الهيئة الإنجيلية واحدة من كبريات منظمات المجتمع المدنى فى مصر، أسسها القس صموئيل حبيب لخدمة قرى المنيا وللجميع دون النظر للدين أو العرق، وهى تخدم حاليا ما يقرب من مليونى مواطن مصرى دون تفرقة.. فهى لها العديد من الخدمات مثل خدمات تخدم المرأة والطفل والمعاقين والشباب والفلاحين وليس خدمات للفقراء فقط، بل تعدى دورها إلى الحوار وتأثيره سواء بالداخل والخارج وما من تأثير ذلك على مصر مثل أحداث ما بعد ثورة 30 يونيو وتوضيح الصورة الحقيقية للغرب من خلال لقاءات رئيس الهيئة الدكتور أندريه زكى الذى كان لنا معه هذا الحوار : • متى تم إنشاء الهيئة الإنجيلية، وما هو الهدف من إنشائها؟ الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، واحدة من منظمات المجتمع المدنى المصري، أسسها الراحل الدكتور القس صموئيل حبيب فى بدايات الخمسينات من القرن الماضي، كبرنامج لمكافحة الأمية فى إحدى قرى محافظة المنيا، وتم إشهارها بوزارة الشئون الاجتماعية فى أوائل الستينات. ومع مرور الزمن تطور عملها لتصبح واحدة من كبريات منظمات المجتمع المدنى ليس فى مصر وحدها، بل على المستوى الإقليمى من خلال عملها فى مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها، حيث تقدم خدماتها اليوم إلى ما يزيد عن مليونى مواطن مصرى سنويا فى العشرات من مدن وقرى مصر الفقيرة والعشوائية، دون النظر إلى الدين أو الجنس أو العقيدة. انطلاقا من مبدأ أساسى هو خدمة الإنسان أيا كان وفى أى مكان. وهو الشعار الذى سارت عليه منذ نشأتها وحتى يومنا هذا. وهى تعمل من خلال شراكات مع المئات من مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدنى والقطاع الخاص. • ما هى الخدمات التى تقدمها الهيئة للفقراء وهل ترتكز انشطتها فى الصعيد فقط؟ تولى الهيئة اهتماما خاصا بالفئات المحرومة فى قرى صعيد مصر، وتعمل جاهدة على تحسين ظروفهم المعيشية من خلال عدد من المشروعات التنموية والبيئية والثقافية، إلى جانب القروض المالية التى تقدمها لهم لإقامة مشروعات صغيرة تساعدهم على تحسين مستواهم المعيشي. ولا يقتصر عمل الهيئة على محافظة بعينها، بل يمتد ليشمل 12 محافظة أبرزها القاهرة الكبرى والإسكندرية، وبنى سويف، والفيوم، والمنيا، وأسيوط. وتقدم الهيئة عدة خدمات فإلى جانب مستشفى العيون، هناك سيارة مجهزة كمستشفى متنقل خاصة بعلاج أمراض العيون، حيث يقوم الأطباء بالكشف على المرضى وصرف العلاج، وتحويل الحالات التى تحتاج إلى تدخل خاص إلى المستشفي. • ما الذى تقدمة الهيئة للمرأة والاطفال بالقرى الفقيرة ؟ تأتى المرأة والطفل على رأس اهتمامات الهيئة بصفتهم الأكثر احتياجا لمزيد من الخدمات، فعلى سبيل المثال لا الحصر، تقدم الهيئة قروض لنحو 54 ألف شخص منهم 70٪ سيدات و 95٪ سيدات معيلات لأسرهن، بالإضافة إلى تدريب المرأة على القيام بعدد من الأعمال التى يمكن أن تقوم بها. كذلك هناك فصول لمحو الأمية ،حيث تم العام الماضى وحده محو امية 500 سيدة. وبالنسبة للأطفال، هناك برامج خاصة فيما يتعلق بالأطفال المعرضين للخطر "الأطفال العاملين والأطفال بلا مأوي"، حيث تساعدهم الهيئة فى الحصول على حقوقهم التعليمية والاقتصادية والاجتماعية التى كفلتها لهم الدولة. ففى العام الماضى تم رعاية 150 طفلا من الموهوبين، وتم توعية 150 أسرة لمناهضة "ختان الإناث" و70 أسرة تم توصيل المياه لها وذلك فى قرية اطسا شمال مدينه المنيا. • أين الشباب من خريطة أنشطة الهيئة؟ الشباب باعتبارهم نصف الحاضر وكل المستقبل يشكلون ما يقرب من 60٪ من البرامج المستهدفة، فهناك برامج خاصة للتدريب والتوظيف من خلال تطوير قدراتهم ومهاراتهم الادارية لتأهيلهم لسوق العمل وإكساب البعض مهارات حرفية تؤهلهم لإقامة مشروعات صغيرة. واتفقت الهيئة مع بعض شركات ومصانع خاصة لتوظيف الشباب، كما يقوم برنامج آخر بتوفير قروض تساعد الشباب على إقامة مشروعات صغيرة خاصة بهم ومساعدتهم فى عملية التسويق . هناك أيضا برامج لمكافحة الأمية لمختلف الشرائح العمرية من الشباب، أيضا العمل على بناء قدرتهم فى المشاركة الاجتماعية الايجابية من خلال تدريبهم على الممارسات الديمقراطية بشكل إيجابى والتأكيد على أهمية دورهم فى بناء مصر الحديثة. • هل هناك اهتمام بفئة المعاقين باعتبارهم فئة مهمشة؟ بالنسبة لذوى الاعاقة، تقوم الهيئة بتقديم خدماتها لهم بمحال إقامتهم، بالإضافة إلى العمل على دمجهم فى المجتمع، والعمل على توفير فرص عمل تتناسب ونوع الإعاقة التى يعانون منها. كما قامت الهيئة بإنشاء أول ورشة فى مصر تقوم بالتهيئة الهندسية للمبانى والطرقات العامة للمعاقين، وقد بدأنا فى أعمال التهيئة لعدد من المصالح العامة مثل مستشفى الخليفة ومركز شباب زينهم، حيث نتطلع إلى تهيئة 20 مؤسسة عامة خلال هذا العام، كما أن هناك تعاون مع عدد من الاجهزة الحكومية والمحلية بالمحافظات لتفعيل الكود المصرى للمبانى للأشخاص ذوى الاعاقة. • ما هو دور الهيئة فى عملية الحوار داخليا وخارجياً؟ الهيئة تهتم بالحوار على المستوى المحلى كأساس مهم لبناء الجسور وتأكيد العيش المشترك. والحوار المحلى لا يقف عند حدود الأرض المشتركة، لكنه يمتد إلى الاعتراف بقبول حق الاختلاف. وبالتأكيد لا يمكن لأى برامج حوارية أن تقضى على مشكلات كبرى مثل التوتر الطائفى بسهولة، لكنها تسعى إلى تخفيف حدة التوتر وطرح حلول قد تكون مناسبة فى لحظات الازمات، كما أنها تهيئ مناخا تدريجيا يقبل مفهوم التعددية وقبول الآخر. وعلى المستوى الدولى تهتم الهيئة بما يسمى ب "الدبلوماسية الشعبية " وهى تسعى إلى خلق تفاهمات جديدة وصوت حر يعبر عن المجتمع المدنى المصرى لشركائها فى الغرب مع أهمية تصحيح الصورة المغلوطة وتقديم مفاهيم جديدة حول الإرادة الشعبية. • هل هناك تضارب بين الهيئة والكنيسة الانجيلية؟ بالعكس الهيئة نشأت فى احضان الكنيسة الانجيلية عام 1950، وحينما طلبت الكنيسة من الهيئة أن تستقل كمؤسسة مجتمع مدني، أصبحت العلاقة بينهما علاقة احترام متبادل، وكل منهما يدعم الآخر لخدمة المجتمع. • ما هو الدور الذى تلعبه الهيئة فى دعم "بيت العائلة المصرية"؟ قامت الهيئة بدعم "بيت العائلة المصرية"، حيث شاركت فى تأسيس ودعم أنشطة بيت العائلة فى أسيوط وملوي، ولدينا رغبة شديدة فى أن يقوم بيت العائلة بدوره التثقيفى والتنويرى على المستويين المحلى والإقليمي. ويشارك بيت العائلة مع الهيئة فى عدد من القاءات المحلية والدولية مثل الحوار العربى الأوروبى والحوار المصرى الألماني. • ترى هل سينجح "مجلس كنائس مصر"، خاصة بعد مرور أكثر من عاما على تأسيسه ولم نر له عمل ملموس بالفعل؟. لقد تم تأسيسه فى ظروف صعبة ودقيقة من تاريخ مصر، وأتمنى ألا يكون رد فعل لوجود الإخوان فى الحكم فى ذلك الوقت ولكنه يكون تعبيرا عن رؤية حقيقية تتبنى وتوضح وتعبر عن الكنائس المصرية، وأتمنى أن يكون له تفعيل ودور أكثر عمقا وإيجابية لخدمة الوطن والكنيسة نلمسه جميعا. • كيف استقبلت خبر ترشح المشير عبدالفتاح السيسى للرئاسة؟ ترشح المشير السيسى جاء متجاوبا مع رغبة القوى الشعبية العارمة، ويلاحظ ذلك فى ردود الفعل الإيجابية المتواجدة بالشارع المصرى قبل وبعد الاعلان عن الترشح، مما يدل على الشعبية الجارفة للسيسي. فالمشير صاحب رؤية واضحة ولديه ملامح برنامج انتخابى يتوافق مع الواقع المصري، وهو يمضى نحو المستقل وخاصة فى ظل دعوته لمشاركة الشعب معه لإنجاز المستقبل، فضلا عن تقديره لدور مؤسسته، مشددا على عدم البذخ فى الحملات الانتخابية ورفض التدخلات الخارجية فى مصر. • ترى هل تستقر مصر فى حالة فوز السيسي؟ أرى من خلال البرنامج الانتخابى للمشير السيسى أننا سنستطيع عبور عدد من الأزمات التى نعيشها اليوم، لاسيما المشكلات الأمنية والاقتصادية، وذلك بتكاتف الجميع بغض النظر عن الانتماءات السياسية، وأن يعمل الجميع معا من أجل عودة مصر إلى مكانتها الطبيعية على خريطة العالم. والحكم بين برنامجى السيسى وصباحى سيكون للمواطن ذاته. • ما تصورك للخريطة السياسية فى الفترة المقبلة بعد انتخابات الرئاسة والبرلمان؟ أتصور أن الانتقال نحو تحقيق خريطة الطريق سيسهم فى بناء شرعية جديدة، هذه الشرعية مصدرها الجماهير التى ثارت وطالبت بمزيد من الحرية والكرامة الانسانية، ووضعت احلامها داخل صناديق الاقتراع لتأييد الدستور الجديد، وقريبا لاختيار من تراه الأفضل لتحقيق أحلامها.