تبادلت موسكو وكييف أمس، الاتهامات حول المسئولية عن كارثة الأوديسا. وحمل ديمترى بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية السلطات الأوكرانية المسئولية المباشرة عن حرائق النقابات فى الأوديسا والتى أسفرت عن مصرع 42 شخصا أمس الأول، مؤكدا أن كييف لاتتحمل المسئولية المباشرة فحسب، بل وتعتبر «ضالعة بشكل مباشر فى هذه الأعمال الإجرامية ويداها ملطختان بالدماء. وأعرب بيكوف عن قلق الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، إزاء تطور الأوضاع فى جنوب شرق أوكرانيا وتفسير الغرب له، حيث تقدم بتعازيه العميقة لأقارب وأهالى ضحايا الكارثة فى أوديسا. واعترف بيسكوف، بأن روسيا فقدت تأثيرها على قوات الدفاع الشعبى فى جنوب شرق أوكرانيا ولا يمكنها القيام بتسوية الوضع وحدها. يأتى ذلك فى وقت حذرت أجهزة الأمن الأوكرانية، من تدخل «خارجى» فى أعمال العنف الدامية فى الأوديسا، وأشارت إلى أنها جرائم «منسقة من قبل مجموعات تخريبية تنطلق من روسيا». وأوضحت فى بيان، أن الاستفزازات فى أوديسا تمت بتدخل خارجى وتم تمويلها من قبل اثنين من المسئولين السابقين فى نظام الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش الموالى لروسيا، وأن هذين الرجلين «يختبئان» فى روسيا. وأشارت السلطات المؤقتة فى كييف بأصابع الاتهام إلى سيرجى أربوزوف نائب رئيس الوزراء السابق وأولكسندر كليمنكووزير الضرائب السابق، وينتميان إلى ما يعرف ب «العائلة» وهو الإسم الذى يطلق على المجموعة السياسية المالية التى حققت نفوذها فى عهد فيكتور يانوكوفيتش. ومن ناحيتها، نفت وزارة الخارجية الروسية ما وصفته ب «أكاذيب سلطات كييف حول تزويد جهاز الأمن الفيدرالى الروسى الانفصاليين فى أوديسا بالسلاح الذى استخدم لقتل المواطنين هناك». ووصفت الخارجية الروسيةهذه المزاعم ب «الدجل والوقاحة». ومن ناحيته، وصف فيتالى تشوركين مندوب روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة، اعتداءات المتطرفين الأوكرانيين فى أوديسا، بأنها تذكر بجرائم النازيين الذين تستلهم الجماعات القومية الأوكرانية المتطرفة منهم أفكارها العقائدية، على حد قوله. وعلى الصعيد الميدانى، اعتقلت الشرطة الأوكرانية أكثر من 130 شخصا فى مدينة أوديسا الجنوبية الساحلية بعدما قتل العشرات فى حريق واشتباكات بالشوارع بين جماعات موالية لروسيا وأخرى مؤيدة للحكومة فى كييف. وفى الوقت ذاته، أكد فاسيل كروتوف رئيس مركز مكافحة الإرهاب فى أوكرانيا أن قتالا عنيفا يدور فى بلدة كراماتورسك الشرقية الواقعة جنوبى سلافيانسك معقل الانفصاليين الموالين لروسيا. وأشار إلى أن هناك إطلاق نار واشتباكات حول «كراماتورسك»، واعتبر ما يواجهونه فى «دونيتسك» وفى المناطق الشرقية ليس انتفاضة قصيرة المدى وحسب لكنها فى الواقع حرب على حد تعبيره. وفى واشنطن، دعت الولاياتالمتحدة كلا من كييف وموسكو إلى «إعادة النظام» فى أوديسا. وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فى بيان أن أعمال العنف والفوضى التى أوقعت بلا طائل الكثير من القتلى والجرحى غير مقبولة. ودعت الطرفين إلى العمل سويا من أجل إعادة الهدوء والقانون والنظام، وطالبت السلطات الأوكرانية بفتح تحقيق وتقديم المسئولين عن هذه الجرائم إلى العدالة.