى وتعميق الوعى لدى المواطنين البسطاء وتعريفهم بأهمية صوتهم فى تدعيم الممارسة الديمقراطية من خلال المشاركة الإيجابية فى اختيار رئيس مصر القادم. والثانى تشكيل فرق عمل من الشباب سوف تقف أمام جميع اللجان فى جميع محافظات مصر يحملون أجهزة اللاب توب والكمبيوتر اللوحى المدون عليه قاعدة بيانات الناخبين بحيث يقوم هؤلاء الشباب والفتيات بمساعدة الناخبين فى استخراج أرقامهم داخل الكشوف ورقم اللجنة التى سوف يدلى فيها بصوته حتى تيسر على الناخب عملية الإدلاء بصوته ولمنع التكدس أمام اللجان لأن هذا يسهم فى سرعة الإدلاء بالصوت وأيضاً سوف يقوم الشباب بمساعدة كبار السن والمعاقين فى الوصول بسهولة ويسر إلى لجانهم الانتخابية وانتظارهم خارج اللجان لمساعدتهم فى العودة والخروج من اللجنة وذلك مراعاة لظروفهم الصحية وكبر سنهم، وإذا كان الاستفتاء قد شارك فيه أكثر من 16 ألف شاب وفتاة فى العملية التنظيمية فقد ضاعفنا هذا العدد بأكثر من أربعة أمثاله لرغبة الشباب الحقيقية فى المشاركة والتى لمستها فى جميع محافظات مصر من خلال جولاتى المستمرة. هل تدخلت الوزارة لدعم أى من المرشحين طيلة فترة الدعاية الانتخابية؟ لم يحدث هذا على الإطلاق وأنا هنا أتمنى أن تختفى نغمة التدخل الحكومى التى يرددها البعض بشكل مغرض للتأثير على المواطنين ولإفساد هذا العرس الديمقراطى لأن الشعب الذى اقتنص حريته فى 25يناير و30يونيو لن يسمح لأحد أن يحجر على رأيه مرة أخرى وأنا هنا أود أن أشير إلى أننى وقبل بدء المارااثون الانتخابى أرسلت تعليمات واضحة ومحددة لجميع مراكز الشباب على مستوى الجمهورية بحظر عقد أية ندوات أو مؤتمرات انتخابية أو أى وسيلة من وسائل الدعاية الانتخابية لأى من المرشحين داخل مراكز الشباب حتى لا نتهم بالانحياز لمرشح على حساب المرشح الآخر، لدرجة أننى شخصياً رفضت طلباً لحملة أحد المرشحين يطلب استئجار الصالة المغطاة لينظم فيها مؤتمراً انتخابياً لكنى رفضت من منطلق تحقيق الحياد الكامل تجاه المرشحين الاثنين. تبدأ اليوم الانتخابات الرئاسية ويعود الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور لمكانه المحبب إلى قلبه منصة القضاء كرئيس للمحكمة الدستورية العليا فما رأيك فى هذا الرجل الذى تولى المهمة فى ظروف غاية فى الصعوبة؟ أثناء افتتاح المدينة الشبابية الجديدة بشرم الشيخ والتى قام بافتتاحها المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية بحضور رئيس الوزراء ولفيف من الوزراء قلت وقتها إنه كان من حسن الطالع عندما استجاب المشير عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع آنذاك والقوات المسلحة لإرادة عشرات الملايين من المصريين وقامت بعزل الرئيس الإخوانى أن كان فى هذا الوقت المستشار عدلى منصور هو رئيس المحكمة الدستورية والذى تم تكليفه بمنصب رئيس الجمهورية بشكل مؤقت حتى الانتهاء من مراحل خريطة المستقبل لأن هذا الرجل العظيم والمستشار الجليل نجح بإقتدار فى هذا الوقت الصعب أن يعيد لمقعد الرئاسة هيبته واحترامه وشموخه وكرامته التى فقدها على يد الرئيس المعزول وأن يعيد الاتزان لمقام الرئاسة بحكمته وشموخه كرجل دولة من الطراز الرفيع والذى حظى باحترام جميع من فى الداخل واحترام زعماء العالم أيضاً، وأنا كوزير شباب كنت أحتاج وأنا أتعامل مع شباب مصر أن أقدم لهم القدوة والمثل الذى يجب أن يحتذى به فكان المستشار عدلى منصور قدوة أكثر من رائعة للشباب فى الاحترام وإنكار الذات والتعفف والقدرة على تحمل الكثير من الصعاب بصبر وجلد فى وقت كانت مصر على المحك ولكنه نجح فى أن يعبر بها إلى بر الأمان بحكمته واتزانه ورؤيته الثاقبة للأمور وخوفه الشديد على الوطن فكان نموذجاً يحتذى به فى الوطنية وحسن الإدارة والانتماء والولاء للوطن وسوف يقف التاريخ عنده إجلالاً واحتراماً كرجل من أعظم رجالات مصر، وأنا أقول ذلك الآن بمنتهى التجرد لأن الرجل سوف يترك موقعه بعد ساعات قليلة ولذلك فلا توجد أية مجاملات فيما أقول لأن الرجل يستحق أكثر من ذلك بكثير وأنا هنا أشعر بالفخر أن الرئيس القادم سوف يؤدى اليمين الدستورية أمام المستشار عدلى منصور الذى سوف يكون قد عاد إلى موقعه المحبب إلى قلبه رئيساً للمحكمة الدستورية العليا، وهذا فى حد ذاته حدث عظيم وغير مسبوق فى تاريخ الشعوب والدول فلم يحدث فى تاريخ أى دولة من قبل وأنا أتوقع أن مصر بالكامل بشعبها وكافة مؤسساتها وليس مجلس الوزراء والرئيس القادم فقط سوف تقوم بتكريم هذا الرجل العظيم الشامخ بالشكل الذى يليق به وبمصر كلها كأحد رموز مصر العظام وهذا سيحدث قريباً جداً بعد الانتخابات. هل نجحت فى تطهير مراكز الشباب التى تمت أخونتها على يد وزير الشباب السابق أسامة ياسين؟ الشباب له طريقة معينة فى التعامل مع الأمور لذلك يجب علينا أن نحترم فكره وعقله ونحن نتعامل معه وعندما تعاملنا معه بمصداقية حقيقية بدأ يشعر بها من الخطط والبرامج التى نقدمها له فبدأ يستجيب لنا ويطلب المشاركة فى كافة الفعاليات وأبدى استعداداً طيباً للصبر والتحمل لأنه وجد تغيراً حقيقياً فى التعاطى مع مشكلاته ومتطلباته، أيضاً المتابعة الدقيقة لتنفيذ برامج وخطط الوزارة داخل مراكز الشباب التى تحض على الوسطية والاعتدال ورفض فكر الغلو والتطرف واللقاءات الفكرية المستمرة والتفتيش المستمر على مراكز الشباب كل هذا أسهم فى تطهيرها من هذه الفئة الضالة التى سيطرت عليها لفترة من الوقت وعادت مراكز الشباب لجميع شباب مصر وليس لفئة بعينها من الشباب. وماذا عن الاهتمام بشباب الصعيد؟ الوزارة حصلت على دعم قدره 26مليون يورو من الاتحاد الأوروبى وجهناها كلها لتطوير مراكز الشباب فى محافظات الصعيد وتقدمت إلينا إحدى شركات المشروبات الغازية تطلب تطوير 10مراكز شباب من الألف للياء فاخترناها كلها من محافظات الصعيد، ونطلب من كل رجل أعمال أن يسهم فى تطوير مركز الشباب المقام فى قريته التى خرج منها. ماذا عن خطة الوزارة فى تأهيل الشباب فكرياً وسياسيا وإعدادهم لانتخابات المجالس المحلية المقبلة وإعداد كوادر مؤهلة؟ نحن لدينا نخبة كبيرة من المفكرين وأساتذة السياسة والاقتصاد والإعلاميين والقانونيين وعلماء الاجتماع الذى يتعاونون معنا فى جميع الدورات التى نعقدها فى جميع محافظات مصر لتأهيل شباب مصر سياسيا وإعداد أجيال شابة قادرة على المشاركة فى إدارة البلاد ومؤهلة لخوض انتخابات المجالس المحلية حتى تكون المحليات مدرسة يتخرج فيها جيل قادر على خوض غمار الانتخابات البرلمانية فى المستقبل. أعلم أن لديك حلولاً غير تقليدية للكثير من الأزمات؟ فعلاً أنا تقدمت بمشروع متكامل لمجلس الوزراء يسهم فى تطوير مراكز الشباب المتهالكة التى تحتاج إلى تطوير شامل وفى نفس الوقت يوفر أراضى لبناء ألف مدرسة جديدة داخل الكتلة السكنية ويتمثل المشروع فى أننى كوزير شباب ورياضة لدى 1000مركز شباب تتراوح مساحة كل مركز منها بين عشرة آلاف و 15 ألف متر أسوارها متهدمة وبنيتها الأساسية سيئة وفى حاجة إلى تطوير شامل فعرضت على وزير التربية والتعليم أن أقتطع 2000متر فى أطراف كل مركز شباب لتقوم هيئة الأبنية التعليمية ببناء مدرسة على هذه المساحة مقابل أن تقوم بتطوير كل مركز منها بالكامل وبالتالى سوف تكون ملاعب مراكز الشباب هى أيضاً ملاعب للمدارس الجديدة التى سوف يتم بنائها ومن ناحية أخرى تكون هذه المدراس الجديدة داخل الكتلة السكنية، لأن هيئة الأبنية التعليمية حين تطلب من المحافظين تخصيص أراضى لبناء مدارس عليها فإنهم يخصصون هذه الأراضى فى الظهير الصحراوى لأنهم لا يملكون أراضى داخل الكتل السكنية فتكون هذه المدارس بعيدة عن المواطنين الأمر الذى يتسبب فى تسرب الكثير من أبنائنا من التعليم نظراً لبعد هذه المدارس وخوف الأهالى على أولادهم، فقوبلت هذه الفكرة بعاصفة من التصفيق لدرجة أن المشير عبد الفتاح السيسى وكان وزيراً للدفاع وقتها سألنى كم قطعة تستطيع أن توفرها لهذا المشروع؟ فقلت له ألف ففرح جداً وقال حتى ولو وفرت نصف هذا العدد فهو إنجاز رائع وكبير.