تراجع سعر السكر والأرز والسلع الأساسية بالأسواق اليوم الجمعة 19 أبريل 2024    صندوق النقد الدولي يزف بشرى سارة عن اقتصاد الدول منخفضة الدخل (فيديو)    إيران.. عودة الرحلات الجوية لطبيعتها إلى مطار مهرآباد في طهران    رغم الإنذارين.. سبب مثير وراء عدم طرد ايميليانو مارتينيز امام ليل    بعد عبور عقبة وست هام.. ليفركوزن يُسجل اسمه في سجلات التاريخ برقم قياسي    توقعات بطقس شديد الحرارة اليوم مع نشاط حركة الرياح    مفاجأة | كولر يستقر على هجوم الأهلي أمام مازيمبي في دوري أبطال إفريقيا    اليوم.. وزارة الأوقاف تفتتح 8 مساجد    الطيران الحربي الإسرائيلي يستهدف منطقة شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة    موعد مباراة جنوى ولاتسيو في الدوري الايطالي    أسعار الأسماك واللحوم اليوم 19 أبريل    بعد تعليمات الوزير.. ما مواصفات امتحانات الثانوية العامة 2024؟    مخرج «العتاولة»: الجزء الثاني من المسلسل سيكون أقوى بكتير    شريحة منع الحمل: الوسيلة الفعالة للتنظيم الأسري وصحة المرأة    الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المتحدة    نجم الأهلي السابق يفجر مفاجأة: وجود هذا اللاعب داخل الفريق يسيئ للنادي    طلب إحاطة في البرلمان لإجبار أصحاب المخابز على خفض أسعار "الخبز السياحي"    «ستاندرد أند بورز»: خفض التصنيف الائتماني لإسرائيل مع نظرة مستقبلية سلبية    محمد بركات: «فيه حاجة غلط في الإسماعيلي»    حظك اليوم برج العذراء الجمعة 19-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    سوزان نجم الدين تتصدر تريند إكس بعد ظهورها مع «مساء dmc»    فاروق جويدة يحذر من «فوضى الفتاوى» وينتقد توزيع الجنة والنار: ليست اختصاص البشر    تقارير أمريكية تكشف موعد اجتياح رفح الفلسطينية    هدي الإتربي: أحمد السقا وشه حلو على كل اللى بيشتغل معاه    ملف رياضة مصراوي.. ليفربول يودع الدوري الأوروبي.. أزمة شوبير وأحمد سليمان.. وإصابة محمد شكري    مسؤول أمريكي: إسرائيل شنت ضربات جوية داخل إيران | فيديو    أسعار العملات الأجنبية اليوم الجمعة.. آخر تحديث لسعر الدولار عند هذا الرقم    عز بعد الانخفاض الجديد.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 19 إبريل بالمصانع والأسواق    3 ليال .. تحويلات مرورية بشارع التسعين الجنوبي بالقاهرة الجديدة    منهم شم النسيم وعيد العمال.. 13 يوم إجازة مدفوعة الأجر في مايو 2024 للموظفين (تفاصيل)    شاهد.. نجوم الفن في افتتاح الدورة الثالثة ل مهرجان هوليود للفيلم العربي    محمود عاشور يفتح النار على رئيس لجنة الحكام.. ويكشف كواليس إيقافه    تعديل ترتيب الأب.. محامية بالنقض تكشف مقترحات تعديلات قانون الرؤية الجديد    #شاطئ_غزة يتصدر على (اكس) .. ومغردون: فرحة فلسطينية بدير البلح وحسرة صهيونية في "زيكيم"    البابا تواضروس خلال إطلاق وثيقة «مخاطر زواج الأقارب»: 10 آلاف مرض يسببه زواج الأقارب    انهيار منزل من طابقين بالطوب اللبن بقنا    متحدث الحكومة: دعم إضافي للصناعات ذات المكون المحلي.. ونستهدف زيادة الصادرات 17% سنويا    والد شاب يعاني من ضمور عضلات يناشد وزير الصحة علاج نجله (فيديو)    الجامعة العربية توصي مجلس الأمن بالاعتراف بمجلس الأمن وضمها لعضوية المنظمة الدولية    انطلاق برنامج لقاء الجمعة للأطفال بالمساجد الكبرى الجمعة    الإفتاء تحسم الجدل بشأن الاحتفال ب شم النسيم    إصابة 4 أشخاص فى انقلاب سيارة على الطريق الإقليمى بالمنوفية    سكرتير المنيا يشارك في مراسم تجليس الأنبا توماس أسقفا لدير البهنسا ببني مزار    أحمد الطاهري يروي كواليس لقاءه مع عبد الله كمال في مؤسسة روز اليوسف    وزير الخارجية الأسبق يكشف عن نقاط مهمة لحل القضية الفلسطينية    دعاء السفر كتابة: اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ    دعاء للمريض في ساعة استجابة يوم الجمعة.. من أفضل الأوقات    النشرة الدينية.. هل يجوز تفويت صلاة الجمعة بسبب التعب؟.. وما هي أدعية شهر شوال المستحبة؟    بسبب معاكسة شقيقته.. المشدد 10 سنوات لمتهم شرع في قتل آخر بالمرج    جريمة ثاني أيام العيد.. حكاية مقتل بائع كبدة بسبب 10 جنيهات في السلام    طريقة عمل الدجاج سويت اند ساور    شعبة الخضر والفاكهة: إتاحة المنتجات بالأسواق ساهمت في تخفيض الأسعار    دعاء الضيق: بوابة الصبر والأمل في أوقات الاختناق    نبيل فهمي يكشف كيف تتعامل مصر مع دول الجوار    بسبب أزمة نفسية.. فتاة تنهي حياتها بالحبة السامة بأوسيم    فيتو أمريكي يُفسد قرارًا بمنح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة    أخبار 24 ساعة.. مساعد وزير التموين: الفترة القادمة ستشهد استقرارا فى الأسعار    فحص 1332 مواطنا في قافلة طبية بقرية أبو سعادة الكبرى بدمياط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وحيد حامد ل«الوطن»: غضبت جداً من «هيكل» عندما قال «السيسى لا يحتاج لبرنامج».. لأ يا أستاذ لن ننتخبه «عشان جمال خطوته»
الكاتب الكبير: «يناير» ثورة شعبية سرقها الإخوان.. وبها قدر من المؤامرة

يملك الكاتب والسيناريست وحيد حامد رؤية وبعد نظر وشجاعة يفتقدها كثيرون من النخبة، فالرجل الذى واجه عبر أفلامه ومسلسلاته ثلاثية «الإرهاب والفساد والإخوان» يلعب الوقت والأحداث فى صالحه لتتكرر مشاهده التى نسجها من واقع قرأ تفاصيله من قبل ولم يتراجع عنه.
ظل المصريون يواجهون الإخوان ويتذكرون مسلسلات وأفلام وحيد حامد، أما هو فتفرغ لمواجهة الجماعة حتى بعد ثورة 25 يناير، ورغم هجومهم الغاشم عليه ظل صامداً ثابتاً.
اتهم «مرسى» بأنه عميل لأمن الدولة قبل وصوله للرئاسة بأيام، ولم ينتظر أن يمنحه الفرصة، كما فعل البعض، لأنه يعرف ماضيهم جيداً، وكتب فى جريدة «الوطن» مقالاً هو الأعلى قراءة على موقعها حتى الآن بعنوان «إلى السيد الدكتور الحاج محمد مرسى العياط» وصف فيه عملية رئاسته لمصر بأنها تمت فى زمن الهوان والانكسار والفرقة والتمزق.
وحيد حامد يتعامل مع الواقع المؤلم بمشرط الجراح، ويميل إلى الاستئصال وليس إلى جراحات الترقيع أو التجميل، وبالمنطق نفسه يتعامل مع مشكلات مصر الآن.. وإلى الحوار.
■ كيف ترى المشهد السياسى فى مصر حالياً؟
- المشهد بالنسبة لى -وبصدق شديد- مربك جداً، أحياناً تعتلينى موجة تفاؤل لكن سرعان ما تتبدد، بحكم الأوضاع التى أراها، دعك من الناس التى تحاول تجميل الواقع لكن نحن نعيش واقعاً أليماً.
■ رغم زوال الإخوان؟
- أنا لا أعتبر الإخوان زالوا حتى هذه اللحظة، بدليل أنهم ما زالوا يمارسون أنشطة إرهابية مؤثرة، وأنا أعلم أن هناك خلايا نائمة كثيرة جداً وأن هناك من المرائين من يظهر أنه معك وفى الواقع هو مع الإخوان، وفى لحظة واحدة قد يكشف عن حقيقته أو يغير اتجاهاته، هذا واضح الآن، حيث يعيش بيننا عناصر إخوانية، كانت تعلن إخوانيتها بوضوح تام، والآن موجودة فى الحياة وتتبجح.
■ نفهم أن هناك «حالة» تسبب لك حالة من الاستفزاز؟
- لا ليست حالة واحدة دى حالات، ونماذج كثيرة موجودة، وتحولاتها، أعدلك مين ولا مين؟
■ هل ترى أن النظام بعد 30 يونيو تقاعس فى مواجهة الإخوان؟
- من الظلم أن نقول إنه تقاعس مع الإخوان، الخيار كان صعباً جداً، والقضاء على الإخوان كان يستدعى مجزرة مثل «مذبحة القلعة» التى نفذها محمد على ضد المماليك، وهذه مسألة تصعب تماماً إنسانياً أولاً وسياسياً ثانياً، فليس فى الإمكان أبدع مما كان، إنك تتعامل مع هذا العنف بنفس العنف الذى يصدرونه إليك، لكن أذكر شيئاً مهماً، وأنا أجهز للجزء الثانى من الجماعة، وتحديداً فى سنة 49 كان عدد الإخوان فى السجن أيام النقراشى 340 لما قتل النقراشى وجاء إبراهيم عبدالهادى، ووصل عدد المعتقلين من القيادات فى السجون المصرية إلى حوالى 2000، يومها تنبأ الجميع أن الجماعة انكسرت بعد موت حسن البنا، لكن لم يحدث هذا، الجماعة وقفت على رجلها وعادت أخطر من أيام البنا وأشد عنفاً وخطراً وكل يوم يمر عليها كانت تكتسب أرضاً جديدة، الإخوان لم يقض عليهم على الإطلاق، والآن تحديداً يتلقون العون من دول كبيرة وصغيرة وتأتيهم أموال وتوجيهات واستطاعوا أن يصنعوا كائناً سياسياً يستطيع أن يحرك الأشياء، وهنا أسأل بدورى: لماذا يعتمد الأمريكان على الإخوان؟ والإجابة لأنهم يستطيعون أن يصنعوا قلاقل هنا وهناك ويمارسوا ضغوطاً.
■ كيف ترى حل معضلة الإخوان فى ظل حديث البعض مجدداً عن المصالحة؟
- أى شخص يتحدث عن المصالحة يجب أن يُقطع لسانه، وهو بصدق شديد لا يريد الخير لمصر، أولاً لكى تحدث المصالحة يجب أن يمنع الإخوان العنف تماماً، وأن تتوب الجماعة عن العنف، وعن فرض الرأى بالقوة، دون التنازل عن مساءلة من أجرم قضائياً، لا بد أن يقبل الإخوان بهذا وأن تنخرط فى المجتمع، فالشعب المصرى من قبل الإخوان كان مسلماً وفى عهد الإخوان كان مسلماً، ولا نعرف الإسلام المتشدد، مرجعيتنا الإسلام الوسطى الذى يقره الأزهر الشريف أو القرآن والسنة، كيف أقبل بمصالحة وأنت كل يوم تهدد أمنى وتقتل أبرياء، وتخرب منشآت الدولة وتتعمد الإساءة لسمعتها داخلياً وخارجياً، «إيه المصالحة دى؟».
■ كيف ترى الحل؟
- الحل لن يأتى بين يوم وليلة، يجب عزل القيادات الإخوانية القديمة الموجودة فى الخارج والداخل عن المجتمع تماماً، وأن تهتم بالشباب الذين تلوثت عقولهم بالأفكار الإخوانية؛ عليك أن ترعى هؤلاء.
■ أنت تتحاور مع هؤلاء؟
- مش أتحاور، أتحاور مع إيه، باقولك تهتم بالناس دى عشان تغير فكرها تديها الثقافة المظبوطة.
■ والحل مع الإخوان؟
- أولاً العناصر الإجرامية والعناصر العنيفة فى الإخوان التى ارتكبت جرائم والتى فى نيتها ارتكاب الجرائم، يجب الخلاص منها، وغالباً هذا النوع هو المستفيد من الجماعة مادياً، له تجارة أو صناعة له منصب، ممول يعنى، أما الذين يعتنقون فكر الجماعة عن قناعة هؤلاء الذين يجب أن نرعاهم ونوضح لهم الإسلام الصحيح، والأمور الوطنية الصحيحة.
■ هل يمكن أن نقول إن إقصاء الفكرة الإخوانية هو الحل؟
- أنا مع إقصاء فكر الإخوان تماماً، دى فكرة ملغية تماماً، ولا تكون هناك جماعة اسمها الإخوان لا للدعوة ولا السياسة.. أمريكا التى تناصر الإخوان الآن كان عندها جماعة تناهض السود، هل مسموح بوجودها الآن، لا يمكن أن تزرع فى المجتمع بمعنى آخر، وجود الجماعة فى الأرض المصرية، كمن يزرع فى حقل القمح خشخاشاً أو «بانجو»، عايزين إسلام، نشوف الإسلام بيقول إيه عندنا، المجتمع المصرى أصابته حمى الجماعات الإسلامية.
■ هناك كلام الآن بعودتهم للدعوة من جديد؟
- دعوة إيه؟ هذه ليست مهمتهم، بل مهمة الأزهر، وأنت غير مصرح لك بالدعوة، الدعوة يجب أن يتولاها رجال الدين الذين درسوا علوم الدين، بأى شكل تبقى مسئول عن الدعوة، تدعو الناس بإيه، مهندس ماله ومال الدعوة.
■ وهل يأمن لهم المجتمع مرة أخرى ولا يخاف أن يتسربوا من خلال الدعوة للسياسة؟
- المجتمع لن يأمن لهم، لكنى لا أريدهم، أريد من يتكلم باسم الدين هو دارس الدين، هل يمكن تقبل محام لم يتخرج من كلية الحقوق، فيه طبيب يمارس الطب من غير ما يبقى معاه كارنيه؟
■ هل تتوقع ارتداد أى من المنتمين للجماعة عن أفكارها خلال الفترة الماضية؟
- لا، حتى من يخرجون ويقولون إنهم منشقون، لا أثق فيهم، فمن انشق عن الجماعة وخرج منها انشق لأن الجماعة لم تلب رغباته وطموحاته.
■ تقصد عبدالمنعم أبوالفتوح؟
- أقصدهم جميعاً، هو انشق ليه؟ لأن الجماعة لم تلب طموحه، سواء فى منصب أو فى مال، جميعهم دون استثناء.
■ لكن منهم أشخاصاً كان لهم دور فى كشف الإخوان وقت حكمهم مثل الهلباوى ومختار نوح والخرباوى؟
- بص، كلهم تركوا الإخوان من قبل الثورة لأسباب شخصية، إنما من ترك الإخوان عن قناعة فكرية حقيقية فهذه مسألة تانية بقى، الناس لا تعرف ما الذى يفعله الإخوان لتجنيد العضو الذى يخضع لتدريبات ومراقبات وتقارير عجيبة جداً.
■ والمتعاطفون؟
- الإخوان كانوا بينجحوا فى الانتخابات على أنهم «ناس بتوع ربنا»، مش بس زيت وسكر، ومن ساعد على وجود الإخوان بكثافة وجود الفساد بكثافة، رغم أن الفساد فى الإخوان هو نفس الفساد، لكن يختفى وراء مظهر دينى، لكن الناس كلها طوال سنوات مريرة جداً من الحزب الوطنى وقبل منه الاتحاد القومى والاتحاد الاشتراكى وكل التكتلات السياسية العفنة الزائفة، ساعدت الناس أن ترى فى الوجوه الإخوانية مخرجاً، لكننى لا أطعن فى دين أحد أو فى تقواه.
■ ما الذى سيفعله الإخوان خلال الفترة المقبلة؟
- هيصعدوا العنف، لكنه سيتراجع، لأنه حتى لو تملك القوة والإرادة على مزيد من العنف ستزيد نسبة الكراهية لهم فى الشارع، وهم أذكى من ذلك.
■ هم أذكى من ذلك، أم أنهم ليس لديهم ما يخسرونه فى ظل وجود قيادات فى السجون؟
- لا.. الناس فى السجون والعنف مستمر، وهو دليل أن الجماعة مستمرة، وهذا ما حدث أيضاً فى الفترة الأولى لحسن البنا، ناس تدخل السجن وناس تشتغل.
■ كتبت عن الإخوان كثيراً وقرأت عنهم أكثر.. هل توقعت مشهد العنف؟
- العنف موجود من زمان، وهم لم يتنازلوا عنه منذ أيام حسن البنا، الناس التى نسفت شركة الإعلانات المصرية، الناس التى نسفت حارة اليهود، الناس التى حرقت الأقسام.. أولاً الأقسام اللى تم حرقها دى طبق الأصل من الخطة اللى تم بها حرق أقسام القاهرة سنة 48 لم يتغير شىء، من سنة 1942 وجماعة الإخوان عندها الجيش الخاص بها وهو التنظيم السرى، لما انت جماعة إسلامية وبتقولى الدعوة بتعمل جيش ليه؟
■ قد يقولون نناهض الاحتلال؟
- لا، لم يناهضوا الاحتلال، وحتى لو سلمنا بذلك، هو معنى إنك ترمى قنبلة فى قطار به عساكر إنجليز تبقى ناهضت، لأ مش مرة كده وخلاص، أنا أعرف العمليات اللى عملوها كام عملية، واحد فخخ عربية برتقال؛ وقف قدام معسكر إنجليز ووقف العساكر يشتروا منه، وسابها ومشى فانفجرت، هو كده يبقى ناهضت؟
■ هل توقعت تحالفهم مع القاعدة والجماعات الإرهابية؟
- هذه هى الخطيئة الكبرى لأنها كشفت عن الوجه شديد القبح، وأنهم جماعة إرهابية أنا لا أنتظر دولة تقولى إرهابية ولا لأ، أفعالهم وتحالفاتهم أمامى، قل لى من هم أصدقاؤك أقولك من أنت.
■ أنت مختلف مع ما يقوله النخبة من أن خيرت الشاطر ومجموعة القطبيين هم من ضيعوا الجماعة؟
- لا، ده جزء موجود وأساسى وليس هو كل شىء.
■ هناك من يفصل بين سيد قطب وحسن البنا؟
- لا، سيد قطب امتداد طبيعى لحسن البنا، الفرق أن «قطب» عنفه وتكفيره ظاهر، و«البنا» كان نفس منطق سيد قطب لكن فى الخفاء، اقرأ تعاليم البنا، ستجده محرضاً على العنف والتكفير وكل شىء، وكان من النوع الذى يدس السم فى العسل، وجاء سيد قطب ونفذ لكن بوضوح، لكن هما مدرسة واحدة.
■ وخيرت الشاطر امتداد لهما أيضاً؟
- كلهم مدرسة واحدة.. وخيرت الشاطر تحديداً يكاد يكون هو المستفيد الأول من وجود جماعة الإخوان لتجارته ومؤسساته الاقتصادية، إمبراطورية الشاطر لن تكون إلا فى وجود جماعة الإخوان، فالإخوانى من يومه مستعد يشارك فى مصنع كبير جداً ويموله ويبقى هو صاحبه ويبقى باسم على أو محمد، ومستعد أن يكون صاحب دكان بقالة صغير أو محل حلاق صغير، للعلم كان عند الإخوان مثلاً دكاكين وورش أى حاجة، وممكن واحدة بتبيع فجل على ناصية الحارة يكون تمويلها من الإخوان وبتورد لهم.
■ كانت لك مقولة قبل الإخوان أو أثناء حكمهم، قلت مصر مش هتفوق إلا بشوية دم؟
- ما هو بيحصل أهو.. أصل مفيش حاجة ببلاش، مفيش حرية ببلاش، مفيش خلاص من عدو ببلاش، هل تتوقع وأنت تواجه عدواً أن يقول لك أهلاً وسهلاً؟
■ أنت ترى الإخوان عدواً واضحاً؟
- طول عمرهم عدو واضح.
■ البعض ما زال يقول عنهم فصيلاً وطنياً؟
- دول «مخنثين»، اكتبها كده أنا ميهمنيش، عايز واحد يجيب لى حكومة واحدة من أيام الملك فاروق حتى الآن اتفقت مع الإخوان على الإطلاق.
■ السادات؟
- ورجع ندم وفى الآخر لطم وقتلوه، سراج الدين لما كان وزير داخلية جاب حسن البنا وقاله أبوس إيدك عايز تشتغل سياسة اعمل حزب، ورفض لأنه كان ضد الأحزاب، وعايز يقضى على كل الأحزاب، خلافاتهم مع كل الحكومات، إذن أنتم كيان شاذ.
■ لكن هم اتفقوا مع الإنجليز والسعوديين وقطر وأمريكا؟
- شوف اتفقوا مع أمريكا أيام الملك واتفقوا مع الإنجليز وأول دعم أخدوه كان من الإنجليز ساعة تأسيس الجماعة فى الإسماعيلية، وحطوا إيدهم فى إيد كل حاجة.
■ يعنى انت متفق مع د.عمرو عبدالسميع فيما كتبه عن أن موضوع بريطانيا مجرد تمويه لأنها هى التى ترعاهم؟
- ربما، وربما تكون لعبة سياسية لأن بريطانيا عليها ضغوط والاقتصاد بيحكم العالم، والعالم كله فى أزمة اقتصادية وإذا كانت حصلت ضغوط من السعودية أو من الخليج على بريطانيا ممكن تكون مسألة شكلية، وممكن تكون لعبة لصالح الجماعة، وبعد فترة التحقيق يطلع لك أنهم جماعة سلمية وتسعى للخير، يعنى يطلع لك التقرير يضربك انت، أشك فى الحكاية.
■ عندما وصلوا للحكم كانوا متوافقين مع إسرائيل؟
- مكنش فيه أحلى من كدا.. أحلى سنة عاشتها إسرائيل هى سنة حكم الإخوان.
■ رغم أن جزءاً كبيراً من شعبيتهم اكتسبوه من المتاجرة بالقضية الفلسطينية و«خيبر خيبر يا يهود»؟
- لا.. إحنا نتاجر بالكلام، سهل إنى أتاجر بالكلام وأرفع الشعارات، فى سنة 49 صحفى مراسل «نيويورك تايمز» قال جملة مهمة عن المصريين ما زالت سارية حتى هذه اللحظة، قالك المصريون لا يهتمون بالبرنامج لكن يهتمون بالشعار، المصريون عندهم ولع بالزعيم وليس برنامج الزعيم، لذلك غضبت جداً من الأستاذ هيكل لما طلع من أسبوع وقال إن السيسى مش محتاج برنامج، لأ يا أستاذ هيكل، لقد أخطأت فى حقنا وحق السيسى، لن ننتخب السيسى «عشان جمال خطوته»، هننتخب السيسى عشان البرنامج اللى هيقدمه لينا، فلذلك حرص الإخوان على إطلاق الشعارات، الإسلام هو الحل، النهضة إرادة شعب، قولى هتحل بالإسلام إزاى؟
■ كيف وصل الإخوان للحكم؟
- وصلوا للحكم عن طريق 3 أشياء، أولاً.. لا ننكر على الإطلاق وجود حالة من التعاطف مع الإخوان وقتها لكن هذا التعاطف لا يؤدى إلى الفوز بأى حال من الأحوال، لكن كانت هناك مؤامرة داخلية وخارجية لوصول الإخوان للحكم، أمريكا كان لها دور كبير جداً، ومارست «الولية الملعونة السفيرة اللى مشيت» دوراً كبيراً جداً من العنف، والضغط على المجلس العسكرى والإرادة المصرية، ثانياً المسألة كان فيها تزوير واضح، وأنا مش عارف ليه البطء الشديد جداً فى أحكام القضاء فى هذه القضية تحديداً، أحمد شفيق مش جاى، بس نعرف أنهم جم بالتزوير، السبب الثالث المضللون ودول نوعيات كتير جداً، ينتمون للخلايا النائمة الأمريكية والتابعين للأمريكان والتابعين لأوروبا والتابعين للجماعة.
■ كانت تصرفاتهم واضحة أمامك؟
- كنت أراهم طول الوقت أمامى، وكانت تصرفاتهم مأجورة تشعر أنها ليست لله ولا الوطن، ولسه موجودين حتى وبيلعبوا نفس اللعبة، اللى يقولك مصالحة ده يعنى إيه، فيه إيه أتصالح عليه؟
■ مأجورون من قطر؟
- قطر تمول دون شك.
■ هل نعانى من أزمة نخبة؟
- آه طبعاً وطول عمرى بقول كده لا أخاف على مصر إلا من النخبة.
■ مضحوك عليها أم خائنة؟
- خاينة، مفيش حد عبيط، محدش هيقولك أنا عبيط، انسَ حكاية العبيط ده، وتلاقى واحد فى نص الحكاية كده يقولك والله ما كنت أعرف، لأ انت عارف.
■ فى هذا الوقت كان البعض يقول «نديله فرصة»؟
- لا لا لا كل اللى قالوا نستنى الميت يوم وال15 يوم كانوا يعزفون اللحن الذى تريده الجماعة.
■ الجماعة مارست العنف فى الأربعينيات والخمسينيات، ثم وصلت للحكم فى 2012 هل يمكن أن يتكرر السيناريو تانى بعد 40 أو 50 سنة؟
- ممكن، كل ده ممكن، وممكن فى أقل من كده.
■ كيف نضمن عدم تكرار ذلك؟
- أولاً أنت تحتاج قبضة قوية وليست قبضة ديكتاتورية، وتحتاج إعمال القانون وتطبيقه بشكل حاسم، مثلاً لدينا واقعة المحكمة التى أيدت الحكم على 3 نشطاء، وأنا لست مع أو ضد النشطاء، إنما تجد ناس تقول نرجو من الرئيس تخفيف الحكم أو إلغاء الحكم أو كذا، أنا شايف أن ده فيه تجاوز مرفوض لأن فى مرحلتين قضاء، هناك مرحلة ثالثة هى نقض الحكم وهى التى ننتظرها، وأنا لا أستطيع الاعتراض على أحكام قضائية إلا من خلال القضاء نفسه، عندما يصدر الرئيس عفواً فهذا خضوع لإرهاب من نوع آخر، ولابد أن أحترم أحكام القضاء حتى يحترمنى القضاء، أمال أنا جايبه ليه، ما الرئيس يحكم بقى على كل واحد، نرجع تانى نقول إعمال القانون والقبضة القانونية الحاسمة.
■ هل ترى فى الأمر رعونة؟
- نحن لا نعمل القانون، مش بس فى أحكام القانون، فى كل حاجة.
■ كيف ترى موقف حمدين صباحى وهو مرشح رئاسى يطالب بالعفو عن «دومة»؟
- يعنى هو بيستجدى عدة أصوات ممن يطلقون على أنفسهم نشطاء، أو من يطلقون على أنفسهم ثواراً، ثوار إيه بس؟
■ هل راجعت رؤيتك فى يناير؟
- لا، أنا ما زلت ثابتاً على رأيى عن ثورة يناير، ولم أراجع موقفى فيها، ورأيى فى يناير من أول يوم أنها ثورة شعبية الإخوان سرقوها.
■ كان فيها قدر من المؤامرة؟
- آه طبعاً كان فيها قدر من المؤامرة.
■ ما الذى يمكننا أن نفعله مع حماس؟
- زى السادات ما عمل فى ليبيا لما قلت أدبها.
■ وهل نحن فى مرحلة تسمح لنا بذلك؟
- تسمح بإيه؟
■ لكننا فى مرحلة من عدم استقرار؟
- هتحصل إيه لو إسرائيل اعتدت عليك بكرة الصبح، هتقول أصل إحنا ملخبطين وفى مرحلة عدم استقرار، لا هننهض للدفاع عن بلدنا.
■ هل ترى «حماس» فى مرحلة عداء معنا مثل الإخوان؟
- ومثل الإسرائيليين أنا بأقولها وإيه يعنى، مش الإخوان وبس، دى زيها زى الإسرائيليين، وبعدين ليه الناس كلها وبوضوح مش عايزة تعترف إن اللى صنع «حماس» هى إسرائيل، يا جماعة «حماس» دى فكرة وتخطيط وتنفيذ إسرائيلى والوثائق بتقول كده، وقادة «حماس» نفسهم بيقولوا كده.
■ فيه فترة من فترات الإخوان ضعف إيمانك أو تفاؤلك إنهم هيمشوا؟
- لأ كنت عارف إنهم هيمشوا.
■ هل كنت تقدر سنة أم أكثر؟
- لأ مقدرتش وقت، كنت متوقع إنهم هيقعدوا لكن كانت هتبقى سنوات مريرة.
■ فى كل قراءاتك ومتابعاتك هل فعل الإخوان شيئاً خارج خيالك؟
- آه آه آه لم أتوقع أنهم بهذا السوء، يعنى كنت ألتقى منهم بناس، مثلاً التقيت بعصام العريان والمرشد السابق «عاكف»، وحوار قصير مع «أبوالفتوح» واتناقشت وقابلت «مرسى».. ويشهد على هذا زميلكم محمد حسن الألفى فى ندوة كانت فى جريدة الميدان، ولما ناقشت «مرسى» قلت له انت ما تنفعش غير خطيب فى جامع، أو شيخ جامع، وده كان فى حوار صحفى واتنشر.
■ وماذا قال؟
- ولا حاجة كان بيهرتل، كنا فى ندوة وماكنش بدقن ولا حاجة.
■ وما الذى صدمك؟
- صدمنى سلوكهم الشخصى، كنت أسمع إنهم عندهم نهم فى الأكل والشرب والمسائل الحسية، أكل وجنس، لم أكن أتصور أنهم بالأمر ده، يأكلون كثيرا ويتزوجون أوكرانيات، آلمنى جداً السلوك الشخصى، الأمر التانى: الضحالة الفكرية والتعصب الذى ظهر فجأة والناس المتشوقة للسلطة وبعدين الفساد، إحنا عملنا ثورة على فساد حكم، تقوم انت من قبل ما تمسك تبدأ فاسد وتروح تساوم رجال الأعمال وتقول لهم ادونى فلوسكم، أنا أعرف واقعة بنفسى حصل خلالها شخص مهم جداً منهم على 5 مليون جنيه لكى يخرج أحد المهربين بنيابة بورسعيد بتهمة تهريب ترامادول.
■ هل أفقدتك الصدمة الأمل فى رحيلهم؟
- كنت أعرف إنهم هيمشوا هيمشوا، لأنهم يعتمدون على منطق السمع والطاعة داخل الجماعة وهو أمر صارم جداً ويطبق على الكبير والصغير هم ظنوا الشعب المصرى كله يعيش فى قبضة السمع والطاعة.
■ هل تعتقد أن الدعم الأمريكى أصابهم بغرور؟
- آه آه والدعم الأوروبى، فى النهاية سنعود لمقولة «مشروع الشرق الأوسط الكبير»، وتقسيم مصر.
■ هل فوجئت بموقفه من إسرائيل وخطابه إلى صديقه العزيز؟
- لأ.
■ هل كنت متوقعه؟
- كنت متوقعه.
■ ما الذى ستكتبه فى الجزء الثانى من الجماعة؟
- أنا حريص جداً فى الجزء الثانى أن أكشف ما يفعله الإخوان والتأكيد على أن ما فعلوه تكرار لما فعلوه فى السنوات السابقة، نفس الوسائل مع التطور الطبيعى.
■ الجزء الثانى هل يصل للمرحلة الحالية؟
- أعتقد ذلك.
■ متى تنتهى من الجزء الثانى؟
- معايا ما تسألنيش ينتهى إمتى.
■ هل سيلحق رمضان؟
- لا أعتقد.
■ ألم تنصح بإعادة الجزء الأول، هناك مشاهد حدثت فى الواقع بالكربون؟
- يا ريت، هذه ليست مسئوليتى، يعنى أولاً مشكلة المسلسل مع الفضائيات أن هناك فضائيات حتى الآن تخشى إذاعة المسلسل لأنها «ماسكة العصايا من النص»، وتخاف من عودة الإخوان، حتى التليفزيون المصرى، تذكروا بالتأكيد التصريح الشهير لصلاح عبدالمقصود عندما قال مفيش جماعة، هل تعلم أن التليفزيون لم يسدد مبلغ 7 ملايين جنيه متبقية عليه من ثمن المسلسل، المسلسل الذى أدخل للتليفزيون 25 مليون جنيه إعلانات، لذلك لن أمنح التليفزيون الجزء الثانى، حتى لو دفع الفلوس، هو كده كده هيدفع الفلوس لأنه عليه قضية.
■ ألم تحاول الاتصال بالوزيرة الحالية؟
- وأكلم الوزيرة ليه، الوزيرة هى اللى تعرف قصتها، وتعرف إيه اللى ليها وإيه اللى عليها بنفسها، هل تنتظر أن أذهب لها، هو أنا لما آجى أسدد لك دين عليا انت محتاج تتوسل إلىّ وأقدم لك طلب، ما تخلنيش أتكلم، التليفزيون بيقطع أفلامى، والرقابة المتعفنة اللى جواه بتقطع أفلامى وأحياناً بتمنعها.
■ ما المشاهد التى تفخر بها فى الجماعة؟
- أنا فخور بالمسلسل كله، أنس الفقى صاحب فضل فى إذاعة المسلسل على التليفزيون، لأن فى الحلقات الأولى علمت أن جمال مبارك كان يريد إيقاف المسلسل ومنعه من العرض، ليه لأنه مسلسل كان يظهر الوجه القبيح للإخوان، وفى نفس الوقت الوجه القبيح للحزب الوطنى، ومن يشاهد المسلسل بدقة يرى بنفسه أنى كنت أمين جداً، حتى إن هناك أشخاصاً أحبوا البنا فى الحلقات الأولى، والبنا فى الحلقات الأولى كان يستحق هذا الحب، لأنه كان بتاع دعوة وبس، ولم يكن قد وصل لدرجة التوحش السياسى والعنف، والناس قالت إنه لصالح الإخوان، فى الحقيقة أنا قدمت التطور الطبيعى لحسن البنا، إنه يبدأ صاحب دعوة ويتوحش ويوصل للمرحلة اللى بتعيشها مصر هذه اللحظة، على فكرة لم يقرأ أحد المسلسل فى التليفزيون، من أول تعاملى مع التليفزيون أنا محدش يقرأ لى، وبالتالى أنس الفقى دافع عن عرض المسلسل، وكل اللى عمله الفقى إنه أحضر لجنة محترمة جداً تشوف الحلقات التى كنا نرسلها لهم، أعتقد كان فيها د.فوزى فهمى، والمخرج السينمائى محمد القليوبى، والكاتب الروائى يوسف القعيد، كانوا يشاهدون الحلقات قبل إذاعتها حلقة بحلقة، والتليفزيون لم يحذف شيئاً من المسلسل رغم الانتقاد الشديد للحزب الوطنى، راجع مشاهد عزت العلايلى مع الرجل الذى رشح نفسه، وراجع مشاهد المرحوم عبدالله فرغلى، وهنا أريد أن أؤكد على أنى أدين بفضل لفاروق حسنى له موقفان مهمان جداً، موقف فى المسلسل عندما رفضت جهات حكومية كثيرة التعامل معنا فى التصوير، فقد كنا نحتاج أماكن لها طابع قديم مثلاً، خوفاً وفزعاً من الإخوان، الوحيد اللى صرح لنا فاروق حسنى ومجاناً، والموقف الآخر لفاروق حسنى فيلم عمارة يعقوبيان، أعلم أن مبارك غضب جداً من الفيلم، وكلم فاروق حسنى وقاله إزاى الفيلم ده يعدى، وفاروق قاله بذكاء إن الفيلم ضد الفساد، هو مش حضرتك ضد الفساد، قاله آه ضد الفساد، قاله خلاص، دى شهادة بقولها، وأنا أذكرها مع الناس الشجعان دول لأنها كلمة حق رغم اختلافى معهم.
■ هل تضع دوراً لمرسى فى الجزء الثانى من الجماعة؟
- حتى هذه اللحظة أنا بوضوح شديد جداً متخوف جداً أن أصل لهذه المرحلة القريبة دى، لأن الناس كلها تعرفها وتحفظها، والفضائيات ذاعتها مرة واتنين وتلاتة، أخشى ما أخشاه أنى أعرض حدثاً الناس مشبعة به، دى حاجة، الحاجة التانية المهمة إنى أفكر فى العودة لفكرتى القديمة لعلاج مشكلة الإخوان، أنا أستهدف الأجيال الجديدة التى لا تعرف الإخوان أقولهم شوفوا الإخوان والناس اللى مش عارفة الحكاية، أنا بأقولهم آدى الحكاية والرواية.
■ المشهد العبقرى الأخير الذى يتذكره الناس من فيلم طيور الظلام انت شايفه إزاى دلوقتى؟
- ما زال موجوداً لأن المعركة قائمة.
■ فى ظل غياب الإخوان عن الحكم؟
- لا لا فيه ناس تريد لمصر أن تتعايش مع الإخوان كما يتعايش المريض مع مرض السكر، لأن مرض السكر لا شفاء منه، يقولك خد أنسولين وكل وامشى، دول اللى عايزين مصر مريضة على طول الزمان.
■ عمن تتحدث؟
- من يقول مصالحة ومن يقولك الإخوان فصيل سياسى ومن يقولك المنشقين و«شوية العيال اللى بتجيلهم منح من بره»، وكل دول عايزين مصر كده، إنما العلاج الحقيقى باسئتصال المرض، إنك تعيد للمجتمع سلامته، وأمنه، لا يجوز لمصر أن ترتدى ثوباً يشبه مجازيب سيدنا الحسين، رقع وكل حتة من لون، لا بد أن نعود بالوطن إلى وحدته الإنسانية والاجتماعية.
■ والدينية؟
- أنا معنديش مشكلة فى الدين، ألم نكن مسلمين قبل الجماعة دى ما تيجى، كنا مسلمين وإسلامنا أقوى، هاحكيلك واقعة طريفة وهتزعل ناس كتير جداً، كان عندى هنا امبارح بنت بتشتغل فى حقل الإعلانات، حدث إن عربيتها اتسرقت، فقالت لى من يوم ما العربية اتسرقت باتعامل مع نوعين «البوليس والحرامية»، هى تريد أن تمنح الحرامى فلوس ليعيد لها السيارة، قالت لى إنها تطلب الحرامى فى التليفون فتجد «الكول تون» قرآن، وتطلب رقم الضابط تجده «الكول تون» دعاء، الدين الحقيقى غائب ودين المظهر موجود، والدين ليس عبادات فقط، الدين المعاملة.
■ قلت إنك مصدوم فى سلوكيات الإخوان، وليس فى الانهيار الأخلاقى بعد أن تركوا الحكم هل رصدت ذلك من قبل؟
- أنا رصدته من قبل طبعاً انظر إلى الشباب، شأنهم شأن أى شاب تانى فى احتياجاته النفسية والجنسية ولا يتورعون عن فعل أى شىء، وزى المثل الشعبى «دى نقرة ودى نقرة»، الراجل من دول الزبيبة قد كده وتيجى تشترى من عنده يبيعلك الحاجة غالية، والراجل دقنه قد كده وبيتشغل فى مهنة سباك ولا يتقن عمله.
■ بصفتك خبيراً فى الكتابة عن الإرهاب.. إلى متى ستستمر موجة الإرهاب؟
- أعتقد أنها ستكون مسئولية ولى الأمر عندما يتولى مهامه أياً كان، وعليه أن يتعامل معها بالحسم المطلوب وفى هذه الحالة سوف تنتهى.
■ كيف ترى مشهد الانتخابات الرئاسية؟
- سيئ.. حتى هذه اللحظة أنا كمواطن عادى لا يوجد أمامى مرشح رئاسى حتى هذه اللحظة، فيه ناس تقول سترشح نفسها، حمدين والسيسى ومرتضى، وهناك أشخاص نشاهدهم فى التليفزيون يريدون تقديم الأوراق وبيقولوا مش معاهم فلوس يعنى المرشحين اللى دمهم خفيف، لكن فيه معركة شديدة بين المرشحين اللى أعلنوا ترشحهم حمدين والسيسى، واللى أنا شايف إنها معركة انتخابية رديئة لأن حمدين وحملته يتكلمون كثيراً ويتناطحون فى كل الاتجاهات، والسيسى وحملته العكس تماماً؛ غموض وصمت ليه مش عارف، عايزين يطلعوا السيسى الراجل الغامض بنضارة، وكأننا فى فيلم تشويقى، الغريب فى حملة السيسى كمان إن السيسى لا يتكلم ويترك من يتحدث نيابة عنه.
■ يقال إنه سيتحدث عندما يتقدم رسمياً؟
- ما خلاص اتقدم رسمياً، استقال، انت لازم تتواصل بنفسك مع الجمهور، صحيح فيه احتياطات أمنية، لكن لازم يطلع يتكلم أنا هانتخبك انت مش هانتخب عمرو موسى ولا هيكل ولا المتحدث الرسمى، وإيه الحكاية بتاعة الغموض والسرية، طب ما انت بتعمل مقابلات مع ناس من مختلف الاتجاهات، طب ما تقعد مع الناس واعلن وادينى برنامج، أوعى تصدق كلام هيكل بتاع ما يلزمنيش برنامج، لأ إحنا محتاجين برنامج، عايزين وعد منك انت هتعمل للناس إيه.
■ هل تعتقد أن الإخوان لن يشاركوا فى الانتخابات فعلاً؟
- أنا لا أضمن الإخوان فى أى حاجة.
■ وما شكل التوجه؟
- أعتقد أن توجه الإخوان سيكون لإرباك العملية الانتخابية وتفتيت الأصوات، يعنى ممكن الإخوان يجندوا ناس تفسد أصوات السيسى مثلاً، تنتخب اثنين فتفسد الصوت، هيكون هدفهم إرباك المشهد، وجايز يدعموا مرشح تالت خالص يعنى مثلاً لو رسى الموقف ممكن يدعموا أى مرشح أعتقد إنى قلت الكلام ده قبل كده، إنهم لو نزلوا الانتخابات هيدعموا المرشح الأضعف حتى يسهل لهم التعامل معه.
■ هل عندهم قدرة إنجاح مرشح؟
- ليه لأ.
■ كنت تؤيد فكرة نزول حمدين؟
- آه طبعاً أؤيد نزوله.
■ وماذا عن كلامه أن فض رابعة لم يتم بصورة جيدة؟
- رأيه يحاسب عليه والآراء دى تهم الناخبين، يا إما توافق عليها وتنتخبه يا إما ترفض ولا تنتخبه.
■ حددت موقفك فى الانتخابات الرئاسية؟
- لأ.
■ ليه؟
- أنا بوضوح تام مش هانتخب شخص، هانتخب برنامج، لما أشوف البرنامج، هتوجه، ومش البرنامج بس، البرنامج ومن هم حول الرئيس، ورينى أصدقاءك عشان أعرف كيف تفكر.
■ كيف ترى أصدقاء السيسى؟
- مش مبسوط، مش كلهم طبعاً، بوضوح احترامى من هنا للسنة الجاية، للأستاذ هيكل، بس الأستاذ هيكل ليس هو رجل المرحلة، ربنا يديله الصحة هو مدرسة قديمة، العالم اتغير 10 مرات وهيكل ما ينفعش.
■ نفس الأمر على عمرو موسى؟
- نفس الحكاية، مصر ليست بهذا الخراب الإنسانى، مصر فيها طاقات كبيرة جداً وناس مستنيرة، كنت أتمنى أن يكون الفريق من الطرفين، أنا شفت فريق حمدين كله على الشاشات بيتكلموا كتير، كنت أتمنى أن تكون تشكيلة الرجال حول الرئيس متنوعة وفيها مساحات أكبر للشباب، أنا مثلاً فرحان بواحد فى لجنة السيسى، محمد أبوشقة، هو شاب بسم الله ما شاء الله تفرح لما تلاقى وجه جديد ووجه تثق فيه.
■ هل ترى أن «أبوالفتوح» ممكن يجدد شباب الجماعة؟
- ما ننسى حكاية شباب الجماعة، أنا مش عايز الجماعة خالص، لا يجدد شبابها ولا حاجة.
■ وما طبيعة دوره؟
- «أبوالفتوح» جزء أصيل فى جماعة الإخوان وسوف ينتهى أمره بانتهاء أمر الجماعة.
■ وأيمن نور؟
- قلت عليه من قبل «لا مؤاخذة» وبرضه لسه عند رأيى هو «لا مؤاخذة».
■ ما الذى تنتظره من برامج المرشحين للرئاسة؟
- وحدة الدولة، كل المرشحين سيتحدثون عن خدمة الفقراء وعلاجهم والقضاء على المشاكل الحياتية، هذه أشياء مطلوبة وحيوية وهامة، لكن أنا أحتاج أشياء هامة أخرى، محتاج وحدة الأمة المصرية، الكيان المصرى المتماسك أريده أن يعود تانى، الدستور بتاعك يقولك مفيش أحزاب دينية، وحتى هذه اللحظة عندك أحزاب دينية.
■ تقصد النور؟
- النور وغيره.
■ أنت ترى النور امتداداً للإخوان؟
- ألعن من الإخوان، وأشد خطراً منهم.
■ هل أداء الداخلية الآن مريح؟
- لا يريحنى، أنا متعاطف مع الداخلية.
■ والحملة التى ضدها؟
- الحملة من يوم ما اتخلقت وزارة الداخلية قائمة، والعداء للداخلية متوارث، ودائماً يجد من يغذيه، حتى أهالينا لما كنا صغيرين كانوا يخوفونا بالعسكرى، ليه لسبب بسيط جداً، من تكون وظيفته فرض النظام لا بد أن يكون له أعداء، وأعداء الداخلية هم للأسف الشديد ممن يطلق عليهم النخبة، بتوع الكتب اللى بيقولوا على نفسهم حقوق الإنسان، وساعات أندهش، أقول هى الناس دى مش بتشوف أفلام أجنبية، تجيب أمريكا تشوف ضابط البوليس بيمسك المجرم، شوف مشهد القبض على أى حد هناك، ولو هناك مخالفة عربية، تنزل من السيارة وتضع إيدك ورا ظهرك، ألا يشاهدون التفتيش فى المطارات، خلع الحذاء والحزام ولو فى إيدك أو قدمك مسمار أو شريحة ياخدوك، ما بيشوفوش ده، فيه عندنا مثل فى مصر بيقولك «الفاضى يعمل قاضى».
■ النخبة عندنا فاضية؟
- آه واللى يزعل يزعل ويتفلق، فيه ناس لا تحب الاستقرار لأى بلد لأنه تكيف على أن يرتزق من عدم الاستقرار، وأول هؤلاء الناس هم الإعلاميون سواء صحافة أو تليفزيون، انت لو ما لقتش حدث يلفت الأنظار هتكتب فى الجورنال إيه، انت تفرح قوى لما يكون فيه حدث، لولا أحداث أسوان الرهيبة ما الذى كان سيشغل الإعلام من حالة الركود إلا حمدين والسيسى، وده كلام فاضى «ما ياكلوا بعض»، لكن الإعلام وجد مادة وفيه ناس احترفت أن تعارض وتسترزق من المعارضة، فيه واحد مفكر كبير جداً عمل مبادرة للمصالحة، هو الراجل صديق ليا قالى أنا عرفت هو عمل المبادرة ليه، مكنش حد بيدعيه فى البرامج للظهور فى الإعلام فقرر يعمل المبادرة عشان ده يدعيه وده يستضيفه.
■ من الوارد أنه فعلها ليغسل نفسه من علاقته بالإخوان؟
- ما زالت علاقته بالإخوان، محدش بيسيب الإخوان، وفيه ناس أحياناً بتعمل حاجات بتحصن نفسها بعمل شىء طيب تجاه الإخوان تبقى حجة دفاع لو الإخوان رجعوا، أصل مشكلة كثير من المصريين والنخبة إن بعضهم فاكر إن الإخوان راجعين، لكن لو الإخوان رجعوا تانى معناه الحرب الأهلية.
■ لن يتركوا أحداً بمن فيهم من قدم مبادرات؟
- لا لا مبادرات إيه.
■ هل ترى الفساد الذى رصدته فى أكثر من فيلم لا يزال موجوداً؟
- آه ما زال موجوداً.
■ لم تتم مواجهته؟
- أنا شايف قرار الحكومة الأخير استعمال الفحم فى مصانع الأسمنت فساد مطلق، وكنت أتمنى أن السيدة وزيرة البيئة تتمسك باستقالتها، أولاً أنا شفت تصريح لأحد رجال الأعمال سخيف كده بيقول إيه ما معناه إنه يموت المصريين ويعيش رجال الأعمال، انبه الشعب المصرى بمن فيهم وزيرة البيئة إن صناعة الأسمنت تم طردها من أوروبا نفسها، لخطورة الصناعة نفسها على البيئة، وجت للناس اللى فى مصر، يعنى هذه الصناعة قائمة على فساد البيئة وإفسادها وإصابة المصريين بالضرر، ولو هناك عدل، يتم رفع جميع مصانع الأسمنت لأعماق بعيدة جداً فى الصحراء، ثانياً مافيا صناعة الأسمنت فى مصر قائمة على تصدير الأسمنت، أوروبا منعت هذه المصانع تقوم عايز تزود على المصيبة مصيبة غازات الفحم، هذا فساد مدمر للمواطن المصرى، والحكومة التى أقرت هذا الأمر القبيح يجب أن تحاسب حساباً شديداً، هل أعدد لك أمراض المصريين، نسبة مرضى السكر ونسبة مرضى الفشل الكلوى، الشعب كله لا يسلم من الأمراض، انتوا فاكرينا إيه مغفلين، هو «محلب» مش عارف خطورة صناعة الأسمنت عشان يزودها بغازات الفحم، معندوش قلب.
■ كان لك موقف من العبّارة وممدوح إسماعيل لماذا لم يظهر فيلمك حتى الآن؟
- تمويله كان عايز 50 مليون جنيه وقتها.
■ ألم تلحظ أن هذه القضية رغم الفساد اللى فيها لم تتحرك؟
- لأ خدوا أحكام، فيه جزء مهم جداً يجب أن نهتم به، أن هناك شهود عيان أعلنوا أن فيه ناس اختفوا محدش عارف طريقهم إلى الآن رغم إنهم شافوهم مع الناجين، وهذه القضية اللى المفروض ندور فيها، لأنهم ممكن يكونوا قتلوا، وهذه جريمة قتل شاهد ويجب فتح ملفاتها.
■ لما بتلاقى ممدوح إسماعيل هربان إلى الآن بماذا تشعر؟
- يعنى هو الحكم اللى كان واخده إيه، حكم ضعيف، وأعماله ماشية كويس قوى وهو مقيم فى لندن.
■ هل هذا معناه أن الفساد مستمر؟
- آه طبعاً الفساد مستمر، امبارح لو كانت المسائل دى حقيقة هازعل جداً، عمرو أديب كان بيوجه كلام لعلاء عبدالفتاح، بيقوله انت بتشتم القضاء وأهلك راحوا يتوسطوا لك عند المسئولين الكبار، عشان يفرجوا عنك، وتدفع الكفالة فليه بتعمل كده، أنا عايز أعرف لو كان حكم خروجه بكفالة كان بسبب توصية أو كذا يبقى فساد لا يحتمل، رغم إنى أقول إن ما يهمنى هو كلمة القضاء التى هى الكلمة العليا حتى لو كان الحكم الخاطئ، الحكم الخاطئ تصححه محكمة أكبر.
■ ما توصيفك لوضع الدولة الآن هل نحن فى دولة «مفكوكة»؟
- آه طبعاً هى دولة بلا إدارة، وفيه مسرحية عالمية شهيرة جداً اسمها فى انتظار جودو، واحد قاعد مستنى اللى هينقذه والواحد ده ما بيجيش، هى دى مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.