كل شارع فيه جنازه .كل بيت مكسي سواد ..كل عين ودموعها فيها والقلوب قالت حداد..مصر يا امه حزينة ..راحوا فين الولاد ؟ لوع وحزن ودموع آهات مفردات سيمفونية الحزن التي باتت تسكن بيوت الثكالي والمكلومين بمحافظة الشرقية من أسر الشهداء وذويهم وابت ألا تغادرها منذ بدأ نزيف العمليات الارهابية يحصد أبناءهم وفلذات أكبادهم واحدا تلو الآخر في قرية الخشية مركز مشتول السوق مسقط رأس الشهيد مجند أحمد علي السيد عبده عمر 21 عاما والذي لقي حتفه ضحية الغدر الأسود بلا ذنب أو جريرة خلال الهجوم الانتحاري علي كمين أمني بمدخل مدينة الطور بجنوب سيناء أثناء تأدية واجبه تحولت القرية لسرادق عزاء كبير، الحزن يكسو الوجوه يعشش في البيوت والنسوة يرتدين السواد وطائر الموت الحزين يحلق في كل اتجاه حسبي الله ونعم الوكيل في الارهابيين اللي حرقوا قلبنا علي ابننا وكل زمايله منهم لله الكفرة اللي ما يعرفوش يعني ايه دين ولا إسلام قتلوا ضنانا بايد باردة سند أبوه العاجز هو ده اللي ربنا أمرهم بيه يقتلوا الناس من غير سبب هكذا استقبلنا اهالي القرية من اسرة وجيران الشهيد، مطالبين بسرعة القبض علي هؤلاء الارهابيين القتلة والقصاص لدماء الشهداء بتقديمهم لمحاكمات عاجلة داخل منزل بسيط كمعظم منازل المجندين من الشهداء الذين اغتيلت زهرة شبابهم بسبب الارهاب اللعين كانت الجدة العجوز والتي أضاف الحزن والالم المزيد من السنوات فوق عمرها أول من استقبلتنا، فالأب المكلوم لم يتحمل النبأ المشئوم، فاصيب بجلطة وتم نقله للمستشفي ليرقد بين الحياة والموت داخل غرفة للرعاية المركزة وبدموع وانين تغلفها مرارة الفراق والحسرة علي الفقيد الغالي تحدثت الجدة متساءلة هو أحمد عمل ايه ؟ده عمره ما أذي حد طول عمره في حاله وكل همه يساعد ابوه العيان ويعينه في تربية اخواته كان مستني يخلص جيشه عشان يجري علي رزقه منهم لله حسبي الله ونعم الوكيل في اللي قتله وحرمنا منه وطفي نور عينينا يارب الهمنا الصبر علي فراقه وارحم ابوه وبرد قلبه ومن بين جموع السيدات اللاتي جلسن لتأدية العزاء يلتحفن السواد حدادا علي الشهيد بدت والدة الشهيد شاحبة شاخصة للمجهول لا تكاد تقو علي الحراك ومن بين دموعها التي سالت انهارا تحدثت بصعوبة بعد أن التزمت الصمت لايام عافت خلالها الطعام والشراب قالت احمد كان حاسس انه هيموت وكان دايما بيتمني الشهادة لكن المرة الأخيرة في آخر زيارة وهو بيودعني كان غير كل مرة قال انه دي آخر مرة اشوفه وانه هيرجع شهيد كنت فاكراه بيقول كده من كتر الناس اللي بتموت لكن كأنه كان عارف، وكأن قدره مستنيه وربنا استجاب لدعاه كان نفسه يعمل حاجات كتيرة أوي ويشوف اخواته احسن الناس ويرعاهم لكن عمره كده والقدر كان بانتظاره ليحقق أمله في الشهادة ، ثم عادت لتغرق في فيض دموعها ويلتقط عمه الحديث فيقول حسبي الله ونعم الوكيل، مشيرا الي علمهم بنبأ الحادث تليفونيا حيث سارعوا للسفر لسيناء بصحبة عدد كبير من الاهالي وكلهم امل في أن تكون اصابته محدودة وان يرجي شفاؤه ويعودوا به، لكن أمر الله نفذ لتودعه القرية في مشهد مهيب، واضاف ان الجيش المصري من اقوي الجيوش بايمانه ومن يظن انه يستطيع قهره او تركيعه فقد خاب ظنه وتضيف احدي قريبات الشهيد أن احمد كان من خيرة الشباب بالقرية وكان راجل واقف في ظهر ابوه وعارف واجبه ناحية اهله واخواته وعمرنا ما سمعنا عنه حاجة غيركده كمايروي اهالي القرية ان للشهيد احمد 3 أشقاء محمد 18 سنه و منه 16 و حبيبه 10 سنوات وانه كان يتحين الفرصة لاسعادهم وتوفير احتياجاتهم قبل الجيش وفي الاجازات خلال الخدمة بعد مرض والده واصابته بالسكر وتعرضه لجلطة أكثر من مرة ولم يكن يركن للراحة وكان يعمل سائقا علي احدي السيارات فيما ظلت شقيقته منه في حالة انهيار لموت شقيقها ورحيله فجأه تنعي حظها علي فراقه ومرض والده الذي قتله الجناة أيضا بسبب قتلهم لابنه الاكبر أحمد.