خيّم الحزن على محافظة سوهاج، اليوم السبت، بعد استشهاد 4 من أبنائها في حادث إطلاق النار من قبل مجهولين على كمين تابع للقوات المسلحة بمنطقة مسطرد بشمال القاهرة، والذي أودى بحياة 6 من الجنود المصريين. ففي نجع عويس مركز جرجا اتشحت النساء بالسواد، وتعالت صرخاتهن في الجنبات بعد الإعلان عن استشهاد اثنين من أبناء النجع، الأول «محمد السيد» من منطقة المغاربة التابعة لنجع عويس 21 سنة مجند بالقوات المسلحة. يقول والده «صاحب مطحن غلال»، بعد أن غالب أحزانه ودموعه «محمد أكبر أولادي، وكان بمثابة الوتد الذي أتوكأ عليه عندما أكبر في العمر، ولكن محمد تركني فجأة لأتجرع الحزن مدى الحياة»، مضيفا «قتلوه الإرهابيون الكفرة الذين لا دين لهم ولا ملة. آخر مرة كلمني في التليفون منذ 3 أيام قال لي سوف أحضر قريبا في إجازة». ويواصل الأب المكلوم ودموعه على وجنتيه بعد توقف عن الكلام لدقائق «حسبي الله ونعم الوكيل، كان نفسي أشوفه قبل استشهاده، نفسي أُقبّل جبينه». وبينما امتلأت جنبات منزل الشهيد «البسيط» بالجيران والأهل والأقارب، وتوافد على البيت المعزّون في انتظار وصول الجثمان قال أصدقاؤه «محمد كان فتى شجاعا، ولم نعرف عنه يوما خوفه من الموت.. لقد كان دائما يتحدث عن الشهادة والموت كأنه كان يعلم بمصيره المحتوم، رحمه الله، وطالب أحد أصدقائه بإطلاق اسمه على أحد مدارس القرية. الشهيد بسام ودّع أسرته قبل الحادث بساعات وفي منزل الشهيد الثاني بسام السيد، خيّم الحزن وتعالى صراخ يصمُّ الآذان.. والقلوب تحترق حزنا وألما على الشهيد. وقال والده «عامل بالوحدة المحلية بجرجا»، «بسام تحدث إليّ ليلة الحادث، وتحدث معه عن موعد إجازته القادمة»، ولم يستطع والده استكمال الحديث، وأُغشي عليه. فيما قال عم الشهيد، غادر الشهيد القرية منذ 25 يوما، بعد أن سلم على جميع الأهل والأقارب وكأنه يودّعهم للمرة الأخيرة.