خرج عدة آلاف من أهالي بورسعيد عقب صلاة ظهر أمس في مسيرة غاضبة للتنديد بأحداث أمس الأول التي شهدتها مباراة كرة القدم بين فريقي النادي الأهلي والمصري البورسعيدي ولتشييع جثامين الضحايا الثلاث من مشجعي بورسعيد في مقابر المدينة, حيث بدأت المسيرة من المقابر أمام مساكن الجوهرة وقد اتشح المشاركون بالسواد حزنا وحدادا علي أرواح الضحايا, وشارك فيها كل أهالي بورسعيد من أطفال ونساء وشباب وشيوخ الذين استنكروا الأحداث المؤسفة. وردد المتظاهرون هتافات غاضبة ومنددة للمجلس العسكري ووزارة الداخلية, وأخري تهدف إلي تبرئتهم من دماء الضحايا مثل: الداخلية هي هي والشعب هو الضحية وحبيب العادلي لسه وزير والشعب مش طراطير والمشير هو مبارك داهية تاخد الاتنين ودي تمثلية وعملوها البلطجية وبورسعيد بريئة.. هي دي الحقيقة وبورسعيد بريئة.. دي مؤامرة دنيئة. أهالى بورسعيد يستنكرون الحادث وخرجت المسيرة من أمام المقابر عقب دفن الجثامين واتجهت بعد ذلك إلي شارع الثلاثيني مرورا بحي المناخ وشارع سعد زغلول وحي العرب, ثم شارع محمد علي حتي ميدان الشهداء وصولا إلي مديرية أمن بورسعيد, رافعين لافتات مكتوب عليها بورسعيد ضحية البلطجية وشعب بورسعيد يريد القصاص من الجناة. وحمل المتظاهرون مسئولية الأحداث إلي المجلس العسكري ووزير الداخلية الحالي ومدير أمن بورسعيد, وذلك لعدم مواجهتهم من تجاوزوا ونزلوا إلي أرض الملعب, وألقوا المسئولية كذلك علي الإعلام الرياضي وبعض القنوات الفضائية, التي ساعدت علي اشعال الفتن بين أبناء المحافظات. كما شارك في المسيرة العديد من الحركات السياسية التي أصدرت بيانا للتنديد بالأحداث ونعي الضحايا والشعب المصري وجمهور النادي الأهلي والمصري البورسعيدي وأسر الالتراس الذين برز دورهم في الثورة المصرية. وطالبت القوي السياسية في بيانها برحيل المجلس العسكري وسحب الثقة من الحكومة التي فشلت في اعادة الأمن للشارع, كما طالبت بإقالة محافظ بورسعيد ومدير الأمن فورا, وفتح التحقيق العاجل فيما حدث, معربة عن أسفها عما يحدث في مصر من حالة الانفلات الأمني المقصودة والمتعمدة عقب تولي المجلس الأعلي للقوات المسلحة إدارة شئون البلاد. وطالب البيان بوضع دستور جديد للبلاد وتسليم السلطة والبدء في الترشيح للانتخابات الرئاسية فورا, واستقالة ومحاكمة الحكومة التي إما تورطت أو تواطأت في هذه الأحداث المروعة, وإقالة اتحاد الكرة الذي لم يستطع أن يمنع مباراة يعلم تماما أنها علي المحك, وسرعة الانتهاء من محاكمة أعضاء النظام السابق وتفريقهم داخل السجون لإفشال مخططاتهم, ومحاكمة قتلة أبناء مصر محاكمة سياسية وليست محاكمات هزلية.