ارتدت مدينة بورسعيد ملابس الحداد ورفعت الرايات السوداء وخرجت المسيرات تجوب الشوارع للتنديد بالأحداث المؤسفة التي شهدها ستاد بورسعيد عقب مباراة المصري والأهلي رافعين أعلام مصر والنادي الأهلي. وأعرب البورسعيدية عن حزنهم الشديد لما حدث وأغلقت المحلات والأسواق التجارية أبوابها عقب المباراة مباشرة وخلت الشوارع والميادين من المارة والزوار بعدما قرر التجارإعلان الحداد علي أرواح الضحايا من كافة المحافظات مستنكرين ما حدث. وأكدوا أن بورسعيد المدينة الباسلة التي ضحت بأرواح أبنائها في الحروب التي شهدتها مصر خاصة مقاومتها للعدوان الثلاثي عام 1956 لايمكن أن تقتل بريئاً أو مواطناً مصريا وأن ما حدث لايعبر بأي حال من الأحوال عن الشارع البورسعيدي الذي يرفض محاولات تشويه صورته التي حافظ عليها في ظل الإنفلات الأمني أثناء ثورة 25 يناير. وشهدت شوارع بورسعيد مسيرات منذ صباح أمس في الوقت الذي أصر فيه غالبية أصحاب المحلات علي غلقها لليوم الثاني في ظل وجود حركة مرورية ضعيفة بالشوارع واختفاء أمني ملحوظ من رجال الشرطة التي لم تستطع مواجهة ثورة الجماهير الغاضبة في الشوارع بعدما تقاعست الأجهزة الأمنية عن أداء واجبها وتوفير الحماية اللازمة لجماهير الناديين. وأغلقت غالبية البنوك أبوابها بسبب الأحداث ماعدا البنك المركزي الذي أغلق أبوابه بعد الواحدة ظهراً. وطالبت الجماهير بمحاكمة محافظ بورسعيد ومدير الأمن بالمحافظة وكافة المسئولين عن الشئون التنظيمية للمباراة وإقالتهم من مناصبهم وتعيين قيادات قادرة علي حفظ واستعادة الأمن في الشوارع وعودة الروح الأمنية لهذه المدينة التجارية. واتهم شعب بورسعيد بعض القنوات الفضائية بتبني حملة مغرضة ضد المدينة لصالح أعداء الثورة والوطن في الوقت الذي شاركوا فيه في تشييع 6جثامين من أبنائها الضحايا الذين سقطوا نتيجة الأحداث واصفين إياها بالمؤامرة المدبرة. وعلي جانب آخر حرص بعض الأهالي خاصة الفتيات والأطفال علي عدم النزول للشوارع خوفاً من رد فعل أهالي المتوفين من المحافظات المجاورة بعدما ترددت أخبار عن قيامهم بهجمات ضد محافظة بورسعيد. وقررت قائمة حزب الوفد لمجلس الشوري ببورسعيد التي تضم كلا من عبد الرحمن بصلة ورضا نور الدين وحسني عطية ويحيي خلف تعليق حملتها الانتخابية تضامناً مع الضحايا وأسرهم مستنكرين ماتعرضت له المدينة من حملة مدبرة متهمين الأمن ومحافظ بورسعيد بالمشاركة فيما وصلت إليه الأمور في شوارع المدينة وسقوط القتلي والضحايا بها.