لملمت أمتعتى ووضعتها فى نفس الحقيبة ولكنها ليست مسألة غضب وشجار عادى بينى وبين زوجى مثل كل مرة فهذه المرة تختلف ، لن أعود وسوف أرفع عليه قضية ُخلع ، قلت هذه الكلمات لنفسى وأنا أودع بيتى الذى عشت فيه ثلاث سنوات هى عمر زواجى حملت الحقيبة فى يدى ووضعت أبنى فى حقيبته وأغلقت خلفى باب الشقة معلنة الرحيل بلا عودة . وصلت إلى منزل إمى فما أن رأتنى إلا قالت لىً وهى تستدعى أخى الكبير فى نداء عاجل وبصوت محبط «محمود تعالى خد الشنطة من أختك زعلت تانى « شعرت أن أمى تسخر منى فقلت لها ..لأ المرة ديه كرسى فى الكلوب أنا هارفع قضية خٌلع لأنى تعبت ومش هاستحمل ، وكمان هاشتغل وأربى إبنى ، نظرت أمى إلى أخى وتركانى قليلا وبعدها جاء أخى وقال أسمعى انا وأنتى هاننزل دلوقتى نرفع القضية لأننا كمان تعبنا من مشاكلك اتفقنا .... قلت له بصوت يرتجف اتفقنا . وبعد مرور شهر على هذا المشهد تركنى فيها زوجى بلا مكالمة تليفون واحدة كما كان يفعل وتركنى فيها أهلى بلا محاولة صلح كالعادة حتى أن أمى كانت تتجاهل الحديث عن مسألة عودتى لبيتى أو حتى سير قضية الخلع ، ذهبت لأخى فى غرفته وجلست اتحدث معه فقال لىٌ: مالك مش خلاص عملتى كل اللى نفسك فيه ؟ قلت له أه بس مش عارفة ليه مش مبسوطة يمكن علشان ظلمتى زوجك لأ ابدا أنا تعبت من تجاهله ليا وتعبت من شغله ومن .... وفجأة سكت لسانى عن المزيد من الكلام ووجدت قلبى يخفق خجلا من أخى ، فعلا أنا ظلمته وبدت لىٌ مميزاته الكثيرة وغابت عن عيونى كل عيوبه وحاولت أن استدعيها لأبرر غضبى فلم أجد إلا سرابا . تركنى أخى فى حيرتى ووجدت قدمى تقودنى إلى مكتب المحامى وسألته هو ممكن يا أستاذ أصلح الكلوب وأرجع الكرسى مكانه ، فقال مبتسما عاوزة تنسحبى من القضية وتتنازلى عنها ، رددت عليه بعيون زائغة وصوت خافت ياريت يا أستاذ ، رد المحامى أطمنى يا مدام أنا لم أرفع القضية ، أنتفضت فرحا وقلت له بجد... رد إلى إبتسامتى بضحكة عالية يا مدام انا بأستقبل كل يوم فى المتوسط حوالى 10 قضايا خلع بكمل منهم قضية أو أتنين والباقى بينسحب قبل مرور شهر لذلك قررت أن أرفع أى قضية بعد شهر . خرجت من مكتب المحامى مطمئنة لأجد أخى وزوجى ينتظران خارج المكتب ووجدت زوجى يحمل طفلنا وحقيبتى ، صمت الكلام بداخلى فقد أخجلنى بأدبه وعلمنى أخى درسا لن أنساه .