اخبار مصر بعد أدائه اليمين الدستورية أمام المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية.. توجه فضيلة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف إلى مستشفى الدعاة بمصر الجديدة، وتفقد أحواله وزار بعض المرضى هناك، ووجه بعدها ثلاثة قرارات عاجلة. أولها: تعيين نائب لمدير المستشفى، ويتم الإعلان عنه. ثانيها: سرعة إنهاء مستشفى الدعاة بسوهاج وسرعة إعداد الدراسات الخاصة بمستشفى الدعاة بطنطا وسرعة الانتهاء من إنشائه بإذن الله تعالى. كما أكد وزير الأوقاف أن القرار الثالث خاص بتدشين منتدى السماحة والوسطية الذى ينشر السماحة والوسطية للدين الإسلامى وحضارته العريقة، وهو ما يدحض من خلاله دعاوى المتشددين والإرهابيين والمتطرفين، كذلك يسعى وزير الأوقاف إلى إنشاء مركز بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية للغات والترجمة، وكذلك تطوير مجلة منبر الإسلام لتكون صوت الوسطية فى مصر والعالم، إن شاء الله، وسيبحث الوزير هذا الأسبوع سبل أحوال الدعاة. وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة أكد أننا نعيش مرحلة جديدة ونهضة، إن شاء الله. لكنها تحتاج إلى عزيمة مقاتلين وفدائيين لهذا الوطن، لأن المرحلة القادمة ستشهد إضافة نوعية فى قيادات الوزارة خاصة من الشباب، وسيتم خلال أيام تعيين دفعة جديدة للتفتيش العام والمحافظات، وستنطلق قريبا شركة الصيانة والخدمات والحراسة بهيئة الأوقاف، إن شاء الله.. وقال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف: عندنا العزم على أن نكون فى الصفوف الأولى لخدمة الوطن الغالى مصر. الوزير والأديب والإنسان الثائر، بدأ منذ شغله لمنصبه معركة لتحرير المساجد من شيوخ التكفير والإرهاب، ليعود الأزهر إلى مكانته «بضبط إيقاع» الخطاب الدينى فى مصر، فيعود وجه مصر سمحاً بشوشاً متديناً دون إفراط أو تفريط. ومؤخراً زار الوزير دولة الكويت، ضمن وفد يضم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، والمفتى الدكتور شوقى علام، والدكتور أحمد عبدالكريم عضو هيئة كبار العلماء، ومن نتائج الزيارة انطلق الحوار، حيث يقول: وكان وجود الوفد فى دولة الكويت يحمل إشارة مهمة تعكس وحدة المؤسسة الدينية فى مصر، تحت لواء الأزهر الشريف بقيادة فضيلة شيخ الأزهر، وهو رمز الوسطية فى الإسلام، خصوصاً فى الوقت الدقيق من تاريخ مصر، على عكس ما كان مخططاً له من محاولات لتقليص دور الأزهر. ولم يتراجع الأزهر كما تخيلوا، ولم يخضع أو يتنازل أو يتقاعس عن دوره، كما كانوا يؤكدون. وأثبت الأزهر للجميع أنه عصى على الاختراق والتحجيم، وأنه يؤدى دوراً وطنياً قومياً كبيراً فى مواجهة كل أنواع التطرف والهمجية والتشدد، ويقف سداً منيعاً ضد كل محاولات الذين يتاجرون بالدين الإسلامى، ويشوهونه ويحولونه من دين السماحة إلى إرهاب وتدمير.. ولكن الأزهر سيبقى بإذن الله تعالى وإلى الأبد رمز الوسطية والاعتدال فى مواجهة المفسدين الخارجين. ما أهم النتائج الفعلية لزيارتك إلى الكويت قبل التغيير الوزارى؟ - أسعدنى أن يعترف المسؤولون بالكويت بأن تاريخ الوقف المصرى مشرف، وموضع تقدير دولى، ويكفى أن الدكتور عبدالمحسن الخرافى الأمين العام للأمانة العامة للأوقاف بدولة الكويت الشقيقة، أكد أن مصر مرت عليها أزمنة لم يكن فيها جائع من أهلها، أو من المقيمين بها، أو الوافدين عليها بفضل أوقافها، وجاء ذلك التصريح الشجاع، أثناء حفل توزيع جوائز المسابقة الكبرى للقرآن الكريم بالكويت منذ أيام، وفى هذا ما يؤكد ما أشرنا إليه من أن الوقف يمكن أن يكون أحد أهم دعائم التنمية فى مصر، وبخاصة فى رعاية الطبقات الأكثر احتياجاً وهو ما نحاول السعى لتحقيقه والعمل على تأكيده، حتى تكون «الأوقاف» بالفعل أحد أهم عوامل تحقيق العدالة الاجتماعية على أرض الواقع، وليس مجرد كلام. ماذا عن زيارة بيت الزكاة الكويتى؟ - فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب يعمل لكل ما فيه صالح الوطن، ولهذا كانت الزيارة شاملة فى كل المراكز الإسلامية، كنوع من تبادل الخبرات. مشروعك الطموح بإنشاء إدارة جديدة لنشر الدعوة باللغات الأجنبية أصبح مثار إعزاز بالوزارة وبالوطن.. حدثنا عن ذلك؟ - هو هدف أسمى من أهداف وزارة الأوقاف، حرصاً على القيام برسالتها فى نشر سماحة الإسلام فى مصر والعالم، والتواصل مع المسلمين فى شتى بقاع الأرض، دعماً للدور الريادى والثقافى لمصر، وسياستها الخارجية فى كل أنحاء العالم. وقد اعتمدت بالفعل مشروع إدارة نشر الدعوة باللغات الأجنبية بمستوى إدارة، بناء على موافقة الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة. وعلى هذه الإدارة مسؤولية إبراز الوجه الحضارى للإسلام من خلال التعريف بالمساجد الأثرية، التى يتردد عليها السياح، وكذلك يستمر نشاط هذا المركز فى شهر رمضان المعظم وطوال أيام السنة. وإدارة النشر باللغات الأجنبية ستكون تابعة للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ويجرى إنشاء مركز للترجمة بالمجلس. كما ندرس إنشاء منتدى الوسطية والتسامح بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، فى محاولة لتطهير الوزارة من القيادات الإخوانية، لأن وضع الوزارة لا يحتمل إلا القيادات الأزهرية. فى عهدك تخلصت الوزارة لأول مرة من مديونيتها لشركات المقاولات المختلفة.. كيف حدث ذلك؟ - بالفعل لأول مرة تصبح الوزارة غير مدينة لأحد من شركات المقاولات وذلك لقيام المسؤولين بالوزارة بالتنسيق والتواصل مع وزارتى التخطيط والاستثمار وبنك الاستثمار القومى، وهو نموذج نريد أن يتحقق فى جميع الوزارات والهيئات الأخرى، لأن وزارة الأوقاف لأول مرة، أوفت بكل تعهداتها لكل الشركات، وهو إنجاز كبير يجعلنا نطمئن إلى أننا سنكون واثقين من مسيرتنا فى السنوات القادمة بإذن الله. وهناك انطلاقة كبيرة للمجموعة الوطنية للأوقاف، والبداية بشركتى الصياغة والخدمات والتنمية الزراعية للأهمية القصوى لهاتين الشركتين. ماذا عن إيرادات الوزارة؟ - نتيجة للتطوير المستمر والقضاء على الفساد، فإن هناك توقعات بارتفاع إيرادات هيئة الأوقاف المصرية من 400 مليون جنيه إلى مليار جنيه، بمعدل أكثر من %100 زيادة فى الإيرادات، ويأتى ذلك نتيجة المتابعة المستمرة الدؤوبة، لأن الإهمال الذى خلفته العهود السابقة، كان بسبب غياب المتابعة الخاصة بالمناطق المختلفة الخاضعة للهيئة. وهذه المناطق لم يكن يسأل عنها أحد، كما أن التقصير المستمر وعدم المحاسبة أدى إلى تفاقم الأزمات وتقليص الإنجازات، حالياً هناك لجان تفتيش المناطق التى أهملها المسؤولون السابقون إلى جانب تقييم التحصيل. وأنا شخصياً أعمل قائمة سوداء بالأسماء المتهمة بالتقصير، والمتأخرين عن سداد مستحقات الهيئة، وعمل إثابة للمناطق التى تتميز بالتحصيل، بواقع %1 من قيمة التحصيل. إلى أى مدى نجح مشروع البث التجريبى الموحد؟ - مشروع البث التجريبى الموحد، نجح بالفعل ونجحت تجربة الخطبة الموحدة، ويجرى استكمال التجربة. حدثنا عن مستشفى الدعاة؟ - استكملت الأعمال الإنشائية لمستشفى الدعاة بمحافظة سوهاج، وبإذن الله تعالى سيتم تشغيله خلال ستة أشهر، وخلال عام سيدخل حيز العمل، ليساعد فى دعم الجانب الصحى للدعاة وأسرهم، وهناك أيضاً مشروع ندرسه حالياً لإنشاء مستشفى للدعاة بطنطا بمحافظة الغربية. وهل هناك جديد فى اللجنة الوزارية للخدمات؟ - عقد اجتماع باللجنة الوزارية للخدمات برئاسة وزير الإسكان، وحضور وزراء الزراعة والتعليم والصحة والكهرباء، وممثلين عن وزارة الدفاع والنقل والبيئة والمالية.. وأعمال هذه اللجنة كما يبدو من اسمها تهدف بالأساس إلى خدمة المواطن المصرى، والعمل على إيجاد حلول غير تقليدية للمشكلات التى تواجهه فى إطار جماعى، وتعاون كامل بين جميع الوزارات. ومن أهم أهداف اللجنة الوزارية القضاء على الروتين والبيروقراطية التى تعرقل مشروعات كبرى، والمشكلات تعرض بكل ديمقراطية على طاولة النقاش، ويتم اتخاذ القرار المناسب، ويقع على عاتق الوزارة دور كبير فى التوعية بكثير من القضايا الوطنية التى يعانى منها المواطنون، وهو ما سيراعى فى البرامج الدعوية والإرشادية للوزارة على مدى أيام السنة. عودة إلى تجربة الخطبة الموحدة.. كيف يمكن أن تنجح على نطاق واسع فى أنحاء الجمهورية؟ - الذى أدى إلى نجاح التجربة بسرعة، قناعة الأئمة والخطباء بالموضوعات التى تطرح، حيث نطرح استبياناً شهرياً حول الموضوعات، ونحن نأخذ آراء العلماء والأئمة ومقترحاتهم، ونجعلها موضع اعتبار كبير.. والهدف من كل هذا هو ضبط الخطاب الدعوى بعيدا عن الانفلات أو توجيهه توجيها سياسياً، كما أننا نتيح موضوعات يصعب تناولها بصفة فردية على كثير من الخطباء، وأصبح لا مجال لغير المتخصصين فى تناول هذه الموضوعات ونحن نعمل كفريق عمل.. وهذا هو سر النجاح فى مسيرة الوزارة. ماذا عن استمرار القوافل الخاصة بالتوعية والتنوير الدينى؟ - فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف له فضل كبير فى دعم هذه القوافل، وبناء على توجيهاته.. فإن القوافل الخاصة بالأزهر والأوقاف، تجوب جميع ربوع مصر، وتصل إلى كل أبنائها لنشر سماحة الإسلام، ومواجهة كل ألوان التعصب والتشدد والتطرف الدينى، وهناك جولات قادمة فى منطقتى سيوة والسلوم بمحافظة مرسى مطروح. وتدور الندوات حول التنمية والبيئة، والقوافل تسعى لأن يكون العمل فى طريق الفعل، وليس رد الفعل، لأن كثيراً من الهيئات يكون عملها رد فعل وحالياً مع حدوث مشكلات وحوداث إرهابية، فإن مصلحة الوطن وطبيعة المرحلة التى نعيشها، تتطلب التحول من رد الفعل إلى الفعل، فليس من الحكمة انتظار حدوث أزمات لنبدأ العمل، ولكن علينا أن نعمل حتى لا تحدث المشاكل أصلاً.. كيف ترى دور الأزهر الشريف فى هذه المرحلة؟ - من حسن الطالع أن يهبنا الله سبحانه وتعالى فى هذا التوقيت الصعب، رجلاً مثل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر، وهو رجل وطنى إنسان، وعالم جليل، ودوره أكبر من أن يختصر فى سطور، فيكفى أنه حمى مصر من اللعب بالدين، وبالاتجار بالإسلام والحمد لله سبحانه وتعالى أن الحكومة والقيادة السياسية جادة فى الارتقاء بالوطن ولهذا فنحن نسير على خط واحد. إن التاريخ سيثبت أن الأزهر وقف قوياً وصلباً أمام قوى الظلام والتشدد. هل نجحت الوزارة بالفعل فى التطهّر» من القيادات الإخوانية؟ - لقد نجحنا بالفعل فى تطهير الوزارة من القيادات الإخوانية، ونحن ندرس إنشاء منتدى الوسطية والتسامح بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، كما قمنا بوقف التعامل مع معهد الفرقان لإعداد الدعاة بأسيوط، ومقره مسجد الرحمة بوسط مدينة أسيوط، لعدم اسيتفائه شروط وزارة الأوقاف. هذا المعهد لا تنطبق عليه ظروف ولائحة وزارة الأوقاف الجديدة، حيث إن شروط وزارة الأوقاف تتمثل فى أن يكون عميد المعهد أستاذاً من أساتذة جامعة الأزهر، وأن يكون القائمون على التدريس من أساتذة جامعة الأزهر وأن يكون المنهج لطلاب العلم بالمعهد، هو المنهج الذى تدرسه وزارة الأوقاف فى المعهد الثقافى فى التابع لها. نحن فى مرحلة وعى حقيقى، ويجب أن يعرف الشباب ديننا الحنيف والدعوة الوسطية والاعتدال البعيد عن الغلو والتعصب والتشدد، ودعوات التكفير.. وكل هذه الأساليب البعيدة عن الإسلام الحقيقى، ورسالته التنويرية.. إنهم يشوهون الإسلام، ويكرهون الاعتدال، ويحولون سماحة الدين الإسلامى إلى شىء آخر تماماً ،يخالف دعوته السمحة المثالية. كيف تقيّم العلاقات الأخوية بين الشعبين المصرى والكويتى بعد زيارة الكويت الأخيرة؟ - هذه زيارة أتت بكثير من النتائج والفضائل والإنجازات، وتبادل الآراء والخبرات، وهو هدف فى حد ذاته يدعونا إلى التمسك باستمرار بالتواصل مع الأشقاء العرب، خاصة بعد أن ظهرت مواقفهم النبيلة الشريفة فى وقت تحتاج فيه مصر لهم، لقد ساندنا الأشقاء العرب فى محنتنا بعد أن لوحت قوى عظمى بالتخلى عنا.. وهى مواقف أخوية، لا يمكن أن ننساها، ولعل زيارة الكويت الأخيرة تلخص كل هذه المفاهيم والمعانى السامية.. لقد أحسست من خلال مرافقتى لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف إلى دولة الكويت، ومن خلال الاستقبال التاريخى من أمير دولة الكويت، وولى عهده لفضيلة الإمام الأكبر، والوفد المرافق له.. ومن خلال الروح الحميمية التى عرفناها وشعرنا بها من الشعب الكويتى وقياداته، ومن خلال زيارتين قمت بهما سابقاً الأولى للمملكة العربية السعودية خلال بعثة الحج، والأخرى لدولة الإمارات العربية المتحدة قبل تولى الوزارة. ومن خلال متابعتى لمواقف هذه الدول تجاه مصر، أستطيع أن أوكد أن هذه الدول تعمل لصالح دينها، وأمتها وأوطانها بأصالة عربية منقطعة النظير.