فيما يوصف بكونه أكبر إنفاق موجه فى تاريخ البحث العلمى المصرى، تم توفير 250 مليون جنيه لأبحاث مراكز التميز البالغ عددها 30 مركزا بمحافظات مصر ضمن خطة قومية لبناء قاعدة علمية فى مجال الصحة خاصة علاج السرطان والأمراض الوبائية كفيروس "سى"، لاسيما بعد أن ذكر المتخصصون أن سرطان المثانة يهيمن على 30% من أورام المصريين. هذا ما أعلنه المؤتمر الأول لمراكز التميز فى أبحاث السرطان الذى أقامته جامعة طنطا بالتعاون مع صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية التابع لوزارة البحث العلمى. تحت عنوان"الجيل القادم لأبحاث السرطان والتشخيص". ويوضح د. محمد سالم أستاذ علم المناعة بكلية العلوم ورئيس المؤتمر، أن الهدف هو صنع تكامل بين المراكز الموجودة من أجل تعظيم الفائدة وأيضا الاستفادة بما هو موجود من البنية التحتية البحثية المتطورة داخل الجامعة فى مجال الأبحاث الإكلينيكية والبناء عليها بدلا من سياسية الجزر المنعزلة. ويمثل د. سالم الباحث الرئيسى بمركز التميز لأبحاث السرطان بجامعة طنطا، فى مشروع بإجمالى دعم عشرة ملايين جنيه لرصد ودراسة العلاقة بين التغير فى عدد ووظائف الخلايا المناعية وكذلك الأداء الإكلينيكى للمريض مع عدد الخلايا السرطانية المنتشرة بالدم، من خلال استخدام التقنيات والأجهزة الحديثة لقياس عدد الخلايا المناعية والسرطانية الموجودة بالدم سواء الناتجة عن الورم الأولى أو النخاعى. من جانبه تحدث د. احمد الشقير مدير مركز أمراض الكلى وجراحة المسالك البولية والباحث الرئيسى بمركز التميز فى البيولوجيا الجزئية التابع لجامعة المنصورة عن مشروع دراسة التغير الجينى لمرض سرطان المثانة الذى يستحوذ على 30% من الأورام بين المصريين. وعلى الرغم من التغيرات الملاحظة على نمط السرطان على مدى العقدين الماضيين بسبب التراجع فى الإصابة المرتبة عن البلهارسيا بسبب برامج المكافحة، إلا أنها لم تنعكس على نقص معدلات حدوث المرض بل لا تزال مصر من الدول القليلة حول العالم المنتشر بها المرض، وهو ما يعزى للتعرض للمعدلات العالية من التدخين والتلوث. وتحدثت د.سميرة عزت أبو الخير أستاذ مساعد الصحة العامة، عن مشروع مركز التميز للوبائيات الجينية بمستشفى سرطان الأطفال 75357 واستقبل نحو 1036 طفلا فى الفترة من 2007 إلى 2012. وكانت الغالبية العظمى للأطفال اقل من 18 عاما مرضى سرطان الدم الليمفاوى الذى تؤدى العوامل الجينية والبيئية دورا فى زيادة قابلية الطفل للإصابة، وهو هدف أبحاث المركز لدراسة العلاقة بين هذه العوامل مثل تعرض الأب والأم خلال فترات الإخصاب والحمل للمبيدات الحشرية والتدخين وتأثير ذلك على صحة الأبناء، من اجل تحديد أسباب الإصابة بالسرطان بين الأطفال المصريين. وفى شأن متداخل مع التقنيات البحثية المتقدمة جاء مركز التميز لأبحاث الخلايا الجذعية والطب التجددي. ووفقا للدكتورة نجوى البدرى أستاذ العلوم الطبية والحيوية بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا والباحث الرئيسى بالمشروع، قالت: "هدفنا إنشاء نظام متكامل ومتطور لتجميع وحفظ الأنسجة الحيوية الغنية بالخلايا الجذعية لاستخدامها فى الأهداف البحثية، وأيضا لبحث المؤثرات والظروف المختلفة التى تساعد على تحويل الخلايا الجذعية إلى خلايا متخصصة مثل خلايا القلب أو خلايا البنكرياس أو الخلايا العصبية وغيرها، وهو ما يفتح الباب أمام تقديم حلول علاجية للأمراض المنتشرة كالسكر والقلب والأمراض العصبية. وتشير د.نجوى إلى أن الأبحاث بالمركز تستخدم احدث وسائل التكنولوجيا المعتمدة على علوم النانو للتحكم الدقيق فى تميز الخلايا الجذعية وتحويلها إلى خلايا متخصصة، وأيضا يضم معملا لدراسة بيولوجيا الخلايا الجذعية، وبنكا لأبحاث خلايا الحبل السرى.