وحيد حامد امتلك دائما رادارا حساسا اكتشف به ملامح الإرهاب المنظم الذى نعانى منه منذ سنوات..وكشف لنا فى اعماله كيف قام نظام مبارك بنفى اجيال واجيال من شباب هذا الوطن الى ارض اليأس. كان مسلسل »الجماعة« هو قمة الكشف عن انهيار نظام مبارك ونظام المتأسلمين فى آن واحد..فلا هذا استطاع ان يزرع الأمل ولا ذاك استطاع ان يرى ضوءا فى المستقبل. وحيد حامد الكاتب و السيناريست الكبير مزيج من الوطنية و الابداع والصدق والجرأة والشجاعة فى قول الحق وكشف المستور..ليبعد عنا طيور الظلام وغول الحقد والخسة والخيانة.. وليعيد لنا براءتنا وانسانيتنا التى دهستها الاطماع والطموحات غير المشروعة.. وحيد حامد الذى تبدو الدراما التى يكتبها وكأنها جهاز أشعة مقطعية توضح مناطق الاصابة الخطيرة فى وجدان المصريين ..يكشف و يشخص امراض الوطن بطريقة اخرى ..فى هذا الحوار يتحدث اللحظة الراهنة ..الانتخابات الرئاسية ..المناظرة المرتقبة..مخططات الاخوان..الانقسام المصري..شعبية المشير..خطرالسلفيين..السينما..الرقابة..الزعيم..الجهل فى الاعلام..وإليكم نص الحوار: صرح المرشح الرئاسى عبد الفتاح السيسى منذ ايام بأنه لا مانع من المصالحة مع الإخوان .. قى رأيك هل تجوز المصالحة والاتفاق مع من يحمل السلاح والغدر فى وجهنا؟ ما فهمته من كلام المشير هو المصالحة مع الإخوان الذين لم يرتكبوا جرائم فى حق الشعب والوطن وأيديهم غير ملوثة بالدماء، هؤلاء مكانهم داخل المجتمع مصان وهذا كلام عاقل، لكن الإخوان كتنظيم سياسى لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يعود بالسيسى أو بغيره، من زاوية أخرى لكى نكون صرحاء، لابد ان نضع فى الاعتبار اننا الان فى معركة انتخابية.. حمدين صباحى يردد نفس الشيء.. نحن الآن فى مرحلة اصطياد الأصوات، لكن دراميا.. الشخص الوحيد المطلوب من الإخوان، هو عبدالفتاح السياسي.. مطلوب تصفيته؟ هو الآن عدوهم الأول وأكثر شخص ألحق بهم الضرر.. ضررا حقيقيا، فأى شخص غير السيسى ممكن يلعب هذه اللعبة، ويضع يده فى يد الإخوان.. أما السيسى فلا. أمامنا شهر حاسم ويتم اختيار رئيس لمصر، هناك مخاوف، المشهد مرتبك جدا، هناك تهديدات، بأن الإخوان وقوى أخرى تسعى جاهدة إلى ألا نصل لهذا اليوم.. كيف ترى الامر؟ كل هذا وهم.. سيحاولون.. لكن لن يتمكنوا من ذلك، صحيح اننا نعانى عدم وجود دولة بمفهومها الحقيقى .. فالدولة ضعيفة ومفككة.. والشرطة ضعيفة وتحاول التماسك... والجيش يساعد الشرطة فى كل مكان ويده مغلولة.. وعقيدة جندى الجيش هى القتال ضد عدو خارجي، ولذلك تجد بداخله حرجا شديدا، إذا تدخل فى مسائل داخلية، من المفروض ألا نطلب من الجيش ان يفض مظاهرة ليست هذه استراتيجيته. ولكن أصبح الأمر ضرورة.. كيف ترى السباق الرئاسى الان بين السيسى و صباحي؟ ارى ان حملة الفريق السيسى حتى الآن متماسكة ولديها ثقة شديدة جدا فى الفوز ولاتنال على الاطلاق من حمدين صباحى بالرغم من ان هناك استفزازا من حملة حمدين.. مثلا الاستاذ حمدين لديه شغف ان تجرى مناظرة مع السيسى واعتقد لو تمت هذه المناظرة سيخسرها بجدارة لسبب بسيط ان حمدين ليس لديه جديد يقوله فى أى مناظرة سوى الشعارات المستهلكة ذات الكلمات الكبيرة.. العدالة الاجتماعية وقضايا الفقراء والمهمشين.. اما بالنسبة للسيسى فارى انه سيكسب المناظرة لان لديه ما يقوله بشكل جديد وسيكسب بالتلقائية والبساطة والنوايا الصادقة.انصح حمدين بألا تتم هذه المناظرة..وهناك مسألة مهمة جدا علينا ان نفكر فيها.. وهى هل عندما نختار سياسيا ..نختار الفكرة ام الشعار ؟ فى رأيى ما اسهل الشعارات !! وحيد حامد يتميز بقدرة خاصة على قراءة الواقع واستشراف القادم والتنبؤ بالاحداث ..كيف ترى الايام القادمة واحداثها وما تحمل من ازمات ومخططات خاصة بجماعة الاخوان المسلمين؟ كل هذا وارد.. طوال عمر جماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها سنة 1928، وحتى هذه اللحظة.. ليست لديها محظورات فى سبيل تحقيق أغراضها وهى مستعدة لفعل أى شئ لكى تؤكد وجودها وتحقق أهدافها، فتوقع منها أى شيء.. فهم لا يلتزمون بعهد أو وعد وكذابيون ودمويون وارى ان الخطر الكبير الذى لا نفكر فيه ولا نريد الاقتراب منه اننا شعب منقسم. هل ترى اننا كشعب منقسم ؟ أم اننا شعب كامل يواجه جماعة إرهابية صغيرة العدد؟ أرى ان الشعب منقسم بينه وبين نفسه ليس على الإخوان فقط، ولكن على أى شئ، أعتقد أن هناك موجة شديدة داخل المجتمع المصرى تجعل كل واحد يتبنى رأيا يخالف الرأى الآخر، المهم الاختلاف وخلاص، ليس هناك اتفاق.. أصبحنا كلنا سياسيين وبالذات النخبة، أصبح كل واحد جلس أمام التليفزيون ساعتين وتابع مقدم البرامج الذى يحبه، بعد يومين يصبح هو نفسه مقدم برامج ، متقمصاً شخصيته، كل شخص يبكى على ليلاه، كل واحد يبحث عن مصلحته أو مصلحة الفريق الذى يموله، ارى ان وضوح الرؤية غائب الآن فى المجتمع المصرى بين الناس..اذهبى واجلسى على »قهوة« وشاهدى اثنين يتناقشا لن تجديهما متفقين وكل واحد لديه قدرة محاولة التشبث بموقفه، ويحاول إقناع الآخر. بيفكرونى بنكتة دمها خفيف » اثنين محكوم عليهم بالإعدام، وبيسألوا كل واحد نفسك فى إيه قبل ما تعدم، سألوا الأول نفسك فى إيه قبل ما تعدم، فقال نفسى أشوف أمي، سألوا الثانى قال نفسى زميلى لا يرى أمه!«.. ترى ان المصريين غير متحدين حتى على المبادئ الأساسية؟ نعم ولا تنسى أن مجتمعنا قد تم تخريبه فكريا... عقول الناس شوهت بسبب الإخوان، والجماعات الدينية التكفيرية والسلفيين وغيرهم بثوا أفكارهم بشكل فيه تشتيت للناس... وهناك الفريق المقابل لهم الذين يطلق عليهم الليبراليون والعلمانيون وايضا هناك النخبة، وهى النخبة الوافدة إلينا من الخارج، القادم من أمريكا أو ألمانيا هؤلاء الناس الذين تم تدريبهم وتوظيفهم وعادوا الى الوطن للعب دور خائن و مشبوه جدا وهم استطاعوا التأثير فعلا، والخائن لديه قدرة غير عادية على البيع وهو يهمه مصلحته الشخصية الربح الذى سيجنيه، المصلحة التى سوف تتحقق له.. ترى مثلا أن الذين كانوا مع مبارك، هم الذين كانوا مع المجلس العسكري، هم الذين كانوا مع الإخوان، هم الموجودون الآن النصف مع حمدين والنصف الآخر مع السيسي... الأمر واضح. ما تصفه لا يحقق أى تقدم ولا يساعد على التحرك للامام؟ هل ترى بوادر انهيار؟ نعم نحن دولة تنهار، أولى علامات انهيار أى دولة إن تسمح بالخطأ وتقننه، تجعل الخطأ قانونيا ولا تستطيعين مواجهته، ارى ان البلد فى حالة من الضعف الشديد والمزري، غير قادرة على حل مشكلة كمشكلة الباعة الجائلين فى الشوارع، لسبب بسيط أن الدولة عاجزة، ثانيا الدولة لا تريد أن تغضب أحدا، ثالثا أنها تخاف من بلطجة هؤلاء.. والحكومة لا تملك أن توفر لهم مصادر رزق..هذا الوضع نتج عنه تكوين ميليشيات متنوعة ليس الاخوان فقط وانما أصحاب المصالح.. لدينا الان ايضا فئة أخرى جبارة وهم رجال الأعمال، وهؤلاء غيلان متوحشة، لا يهمهم إلا مصلحتهم فقط، بدليل نفوذهم وقوتهم.. هم قادرون على لى ذراع الدولة ونجد أخيرا تصريحات من الحكومة بالموافقة على استخدام الفحم فى الصناعة ويبارك الامر رجال الاعمال. ؤلا يقلل الهجوم المنظم من البعض وخاصةالاخوان على شعبية السيسي؟ طبعا السيسى تتم محاربته من جميع التيارات الإسلامية بمن فيهم التيار السلفي... السلفيون دائما يظهرون غير ما يبطنون،و هم خطر داهم على سلامة هذه الأمة وعلى الدين الإسلامي. . هل تتوقع صداما مع السلفيين؟ أعتقد انه سيحدث صدام معهم, لسبب بسيط جدا.. التخلى عن وسطية الإسلام.. هم أصل المشاكل وأساس الفرقة.. لماذا يحاربون الأزهر ؟ لأنه وسطى وهم حاولوا سنوات وسنوات تهميش دور الأزهر فى المجتمع . الضجة التى اثارها فيلم حلاوة روح.. هذا الفيلم الذى تخطى كل الخطوط الحمراء والذى يهدف الى تشويه المجتمع المصرى ويظهره كما لو كان مجتمعا شهوانيا متجاهلا أن الرسالة الحقيقية للفن تكمن فى محاربة سلبيات المجتمع لا تدعيمها وإظهار ملامح قبحها..ما تعليقك على الازمة؟ المجتمع كله يعانى حالة انفلات كاملة.. أخلاقى وغير أخلاقي... الحالة الاقتصادية الصعبة للمصريين دمرت منظومة الاخلاق... واصبح للاسف ثقافة التسول هى التى تسيطر الان على المجتمع المصرى ويجب ان نقضى عليها تماما . ويحل محلها ثقافة العمل ..غالبية الاقتصاد المصرى اقتصاد طفيلي... سمسرة، وتسول.. المجتمع وإعلامه قننا التسول. إعلانات كثيرة فى التليفزيون تنادى :المستشفى الفلاني، الجمعية الفلانية.. إحنا جبنا جاموس.. أو جبنا بقر، اليس هذا نوعا من التسول؟؟ مثلا هناك اعلان لمؤسسة خيرية ,فى رأيى انه اعلان يحفز من لا يملك على قتل من يملك.. وفى الغفلة التى نعيش فيها لم نر أحدا يقول إن الإعلان ضد السلام الاجتماعي..« الإعلان أظهر ولدا معدما، يقول أنا مباكلش كتير علشان باعمل رجيم، وأنا فطارى كذا... وتريقة وسخف لا حدود له«..هذا الاعلان يرسخ الانقسام داخل المجتمع ..يحث الفقير على كراهية الغنى وعلى جرح كرامته الانسانية.. التجارة بآلام الناس يجب أن تنتهى فورا.. هل ترى ان هذا الفيلم سيحدث شرخا فى المجتمع او سيتسبب فى موجة جديدة من الانحراف؟ لا يوجد فيلم يحدث شرخا فى المجتمع!! أنا لم أشاهد الفيلم ولذلك رأيى فى المسألة من الأول والكل كان يزايد.. المدافعون عن الأخلاق والمبادئ ومناصرون حرية الابداع والفن والخيال ..لكن كل المختلفين اتفقوا على أمر واحد وهو ان هذا الفيلم لا يستحق كل هذه الضجة.. وانه فيلم رديء، ، ولذلك كان رأيى إن تكون مرجعيتنا للقانون، لأن القانون يحسم كل شيء الرقابة لها قانون وهى صاحبة الحق الأول فى إجازة الفيلم أو عدم إجازته، ولها الحق فى سحب الفيلم من دور العرض، وتصدر الترخيص الذى تراه دون تدخل من أحد، لأن هذا هو قرار الرقابة... الرقابة تحمى المبدع، عكس البعض الذى يطالب بالغاء الرقابة الرقابة مهمة جدا وموجودة فى بلدان كثيرة جدا. كيف ترى السينما المصرية الآن؟ لا يوجد سينما فى السنوات الأخيرة ، وهذا ما يحزنني، السينما شيء مهم جدا وتأثيرها مباشر على المجتمعات وخصوصا بعد انتشار القنوات الفضائية التى تعيش على تراث السينما المصرية وعلى الأفلام القليلة الجديدة. فى مسلسل الجماعة من تأليفك.. حوار بين عزت العلايلى ويسرا اللوزي«اوعى تفتكرى ان الاخوان اختلفوا عن الحزب الوطنى او اى حزب تاني.. دول زى روايات نجيب محفوظ .. خناقة فتوات على حكم الحارة .. واحنا اللى بنهتف للكسبان »اسم الله عليه« الحكومة يابنتى بتصنع الام الناس والاخوان والاحزاب بيتاجروا بآلام الناس ، لكن مفيش حد مع الناس فعلا« فى رأيك إلى متى ستتاجر الحكومة بآلام الناس ومتى سيأتى الرئيس او القائد الذى يكون همه رجل الشارع البسيط ؟؟ هذا قائم حتى هذه اللحظة كيف نضع حلا لهذه المأساة؟ هناك بلاد حالها كان أسوأ من حالنا بكثير، الآن أصبحت فى الصدارة، لأن الناس أدركت الخطورة، لابد ان ندرك أننا أن لم تعمل فلن نجد ما نأكله، ولابد أن يدرك المسئول ذلك، إن لم تكن لديه قدرة على اتخاذ القرار وتنفيذه سيستمر الوضع على ما نحن عليه.. لدينا مشاكل كثيرة جدا.. فساد و بيروقراطية وبطالة.. أريد أن أقول إن 10% فقط من الشعب المصرى على احسن تقدير خال من الأمراض، وال 90% مصابون بامراض الكبد أو المرارة أو السكر أو الضغط والبلاوى الكثيرة، لكى يتم مواجهة كل هذه المشاكل فلابد ان يكون الحاكم غير راغب فى شيء من هذه الدنيا، ويهب نفسه للبلد، ويفرض سيادة القانون وينفذه ويطبقه، حتى لو أضر بالكثير والكثير.. فى فيلم طيور الظلام«يقول: طيب فليبق الحال على ما هو عليه خصوم فى القضية وأصدقاء فى الواقع عادل إمام: بلاش نضحك على بعض يا علي، مفيش صداقة أبدا مع خصومة ، اتنين ديابة لا يمكن يعيشوا فى قفص واحد مع بعض. الآن ديابة الحزب الوطنى والاخوان فى السجون،ومعهم أصحاب المصالح فى رأيك هل سيتسلل الديابة مرة اخرى للحياة السياسية وهل لهم مستقبل ؟ هم موجودون ويلعبون ألعابهم القذرة.. هناك مثل يقول عندما نتكلم فنحن أصحاب مصالح، كل الناس عندنا تصطدم بمصالحهم لا يرون إلا أنفسهم، ولذلك لا تقولى لى فلول ولا حزب وطنى ولا غيره.. أنت قلت لفظا مهما جدا »أصحاب المصالح« أصحاب المصالح سواء »إخوان أو حزب وطنى أو تيار شعبي« المهم مصلحته.. يوم أن يتجرد هؤلاء من مصالحهم وينظرون لمصلحة الوطن فإن الحياة ستتغير فى مصر. من الحكايات البسيطة القديمة التى كانت الجدة تحكيها للأحفاد ، حكاية الرجل الذى كانت لديه فرخة تبيض بيضة ذهب، كل يوم يذهب يأخذ البيضة الذهب وبعدين وفجأة وسوس له الشيطان لذبحها ليحصل على كل الذهب الموجود بداخلها..«،، هذه الحكاية تنطبق على مصر..نحن اليوم نفعل ذلك بمصرنا.. نحن نستنزف الوطن، ونستنفذ موارد الوطن وحضارته ، ونعمل على تجريف ثقافتة ومشكله مصر بالنسبة لأهلها.. انه لم يتبق هناك شئ مهم نخاف عليه، هذه هى الحقيقة. أين الأمل دراميا؟ نحتاج لزعيم مستعد للتضحية ومستعد للاستشهاد، خليط من مانديلا و جمال عبد الناصر وغاندي.. زعيم صاحب رؤية ومعجون بالوطنية.. لكن هذا الزعيم ستحاربه القوى الداخلية الخارجية التى لا تريد النهوض بمصر؟ كل الزعماء والرؤساء الوطنيين تمت محاربتهم بشكل بشع.. فى رأيى لو كل واحد اعتبر ان مصر هى بيته الخاص وعليه رعايته مشكلتنا ستنتهي. ايضا - مشهد النهاية ايهما سيفوز بالكرة، كان لديك الكثير من استشراف المستقبل وكنت تتوقع ان الاخوان أو الحزب الوطنى كل منهما كفيل بتدمير الوطن؟ هذا ما كشفت عنه الأيام أنا شخصيا إلى عهد قريب جدا لم أكن أتصور أن جماعة الإخوان المسلمين كما تبدو الآن . سد النهضة سيحرم مصر من المياه.. والحرب سيناريو مطروح..هل هناك تهاون فى التعامل مع هذه الازمة؟ خاصة مع التصريحات الإثيوبية فى الآونة الأخيرة؟ تصريحات فى منتهى العدوانية.. سد النهضة هذا كارثة كبرى على كل المصريين، وأتوقع أنه قد تكون هناك حرب لأنه لا يوجد حل له. ما تقييمك لدور الإعلام القومى والخاص فى هذه المرحلة الصعبة فى عمر الوطن؟ اولا أغلب القنوات الفضائية وراءها رجال أعمال ورجال الأعمال وراء مصالحهم بالدرجة الأولى ووراءهم مصالح شركائهم أو أسواق سلعهم، ثانيا مع تضارب المصالح ظهرت البلبلة.. وفى النهاية أغلب هذه القنوات وأكثرها شهرة هى قنوات مثقلة بالديون وتسعى وراء الإعلانات،ولا أعلم كيف هى مستمرة؟.. فى رأيى هناك قوى خفية تحرك تلك القنوات أى أن هناك تمويلا، وقبل القنوات الفضائية كانت هناك الصحف.. صحيفة تتحدث باسم رجل الأعمال الفلاني.. صحيفة تتحدث باسم الدولة الفلانية أو الزعيم الفلاني... المسائل تتطور الأول كان جرنال، الآن قناة فضائية فيما بعد القمر الصناعي. هناك اتهام يوجه للغالبية وهو انهم لا يلتزمون بميثاق المهنة؟ الإعلام له مهمتان: التنوير والترفيه، جميع القنوات المصرية تتحول فى المساء الى منابر سياسية صوتها عال وزعيق هذا خطأ.. يجب مراعاة حق المواطن فى تقديم له ثقافة وترفيه له.. لكن للاسف تتسابق هذه المحطات فى عرض المسلسلات الأكثر انحطاطا.. لماذا؟ السبب هو مخاطبة طبقة معينة من الجمهور الذى يريد المنتج استقطابها ليستقطب الاعلانات .. ما اخبار فيلمك الجديد؟ الفيلم دعوة صريحة «لكسر انكسار الانسان«على الانسان، ان ينفض داخليا وخارجيا الاستسلام للواقع مهما كان مرا..وذلك فى اطار كوميدي. هل كل انسان يستطيع اذا تعرض للكسر الداخلى ان يلملم نفسه ويجبر هذا الكسر مهما كانت درجة الهزيمة والخسارة؟ طبعا.. اليابان تم ضربها بقنبلتين ذريتين لكنها استطاعت النهوض..وعلى المستوى الشخصي..اتذكر بيت شعر لخالد بن صفوان من شعراء العصر العباسى الاول: أخْلِقْ بذى الصَّبرِ أن يحظى بحاجتِه ومُدمِن القَرْعِ للأبوابِ أن يَلِجا الصابر يظفر بحاجته والمثابر على قرع الباب لا بد أن يدخل البيت هذه الكلمات تؤكد ان كل انسان يصبر على ما يريد لابد انه سيناله بالمجهود والمثابرة..ومن يطرق على باب لابد أن يفتح.. لابد ألا نلجأ لليأس ابدا ونظلم انفسنا ونظلم حاضرنا ومستقبلنا ونحن نردد العبارة المشئومة »مفيش فايدة« التى تنسب للزعيم سعد زغلول ,اعتقد ان مثل هذا الرجل لم يكن يفكر هكذا.. رسالة الفيلم جميلة ومهمة فى وقت يعانى نصف المصريين انكسارا ما بشكل ما؟ فى رأيى أكثر من نصف المصريين يعانون الانكسار..ابسط الامثلة ..من أحب وفقد حبه مهزوم ,من فقد حلمه مهزوم من فقد احبابه..صحته..كرامته..عمله..امواله..كل هؤلاء لديهم شعور بالانكسار..