قررت وزارة الأوقاف استحداث إدارة جديدة لنشر الدعوة باللغات الأجنبية، للتواصل مع المسلمين فى الخارج والرد على الشبهات وتصحيح المفاهيم. وقال الشيخ محمد عز الدين وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة، إن الهدف من استحداث هذه الإدارة يتمثل فى تصحيح المفاهيم ونشر سماحة الإسلام فى الداخل والخارج، والاستفادة من الأئمة والدعاة الذين يجيدون اللغات الأجنبية فى جميع المساجد الأثرية التى يتردد عليها السائحون، وذلك بهدف أن يكون هناك تفاعل بين الإمام وزوار هذه المساجد من الأجانب، والاستفادة من الأئمة الذين يجيدون اللغات الأجنبية فى السفر للخارج، لإحياء ليالى رمضان وإلقاء الدروس الدينية فى المساجد والمراكز الإسلامية فى الدول الغربية، وأشار إلى أنه سيتم تطوير هذه الإدارة الجديدة بالشكل الذى يمكن الأوقاف من التواصل الفعلى مع المسلمين فى الخارج والرد على الشبهات وتصحيح المفاهيم، وهذا يؤكد حرص الوزارة على القيام برسالتها فى نشر سماحة الإسلام والتواصل مع المسلمين فى الخارج. وقال الدكتور أحمد صبرى إمام وخطيب مسجد الفتح برمسيس، أن الإسلام دين عالمي، إن استحداث هذه الإدارة فى وزارة الأوقاف، يعد خطوة جيدة للغاية، لبيان سماحة الإسلام وسعة أفقه، كما سيتم من خلالها الرد على كل ما يثار من شبهات وافتراءات وتصحيح المفاهيم، خصوصا فى هذه الفترة التى اختلطت فيها الأوراق وتاهت فيها المعالم. علماء الدين من جانبهم أشادوا بمبادرة الأوقاف، مطالبين الأوقاف بفتح مراكز لتعليم اللغات، وتشجيع الأئمة لتعلم اللغات بهذه المراكز، على أن يكون إتقان اللغات الأجنبية شرطا عند الإيفاد للخارج فى رمضان والمناسبات الدينية المختلفة. وشدد الدكتور محمد الشحات الجندى عضو مجمع البحوث الإسلامية، على أهمية التواصل مع الأقليات الإسلامية فى الخارج ومد جسور التواصل معهم، من خلال آليات تراعى حاجات العصر وتبرز الهوية الجامعة فى كل مكان، وذلك على اختلاف أوطانهم وتجمعاتهم سواء كانوا فى قلب العالم الإسلامى أو خارجه، لأن أغلب هذه الأقليات لا يتكلم اللغة العربية، وبالتالى فإن تعلم اللغات الأجنبية لنشر الدعوة يتيح أفاقا أكبر للتعامل مع المسلمين فى الخارج، ويجب ألا يكون الاهتمام مقصورا على نشر الدعوة باللغة الإنجليزية فقط، بل لابد من التركيز على الفرنسية والألمانية والإيطالية والروسية والصينية، ولابد أيضا من الاهتمام باللغات الإفريقية، لأن هذا أمر ضرورى للغاية خصوصا فى هذه الفترة. من جانبه أكد الدكتور زكى عثمان، أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن هذا المشروع تأخر كثيرا، وذلك لأن الدعوة ليست محلية بل عالمية، وطالب وزارة الأوقاف بأن تعد لهذا المشروع إعدادا جيدا، فالدعوة تحتاج إلى مهارات فى اللغات المختلفة، ولابد أن تكون هناك خمس لغات على الأقل وهى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية والصينية، لأننا بذلك نكون مبلغين لرسالة الله عز وجل، فدراسة اللغة تعد دراسة لثقافة الغير، ومادمنا نعرف ثقافة الغير، فسوف نستطيع أن نؤثر التأثير الإيجابي، ونبلغ الدعوة بلغتهم التى يدركونها، وهناك كلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، ويوجد بها قسم الدراسات الإسلامية، ولابد أن تكون هذه الأقسام من الروافد التى تستفيد منها وزارة الأوقاف فى هذا المجال، وعلى الوزارة أيضا أن تفتح مراكز لتدريب الأئمة على تعلم اللغات الأجنبية، وأن يكون إتقان اللغات الأجنبية شرطا عند إرسال الدعاة للخارج، سواء فى شهر رمضان أو أى من المناسبات الدينية الأخرى .