وفقا للدستور الجديد لن يستطيع اى رئيس أن يمارس مهامه مالم يكن هناك ظهير سياسى يدعمه ويستند اليه، مهما تكن شعبيته، خاصة فى بلد كمصر يفقد المرء نصف شعبيته عند أول خطأ، ويفقدالنصف الثانى بمرور الأيام، وقد بدت تلك القاعدة حتى قبل ان يفوز أى من المرشحين، حيث تخلت الأحزاب الناصرية عن رفيق الدرب وانحازوا لمنافسه، كما فقد المرشح الآخر كثيرا من حواريه فور الإعلان عن حملته أوحملاته وعادت للساحة مرة اخرى نظرية عصير الليمون، وأظن ان نسبة التصويت الاحتجاجى ستكون لافتة للنظر بشدة ويبدو أيضاً اننا قوم لانعرف ان نعبر عن انحيازاتنا بقناعة ولكن اختياراتنا تخضع لمنطق ليس حبا فى زيد ولكن كرها فى عمرو، سوف يضاف للقوى السياسية مستقبلا حزب الليمون، وهكذا فان مانجح السيسى فى بنائه خلال الشهور الماضيه ربما يتآكل ان لم يكن هناك ظهير سياسى حقيقى يعمل معه جنبا الى جنب الآن وليس غدا للانتخابات البرلمانية، لانه مرة اخرى وفقا للدستور فان البرلمان سيشارك الرئيس فى اختيار رئيس مجلس الوزراء ثم ان نجاح الرئيس او فشله سيتوقف على مدى تعاون الأغلبية المنتخبة معه، والأمر هكذا اخشى ان تضيع منا فرصة تشكيل حزب حقيقى يعبر عن القوى التى خرجت فى الثلاثين من يونيو كما ضاعت على الحياة السياسية فرصة تشكيل حزب حقيقى للقوى التى خرجت فى يناير، وتشتت كل هذه القوى فى ائتلافات وحركات وأحزاب ملاكى تعبر غالبا عن المؤسس وترتبط بأشخاص اكثر مما ترتبط بمبادئ وأفكار واكتفت معظم القوى بنجومية الفضائيات، صحيح ان من خرجوا فى يناير 2011كانوا خليطا ليس متجانسا ولم يتفقوا على هدف او أهداف محددة وكان قادة الميدان من اصحاب الأيديولوجيات الذين لا يجمعهم هدف مشترك من أقصى اليمين لأقصى اليسار، ولكن الصحيح أيضا ان من خرجوا فى الثلاثين من يونيو هم فى غالبيتهم من أبناء الطبقة المتوسطة وكانت لديهم اقتناعات محددة ناضلوا لمدة سنة كاملة فى صياغتها، حتى ولو لم يلتقوا معا، وقامت حركة تمرد بصياغة تلك الاقتناعات التى انتهت بتصحيح انتفاضات الشارع وحلمه فى التغيير السلمي، وهؤلاء هم ضمير مصر وبوصلتها كالنيل فى هدوئه وعذوبته، وفيضانه فى غضبه، ولكنه سرعان ما يصحح مصيره ومسيرته، وللأسف حتى الآن ينشغل الجميع باللحظة الراهنة وتستنزف معظم الطاقات فى هوامش الأمور ومحاكمة الماضي، وكل يوم ينفرط عقد تحالف30 يونيو فى صراعات صغيرة شخصية دون ان يلتقط عقلاء ومفكرو هذا التحالف فى بلورة هذا الحلف فى حزب حقيقى بعيدا عن الأحزاب التى نشأت فى احضان السلطة وأجهزة الامن وانتهت فى اللحظة نفسها التى تشكلت فيها وفقدت اى تأثير فى المشهد السياسى، وإذ كنت أنبه من الآن حتى لاتضيع فرصة مواتية لتصحيح الحياة السياسية ويكون لدينا حزب قوى نشأ فى الشارع والوعى العام، أحذر من محاولات كبار القادة العسكريين المتقاعدين من تفتيت هذا التحالف بتشكيل احزاب منه اعتمادا على تاريخهم الوظيفى العسكرى بلا اى خلفية سياسية، ذلك ان مثل هذا الاتجاه فى الوقت الراهن يثير علامات الريبة وربما يؤكد مزاعم بعض المؤلفة قلوبهم وطنيا بما يسمونه عسكرة الدولة، علما بأن لدينا تاريخا حافلا بالأخطاء بدءا من هيئة التحرير والاتحاد القومى، فالاتحاد الاشتراكى ثم منبر الوسط بحزب مصر، وأخيرا الحزب الوطنى وكلها اسماء متعددة لكيان واحد أنشأه عبد الناصر لإيجاد حياة حزبية تشبه الى حد كبير أطفال الأنابيب، فإذا ماكانت كل تلك التجارب لدينا فان الفرصة مواتية الآن لحزب التحالف الذى يستلهم التجارب الصحيحة والفاشلة، ليكون لدينا حزب بجد فى نشأته وأهدافه كحزب الوفد القديم الذى لايزال يسكن الضمير السياسى ولم يبق منه الا اسمه القديم، وأخيرا اذا كان المصريون قد خرجوا يطالبون بإسقاط النظام القديم فلماذ ا تستمر الأحزاب القديمة وكانت هى الوجه الآخر للحزب الوطني، أليس النظام هو هذا وذاك، وإذا كان الحزب الوطنى قد ارتكب أخطاء فالأمر المؤكد ان بقية الأحزاب هى شريك كامل له فى فساده واخطائه وكان بل ينبغى حل نفسها وإعادة تشكيلها لكى يكون تنظيف جراح الوطن على نظافة. ببساطة بعض المنكسرين شعروا بأن لهم ظهرا بعد ترشح السيسى للرئاسة. أكبر عذاب للإخوان ان يمنحوا أصواتهم لحمدين(الناصرى) نكاية فى السيسى. تشريع تحصين عقود الدولة يصدر من اى رئيس إلا ممن كان رئيسا للمحكمة الدستورية. اخشى ان تكون نتائج الانتخابات صدمة تضع الدوله المصرية فى حرج دولى نتيجة شوشرة حفلات السواريه الليلية. ليس بالعيون الملونة ولاعضوية الجزيرة تصبح المرأة كاتبة ومذيعة إلا فى هذا البلد. يحصن الرئيس المقبل نفسه بمنع التظاهر بينما الذى أوصله لمنصبه تظاهرات30يونيو. ليس من المنطقى ان يخاطب المرشحون الفقراء عبر قنوات تقدم مطابخها آكلات لايعرف أسماءها هؤلاء الغلابة. لمزيد من مقالات سيد علي