شعب مصر العظيم لم يقف مكتوف الأيدي وقرر أن يساند رجال القوات المسلحة والشرطة البواسل في معركة الوطن التي لا تقتصر فقط علي الإرهاب ولكنها تمتد لمحاربة الفقر والجهل والمرض الذي يشمل بدوره معاقين هم في أمس الحاجة إلي كل من يمد لهم يد العون، وينظر إليهم بعين الرأفة في حياتهم التي تفتقر إلي البهجة. وإذا كان ملايين المعاقين في مصر يبحثون عن الاهتمام وفي الغالب لا يجدونه، فإن الإعاقة في الصعيد تتخذ وجهة مختلفة، فالمعاق الذي من المفترض أن يكون مشغولا بما آل إليه حاله، ويبحث عن من يعطف عليه، تحاصره نظرات سلبية من مجتمع ينظر إليه نظرة دونية ويتعامل معه ككم مهمل تسدد له اتهامات غير مبررة بجلبه العار لأسرته!حالة نفسية سيئة يعيش فيها المعاق في الصعيد جعلت جمعيات المجتمع المدني تسارع إليه لتقف بجواره وتقول له ببساطة لست وحدك. تصف الناشطة في مجال الإعاقة مها بخيت عضو شبكة التأهيل المرتكز علي المجتمع بأسيوط أحوال ذوي الإعاقة في الصعيد بأنها لا تسر عدوا ولا حبيبا وتشير إلي إحصائيات منظمة الصحة العالمية أن 10٪ من تعداد السكان في أي دولة في العالم هم أشخاص ذوو إعاقة بما يعني أنها تشمل أكثر من 8 ملايين من المجتمع المصري. وتضيف: الواقع يؤكد أن الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم في كل أنحاء مصر يعانون من ندرة الخدمات المتخصصة، فضلا عن تدني مستوي جودة هذه الخدمات، والحال في محافظات الصعيد أشد قسوة فمع ارتفاع معدلات الفقر في هذه المحافظات هناك ندرة في عدد المشروعات التي توفر خدمات للأشخاص ذوي الإعاقة. وتنتقد بخيت تمركز هذه المشروعات مع ندرتها في المدن الكبري بينما المدن الصغري والقري والنجوع في طي النسيان، في الوقت الذي يعتبر فيه حال الأشخاص ذوي الإعاقة أكثر فداحة وقسوة فهناك انعدام للخدمات المقدمة لأبناء هذه الشريحة فضلا عن ثقافة اجتماعية مشوهة حول الإعاقة فمازالت أسر كثيرة في قري الصعيد تعتبر وجود طفل معوق داخلها أمرا مشينا اجتماعيا وبخاصة لو كانت فتاة وهناك جهل تام بأساليب التعامل مع الإعاقة كمشكلة واستحالة الاكتشاف والتعامل المبكر ونقص الوعي بمسببات الإعاقة من ارتفاع معدلات زواج الأقارب وعدم الإقبال علي الكشف الطبي قبل الزواج. حياة أفضل معاناة المعاقين في الصعيد وجدت من يلتفت إليها من خلال مشروع "حياة أفضل" لرعاية الأشخاص ذوي الإعاقة في صعيد مصر والذي تقوم بتنفيذه جمعية كيان للأشخاص ذوي الإعاقة بالتعاون مع جمعية مصر الخير بهدف دعم الأشخاص ذوي الإعاقة من سكان محافظات الصعيد. وحول ماهية المشروع وأهدافه يقول الدكتور أيمن الطنطاوي منسق عام مشروع حياة أفضل والرئيس التنفيذي لجمعية كيان إن مشروع "حياة أفضل" هو مشروع خدمي انساني يتضمن إنشاء 4 مراكز متكاملة للتأهيل والتعليم والرعاية والدمج بمحافظات أربع في صعيد مصر وهي سوهاجوأسيوط وبني سويف والمنيا. ويتابع الطنطاوي : يقوم المشروع علي توفير خدمات العلاج الطبيعي والتخاطب وتنمية القدرات والإرشاد الأسري، من أجل إحداث تغيير حقيقي وملموس في حياة الشرائح الأكثر فقرا من الأشخاص ذوي الإعاقة وبخاصة سكان نجوع وقري الصعيد وليس فقط المدن الكبري بهذه المحافظات. ويؤكد أن فكرة المشروع تقوم علي أساس التعاون بين بعض منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال الإعاقة بهدف دعم الوصول بخدمات التأهيل والتعليم والرعاية إلي الأشخاص ذوي الإعاقة في المناطق الأشد فقرا واحتياجا والتي تنعدم فيها هذه الخدمات وبذل جهود غير تقليدية لتغيير بعض السلوكيات المجتمعية السلبية تجاه هؤلاء الأشخاص سعيا لضمان حياة أفضل لهم. ويتابع الطنطاوي: اخترنا أن نبدأ المرحلة الأولي للمشروع في محافظات الصعيد نظرا للاحتياج الملح والشديد للأشخاص ذوي الإعاقة من أبناء هذه المحافظات لخدمات التأهيل والاندماج في المجتمع وتغيير سلوكيات التعامل معهم وقد بدأنا بشكل فعلي العمل في فرع المشروع في أسيوط وجار الإعداد لافتتاح أفرع للمشروع بمحافظات سوهاج وبني سويف والفيوم. ويري معتز كابش مدير التدريب بمشروع "حياة أفضل" أن المشروع قادر علي إحداث تغيير حقيقي وملموس في حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم من سكان محافظات الصعيد من خلال نقل نموذج المركز الرئيسي للجمعية في القاهرة إلي محافظات الصعيد. وأوضح أن مشروع "حياة أفضل" يسعي للوصول لأكبر شريحة من المستفيدين في محافظات الصعيد من خلال إنشاء 4 مراكز متكاملة للتأهيل المرتكز علي المجتمع والتدخل المبكر وتوفير العديد من الخدمات التأويلية للأطفال ذوي الإعاقة مثل (العلاج الطبيعي - التخاطب - تنمية القدرات - الإرشاد الأسري) وتهيئة المجتمع لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة وتغيير ثقافة المجتمع تجاه الإعاقة، وذلك من خلال حملات للتوعية وتدريب قطاعات المجتمع المختلفة علي التعاون والتعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة. وكشفت دينا العرقسوسي عضو فريق عمل مشروع حياة أن المشروع علي أرض الواقع يعتمد علي تأسيس 4 مراكز مجهزة لتأهيل ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة، وأنه تم بشكل فعلي انطلاق العمل في أول مركز منها والذي أقيم في مدينة أسيوط وأن المراكز الثلاثة سوف تفتتح قريبا في عواصم محافظات الفيوم وبني سويف وسوهاج. كما أن المشروع يستهدف سنويا استقبال وتدريب وتأهيل500 شخص وطفل من ذوي الإعاقة وتدريب 750 متخصصا في مجال التأهيل وتهيئة وإتاحة 25 مؤسسة أو مصلحة يلجأ إليها الأشخاص ذوو الإعاقة لتلبية احتياجاتهم وأحصت خطوات فعلية في تنفيذ المشروع علي أرض الواقع تقوم بها الجمعية مع بداية شهر سبتمبر بتقديم خدمات تأهيلية وتعليمية وتثقيفية وتوعية للأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم والأوساط الاجتماعية المحيطة بهم في مدن وقري محافظة سوهاج من خلال افتتاح فرع جديد لها في سوهاج. ولفتت عواطف جابر أحمد مدير قطاع الصعيد ب "كيان" إلي أن الجمعية تنوي تقديم خدمات العلاج الطبيعي والتخاطب وتنمية القدرات والإرشاد الأسري بهدف إحداث تغيير حقيقي وملموس في حياة الشرائح الأكثر فقرا من الأشخاص ذوي الإعاقة من سكان نجوع وقري محافظة سوهاج وليس فقط المدن الكبري بالمحافظة، وتدريب العاملين في مجال الإعاقة في جميع أرجاء محافظة سوهاج علي أحدث طرق العلاج بالتكامل الحسي وأساليب تمكين الطفل ذوي الإعاقة من إجادة استخدام كافة حواس جسمه بالشكل الأفضل حتي يتجاوز إعاقته والتدريب علي مهارات أخصائي التربية الخاصة وتدريب العاملين في مجال الإعاقة علي اكتساب أهم المهارات الإدارية والفنية والعلمية التي تمكن أخصائي التربية الخاصة من أداء مهمته التعليمية علي الوجه الأكمل. يذكر أن مشروع "حياة أفضل" الذي تنفذه جمعية كيان في صعيد مصر يستهدف سنويا تأهيل أكثر من 1000 طفل من ذوي الإعاقة الذهنية والحركية، بالإضافة إلي تدريب 1500 متخصص علي أعلي مستوي في مجال التأهيل بالإضافة إلي برامج التوعية والتمكين لذوي الإعاقة بمحافظات الصعيد، فإذا كان عدد سكان محافظة سوهاج 4.407.088 منهم 500.000 شخص معاق حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية وهي المحافظة الأكثر فقرا في مصر. وتسعي الجمعية التي تقدم خدمات تأهيلية ذات جودة للأطفال ذوي الإعاقة الذهنية والحركية هناك لخدمة مئات الأطفال مجانا، وتدريب مئات المتخصصين وتنظم للأشخاص ذوي الإعاقة ولأول مرة في صعيد مصر دورة متقدمة في مجال العلاج بالتكامل الحسي وتستهدف العاملين في مجال الاعاقة في كافة محافظة الصعيد. وقامت الجمعية بعقد دورة تدريبة في اسيوط في الفترة مؤخرا حاضرت فيها الدكتورة منال حلمي خبيرة التكامل الحسي واستهدفت تدريب العاملين في مجال الإعاقة في محافظات الصعيد علي أساليب تمكين الطفل ذوي الإعاقة من أجادة استخدام كافة حواس جسمه بالشكل الأفضل حتي يتجاوز إعاقته وأتت الدورة في إطار فعاليات مشروع الجمعية الكبير لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة في صعيد مصر والذي اطلقته الجمعية مؤخرا بالتعاون مع جمعية مصر الخير تحت عنوان حياة أفضل للأشخاص ذوي الإعاقة بصعيد مصر من أجل خدمات تعليمية وتأهيلية متكاملة للاشخاص ذوي الإعاقة في محافظات الصعيد من خلال إنشاء أربع مراكز متقدمة بمحافظات بني سويف والمنيا واسيوطوسوهاج وإعداد حملات توعية لاسر ذوي الإعاقة والمجتمع المحلي في قري ومدن محافظات الصعيد حول قضية الإعاقة وطرق التعامل الأفضل معها. كما نظمت الجمعية دورة متخصصة في التدريب علي مهارات أخصائي التربية الخاصة وحاضر فيها أستاذ التربية الخاصة مجدي داود واقيمت بمدينة سوهاج وحضرها عدد كبير من العاملين في مجال الإعاقة من محافظات سوهاجوأسيوط واستهدفت تدريب العالمين في مجال الإعاقة علي اكتساب أهم المهارات الإدارية والفنية والعلمية التي تمكن أخصائي التربية الخاصة من أداء مهمته التعليمية علي الوجه الأكمل.