موعد بدء إجازة نهاية العام الدراسي لصفوف النقل والشهادة الإعدادية في القليوبية    وزيرا السياحة والري يبحثان تسهيل إجراءات إصدار التراخيص للمشروعات السياحية    96 جنيهًا بالمزارع.. أسعار الفراخ في أسواق مطروح الجمعة 16 مايو 2025    الاثنين المقبل.. شعبة المستلزمات الطبية تناقش مشكلات القطاع مع الشراء الموحد والدواء المصرية    ترامب: الولايات المتحدة ستتمكن حتما من تسوية التناقضات مع إيران    فرنسا في وجه طهران.. قضية "الرهائن" أمام محكمة العدل الدولية    3 قتلى بحريق ضخم في قاعدة جوية بريطانية سابقة    لابورتا بعد التتويج بالليجا: فزنا بالبطولة الأصعب    محافظ الجيزة: ضبط 2495 قضية خلال حملات تموينية    التفاصيل الكاملة لمقتل شخص علي يد شقيقين والجنايات تسدل الستار بالإعدام المتهمان    أول تعليق ل منة القيعي بعد عقد قرانها    رامي جمال بعد الانتهاء من ألبومه: محتار في الاسم وعايز رأيكم    تحذيرات صحية من آسيا: موجة جديدة من «كوفيد» تثير المخاوف حول عودة الفيروس    ترامب فى ختام جولته بالشرق الأوسط: أغادر بطائرة عمرها 42 عاما.. الجديدة قادة    رئيس غرفة القاهرة التجارية يشارك في تفقد "سوق المزارعين" بالإسكندرية ويعلن عن بدء التحضيرات لإطلاق نسخة مطورة من "سوق اليوم الواحد للمزارعين" في القاهرة    وفاة طفل وإصابة 2 آخرين آثار انهيار جزئي لعقار بالمنيا    الصحة الفلسطينية: إسرائيل تنفذ تطهيرا عرقيا فى غزة.. 250 شهيدا فى غارات على القطاع    الإسكان: قرارات إزالة لتعديات ومخالفات بناء بالساحل الشمالي وملوي الجديدة    جماهير برشلونة تحتل الشوارع احتفالا بلقب الليجا    تدشين كأس جديدة لدوري أبطال إفريقيا    وزير التعليم العالي يبحث سبل تعزيز التعاون مع السفير الألماني    أسعار الفاكهة اليوم الجمعة 16 مايو 2025 في أسواق الأقصر    كامل الوزير يتابع أعمال تنفيذ مشروع خط سكة حديد "بئر العبد- العريش"    حبس متهم بالتعدى على طفلة فى مدينة نصر    مقتل عامل طعنا على يد تاجر مواشي في منطقة أبو النمرس    حال الاستئناف، 3 سيناريوهات تنتظر نجل الفنان محمد رمضان بعد الحكم بإيداعه في دار رعاية    مواصفات امتحان اللغة العربية للصف الأول الإعدادي الترم الثاني 2025    «بلدنا أولى بينا».. لقاء توعوي بالفيوم لمناهضة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر    عدوان متواصل على سلفيت.. الاحتلال والمستوطنون يحرقون منازل ومركبات ويعتقلون السكان    بعد استثنائها من الدخول المجاني.. أسعار تذاكر زيارة متاحف «التحرير والكبير والحضارة»    مسارات جمال الغيطانى المتقاطعة الخيوط والأنسجة.. والتجارب والتناغمات    أمينة خليل تكسر صمتها: "اصبروا وستفرحون معي".. فهل أكدت ارتباطها؟| فيديو    مفتى الجمهورية: الحج دون تصريح رسمي مخالفة شرعية ومن يفعل ذلك "آثم شرعا"    أنجلينا إيخهورست: نثمن جهود مصر فى الحفاظ على الاستقرار ودعم القضية الفلسطينية    الصحة: خبير من جامعة جنيف يُحاضر أطباء العيون برمد أسيوط    بكلمات مؤثرة.. خالد الذهبي يحتفل بعيد ميلاد والدته أصالة    هل يجوز تخصيص يوم الجمعة بزيارة المقابر؟ «الإفتاء» تُجيب    مصطفى عسل يتأهل إلى نصف نهائي بطولة العالم للاسكواش بأمريكا    ميسي يعود لقيادة الأرجنتين.. وسكالوني يفك أسر مهاجمه    راشفورد لن يواجه مانشستر يونايتد    رئيس رابطة محترفات التنس يحدد موعد تقاعده    لاعب المغرب: نسعى لكتابة التاريخ والتتويج بأمم إفريقيا للشباب    البلشي: 40% من نقابة الصحفيين "سيدات".. وسنقر مدونة سلوك    بالأسماء.. جثة و21 مصابًا في انقلاب سيارة عمالة زراعية بالبحيرة    في دقائق.. حضري سندويتشات كبدة بالردة لغداء خفيف يوم الجمعة (الطريقة والخطوات)    طريقة عمل البامية باللحمة، أسهل وأسرع غداء    بسنت شوقي: أنا اتظلمت بسبب زواجي من محمد فراج (فيديو)    أبو شقة: لدينا قوانين سقيمة لا تناسب ما يؤسس له الرئيس السيسي من دولة حديثة    د. محروس بريك يكتب: منازل الصبر    توقفوا فورا.. طلب عاجل من السعودية إلى إسرائيل (تفاصيل)    هل الصلاة على النبي تحقق المعجزات..دار الإفتاء توضح    نشرة التوك شو| حجم خسائر قناة السويس خلال عام ونصف وتحذير من موجة شديدة الحرارة    مسابقة معلمين بالحصة 2025.. قرار جديد من وزير التربية والتعليم وإعلان الموعد رسميًا    بحضور وزير العمل الليبي.. تفعيل مذكرة التفاهم بين مجمع عمال مصر ووزارة العمل الليبية    طريقة عمل الأرز باللبن، حلوى لذيذة قدميها في الطقس الحار    هل يمكن للذكاء الاصطناعي إلغاء دور الأب والأم والمدرسة؟    25 صورة من عقد قران منة عدلي القيعي ويوسف حشيش    دعمًا للمبادرة الرئاسية.. «حماة الوطن» بالمنيا يشارك في حملة التبرع بالدم| صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حديث الجمعة
مخاطر انتشار الإلحاد (2)
نشر في الأهرام اليومي يوم 22 - 05 - 2014

لا شك أن الإلحاد مدمر للفرد والمجتمع ، فكياننا الحضاري والمجتمعي والقيَمي كمسلمين ومسيحيين قائم على البعد الإيماني، ومنبثق منه، ومرتبط به كل الارتباط، فأي محاولة للنيل من المقوّم الإيماني لحياتنا إنما هي محاولة لاقتلاعنا من جذورنا، وتمزيق نسيجنا الاجتماعي، والقضاء على سائر الجوانب القيَميّة والأخلاقيّة التي لا يمكن أن تقوم لمجتمعاتنا قائمة بدونها.
فالإلحاد صناعة أعداء هذه الأمة الذين فشلوا في زرع الفتنة بين نسيجها الوطني شديد الصلابة والتماسك ، فعمدوا إلى محاولة جديدة لتدمير هذه الأمة وهدم بنيانها من أساسه بزرع الحيرة والشك في أصحاب النفوس الضعيفة بإيهامهم أن انسلاخهم من عقائدهم الراسخة سيفتح أمامهم باب الحرية في الشهوات والملذات واسعًا، بلا وخز من ضمير أو رقابة لأيّة سلطة إيمانية، غير أن السير في هذا الدرب مُدمّر لصاحبه، مُهلِك له في دنياه وآخرته، فواقع الملحدين مُر مليء بالأمراض النفسية والجسدية من الشذوذ والانحراف والاكتئاب وتفشّي الجريمة، واتساع نطاق الانتحار والقتل والتدمير، ويقول الحق سبحانه : « وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا » .
فحياة من يؤمن بالله واليوم الآخر هي حياة الرضا والسكينة والطمأنينة، وحياة من لا يؤمن بالله (عزّ وجلّ) هي حياة القلق والاكتئاب والأمراض النفسية ، يقول نبينا(صلى الله عليه وسلم ):« مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ مَا كُتِبَ لَهُ وَمَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ نِيَّتَهُ جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ وَجَعَلَ غِنَاهُ فِى قَلْبِهِ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِىَ رَاغِمَةٌ ».
ولا شك أن ثقة الإنسان في وجود خالق رازق، وأنه لن تموت نفس حتى تستوفي أجلها ورزقها، وما قدّره الله كان، وأن ما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه وما أخطأه ولم يكن ليصيبه، وأن الأمة لو اجتمعت على أن تنفع الإنسان بشيء لم تنفعه إلا بشيء قد كتبه الله له، ولو اجتمعت على أن تضرّه بشيء لم تضرّه إلا بما كتبه الله عليه، إنما تُربّي في نفسه الطمأنينة والرضا بما قسم الله، وعدم الخوف من البشر وممالأتهم بالنفاق أو الغش أو الخداع أو الرياء أو الكذب، لأن صاحب الإيمان على يقين في أن الخلق مجرد أسباب يعملها الله حيث يشاء، وأنها لا تُقدّم ولا تُؤخّر بذاتها ، ولا تُغني من إرادة الله (عزّ وجلّ) شيئًا، لأن أمره سبحانه كما قال في كتابه العزيز: « إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ »، فتطمئن بذلك نفوس أصحاب الإيمان، يقول الحق سبحانه: « الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ » .
فالأمن النفسي والطمأنينة لا يمكن أن تتحقق بمعزل عن الإيمان بالله، يقول سبحانه : « الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ»، والتعبير بإنما يدل على القصر والحصر، فالمؤمنون وحدهم أصحاب الأمن الحقيقي الحياتي والنفسي، الدنيوي والأخروي، وغيرهم من الملحدين لا يمكن أن تَطمئّن قلوبهم ، ولا أن يتحقق لهم هذا الأمن أبدًا، بل هم في صراع نفسي متراكم من محنة إلى أخرى ، فهم لا يسعدون بشهواتهم وملذاتهم، بل يضيقون بها من جهة ، ويسرفون ويتفنون فيها من جهة أخرى ، بما يخرجها عن كونها نعيمًا إلى كونها نقمة وجحيمًا لا يطاق في كثير من الأحوال .
كما أن الإنسان الذي لا يؤمن بالخالق ولا باليوم الآخر، وبأن هناك يومًا للحساب والعدالة الإلهية لا يكون له وازع من ضمير يحول بينه وبين الفساد والإفساد في الأرض، فلذته هي الحاكمة، وشهوته هي المسيطرة، وهي التي تقوده إلى هلاكه وإن ظنّ وتوهّم أنها وسيلة لتحقيق سعادته.
كما أن عدم إيمان هؤلاء الملحدين بالله يجعلهم خطرًا على المال، خطرًا على الأعراض، خطرًا على الأوطان، لأن الدين الصحيح يُعزّز الوطنية الصادقة، وإذا ارتبطت الوطنية الصادقة بالفهم الصحيح للدين مدت صاحبها بقوة لا تُعادلها قوة، وصار العمل لصالح الوطن لديه فريضة دينية ووطنية، فصار على استعداد للتضحية من أجله بالنفس والنفيس .
فالمؤمن الحقيقي يسعى لسعادة الإنسانية كلها ، وقد قال ربنا ( عزّ وجلّ ) لنبينا ( صلى الله عليه وسلم ) : «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ »، فالأديان السماوية جاءت من أجل سعادة البشرية، حتى قال أهل العلم، حيث تكون المصلحة فثمّة شرع الله، وقالوا لا يمكن لصحيح العقل أن يتصادم مع صحيح النقل، فالدين هو الفطرة الصحيحة » فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ » .
لمزيد من مقالات د . محمد مختار جمعة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.