** الوزير أسعد الشيباني: - أطلقنا سياسة خارجية جديدة بعيدة عن الاستقطاب ولم نضع البلاد في أي محور أو في حالة عداء مع أي دولة - من خلال الدبلوماسية نقلنا سوريا الجديدة من الحرب إلى دولة تتطلع إلى المستقبل بأقدام ثابتة - أعدنا تصحيح العلاقة مع الصين التي كانت تقف سياسيا إلى جانب نظام الأسد البائد وتستخدم "الفيتو" لصالحه - روسيا كانت شريكة للنظام السابق وشاركت في مأساة السوريين - التعامل مع روسيا كان فيه تدرج ولم تحصل أي اتفاقيات جديدة الاتفاقيات بين روسيا والنظام السابق معلقة ولا نقبل بها - إسرائيل لديها مشروع توسعي وممارساتها تعزز عدم الاستقرار في سوريا والمنطقة - هناك فرصة تاريخية لمنطقة شمال شرق سوريا أن تكون جزءا فاعلا في هذه المرحلة أعلن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، السبت، عزمه إجراء أول زيارة رسمية إلى الصين بداية نوفمبر المقبل، تلبية لدعوة من بكين. جاء ذلك في مقابلة أجرتها قناة "الإخبارية السورية" (حكومية) مع الوزير الشيباني، استعرض فيها الرؤية الدبلوماسية الجديدة لإعادة سوريا إلى المحافل الدولية. وقال الشيباني: "أعدنا تصحيح العلاقة مع الصين التي كانت تقف سياسيا إلى جانب نظام (بشار) الأسد البائد، وتستخدم الفيتو (سلطة النقض) لصالحه". وأضاف أنه "في بداية نوفمبر المقبل، ستكون هناك أول زيارة رسمية للصين بناء على دعوة منها". وأكد الشيباني، أن سوريا "بحاجة إلى الصين في هذه المرحلة من أجل إعادة الإعمار". يأتي ذلك في إطار تحول مجرى علاقات البلدين، لا سيما أن بكين كانت من الدول الداعمة للنظام السابق، وأعلنت رفع مستوى العلاقات الثنائية معه إلى "شراكة استراتيجية"، خلال زيارة أجراها الرئيس المخلوع بشار الأسد إلى الصين في سبتمبر 2023. ** روسيا وتعليقا على العلاقات السورية -الروسية، لاسيما بعد زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى موسكو، قال الشيباني، إن "روسيا كانت شريكة للنظام السابق وشاركت في مأساة السوريين قبل معركة ردع العدوان (معركة تحرير سوريا)". وتعد تلك الزيارة الأولى للشرع إلى روسيا، منذ توليه منصبه، عقب سقوط نظام بشار الأسد، أواخر ديسمبر 2024، والذي كان يحظى بدعم روسي. وأضاف الشيباني: "كنا نخطط كيف نتعامل سياسيا مع التغيير الذي سيحصل (مع موسكو بعد إسقاط نظام الأسد)". وأشار إلى أن "التحدّي في معركة ردع العدوان كان بكيفية تحييد روسيا عن دعم النظام السابق في أي مواجهة". ولفت الوزير السوري، إلى أن "التعامل مع روسيا كان فيه تدرج، ولم تحصل أي اتفاقيات جديدة، فيما تبقى الاتفاقيات بين روسيا والنظام السابق معلقة، ولا نقبل بها". ** لبنان وفي معرض حديثه عن لبنان، قال الشيباني، إن "النظام السابق أوصل إلى لبنان وشعبه صورة سيئة لا تعبّر عن الحضارة السورية". وأعرب عن نية بلاده تصحيح العلاقة مع لبنان، قائلا: "هناك إرث لسنا جزءا منه ولا نتحمّل مسؤوليته". وعن ملف اللاجئين السوريين في لبنان، قال الشيباني، إنه "كان يشكل ضغطا على الدولة اللبنانيةوسوريا في الوقت نفسه". وأوضح أن دمشق "تريد أن تضمن عودة كريمة للاجئين السوريين في لبنان". كما تطرق إلى ملف المعتقلين السوريين بالقول: "كان على رأس أولوياتنا خلال زيارة لبنان، وحاليا تجاوزنا مرحلة القرار، وبدأنا بالأمور الإجرائية". والجمعة، أجرى وزير الخارجية السوري أول زيارة إلى لبنان يؤديها وزير بحكومة الرئيس الشرع، بعد سقوط نظام الأسد. ** الدبلوماسية السورية وعن الدبلوماسية السورية الجديدة، قال: "أطلقنا سياسة خارجية بعيدة عن الاستقطاب، ولم نضع البلاد في أي محور أو في حالة عداء مع أي دولة". وأضاف الشيباني: "استطعنا نقل سوريا من دولة كانت تحت الحرب إلى دولة تتطلع إلى المستقبل بأقدام ثابتة". وردا على سؤال بشأن مشاركة سوريا باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الشيباني، إنها "كانت ضرورية ليسمع العالم رؤية الحكومة الجديدة". ولفت إلى أن خطاب الرئيس الشرع، في الأممالمتحدة، "يحمل سياقا عاطفيا ويختصر الحكاية السورية". وبيّن أن رسالة بلاده للعالم أن "هناك بلدا طموحا خرج من رحم المعاناة ويتطلع إلى المستقبل بأمل". وتابع: "استطعنا إيصال رسالة أن الشعب السوري يريد إعادة إعمار بلده وأن تكون سوريا نموذجا مشرقا". واعتبر الشيباني، أن المشاركة في اجتماعات الأممالمتحدة كانت "بصمة تاريخية عبّرت عن الشعب السوري لأول مرة بشكل حقيقي". ** داخليا وعلى الصعيد الداخلي، أعرب الشيباني، عن شكره للشعب السوري على الثقة التي منحها للحكومة الجديدة، قائلاً: "نعده بالعمل الدؤوب والكثير من الإنجازات". وأردف: "من خلال الدبلوماسية السورية، استطعنا جلب استثمارات إلى سوريا، لكنها تحتاج إلى وقت". ووعد أن "الواقع المعيشي سيتحسّن بشكل أفضل، وسيرى السوريون هذا التحسن". ** ملف "قسد" كذلك تناول وزير الخارجية السوري ملف تنظيم "قسد"، الذي يشكّل عناصر تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي عموده الفقري في البلاد بالقول: "نجحنا في إقناع الدول التي تهتم بهذا الموضوع بأن الحل الوحيد هو اتفاق 10 مارس الماضي، لأن عدم وجود تمثيل له ضمن مؤسسات الدولة يعمق الشرخ بينهم وبين الدولة". وفي 10 مارس، وقّع الرئيس الشرع، وقائد ما تعرف ب"قسد" فرهاد عبدي شاهين، اتفاقا لدمج المؤسسات المدنية والعسكرية شمال شرقي سوريا ضمن إدارة الدولة، بما فيها المعابر والمطار وحقول النفط والغاز، وتأكيد وحدة أراضي البلاد، ورفض التقسيم، لكن التنظيم الإرهابي نقض الاتفاق أكثر من مرة. وشدد الشيباني، أن "هناك فرصة تاريخية لمنطقة شمال شرق سوريا أن تكون جزءا فاعلا في هذه المرحلة، وبالتالي فإن الشراكة مع قسد، يجب أن تتم بأسرع وقت ممكن". وأشار إلى أن "عدم التوصل إلى اتفاق مع قسد، يعرقل مصالح المدنيين، وعودة المهجّرين إلى مناطقهم". ** اعتداءات إسرائيل ومتحدثا عن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا، قال الشيباني، إن "تل أبيب أرادت أن تفرض واقعا جديدا ومشروعا توسعيا مستغلة التغيير الذي حصل في البلاد". وأشار إلى أن "إسرائيل لديها مشروع توسعي، وممارساتها تعزز عدم الاستقرار في سوريا والمنطقة". واختتم حديثه بالقول إننا "نحن نرفض أي شكل من أشكال التقسيم أو الفيدرالية، وهذا لا يحتاج إلى نقاش أو تفاوض". ورغم أن الإدارة السورية الجديدة القائمة منذ أواخر ديسمبر 2024 لم تشكل أي تهديد لتل أبيب، توغل الجيش الإسرائيلي مرارا داخل أراضي سوريا وشن غارات جوية قتلت مدنيين ودمرت مواقع وآليات عسكرية وأسلحة وذخائر تابعة للجيش. ومنذ 1967، تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت أحداث الإطاحة بالرئيس بشار الأسد أواخر 2024 ووسعت رقعة احتلالها. ومنذ 7 أشهر يحتل الجيش الإسرائيلي شريطا أمنيا بعرض 15 كيلومترا في بعض المناطق جنوبي سوريا، ويسيطر على مناطق بها أكثر من 40 ألف سوري داخل المنطقة العازلة السورية المحتلة.