ما بين الشائعات والافتراءات التي يرددها أعداء الإسلام في الغرب، والمشكلات التي تواجه الأقليات الإسلامية في الخارج، جاءت مبادرة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، بتأسيس معهد للحوار الحضاري وإعداد المبعوثين، وتجري وزارة الأوقاف حاليا اتصالات بعدد من وزراء الأوقاف العرب للمشاركة في إعلان تأسيس المعهد يوم 20 مايو الحالي بالتزامن مع إعلان تأسيس اتحاد هيئات الأوقاف العربية. وقال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف إن تلك المبادرة تهدف إلى استعادة مكانة مصر الدعوية في الخارج، والرد علي الشائعات والتواصل مع الخارج. وتأكيدا على حرص مصر الأزهر علي نشر الثقافة الإسلامية والعلوم الشرعية في الداخل والخارج، وانطلاقا من دورها الريادي في خدمة الإسلام والمسلمين، والتواصل والحوار مع الخارج. وأوضح أنه سيتم تدريب وتأهيل الدعاة المتميزين في هذا المعهد، بهدف تأسيس أجيال جديدة من الدعاة الذين يتم إيفادهم للخارج، في المناسبات الدينية المختلفة، وسيتم الاستفادة من كبار علماء الأزهر في تدريب الدعاة في هذا المعهد. وأشار جمعة إلي أن مقر المعهد سيكون في أحد المراكز التابعة للأوقاف بمدينة السادس من أكتوبر، وأن الوزارة لديها خطة واضحة لنشر سماحة الإسلام وسعه أفقه في الداخل والخارج، وبالتوازي مع هذا المعهد، تم إنشاء منتدى الوسطية والسماحة ومركز اللغات والترجمة، بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وكل هذه الخطوات تدعم الحوار الحضاري مع الخارج، وتمد جسور التواصل مع الأقليات الإسلامية في الغرب. من جانبهم أشاد علماء الدين بمبادرة تأسيس معهد الحوار الحضاري، وأكدوا أن المعهد سيكون نواة لإعداد الدعاة القادرين علي التواصل مع العالم، من خلال إتقان اللغات الأجنبية والعلوم الشرعية، ونشر سماحة الإسلام، والرد علي كل ما يثار حوله من افتراءات وأكاذيب وقال الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر بأسيوط، إن المهمة الرئيسية لهذا المعهد تتمثل في بيان صحيح الإسلام، وتخريج دعاة قادرين علي حمل لواء الدعوة، وتصحيح المفاهيم والتواصل مع الخارج، وبيان أن خطأ بعض المسلمين لا يحسب علي الإسلام، إنما يحسب علي من قام بهذه الأعمال. وأشار إلى أن هذا الفكرة لها أهمية كبري، خاصة في الوقت الحالي بعد أن أصبح العالم قرية واحدة، من خلال وسائل الاتصال الحديثة، خاصة أن هناك الكثير من الأفكار المغلوطة عن الإسلام، ولا تستطيع هذه الوسائل أن تعرض الحقائق وتوضح سماحة الإسلام، وكان ضروريا أن تكون هناك مؤسسة أو جهة، تتحمل مسئولة رصد هذه الأفكار التي ينشرها أعداء الإسلام، وتقوم بالرد عليها في نفس البلاد التي خرجت منها هذه الأفكار، وبنفس اللغة التي يتحدث بها أهل هذه البلاد. من جانبه طالب الدكتور زكي عثمان أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر، بضرورة تحويل هذه الفكرة إلي واقع ملموس، وتشجيع شباب الدعاة علي الدراسة بالمعهد، وان تكون أولوية الإيفاد للعمل في المراكز الإسلامية في الخارج للمتفوقين من خريجي المعهد، وإتاحة الفرصة أمام جميع الدارسين من العالم العربي والإسلامي للالتحاق به. وطالبت معهد الحوار الحضارى.. مبادرة لتصحيح صورة الإسلام خارجيا الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن يكون للداعيات الأزهريات دور في هذا المعهد، ووضع منظومة وخطة واضحة لتدريس اللغات الأجنبية، والاستفادة من أساتذة كلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، وذلك للإسهام في تدريس اللغات الأجنبية لشباب الدعاة.