لا أعرف سياسة خارجية لدولة تلحق الضرر بحكومتها وشعبها كتلك التى تتبناها قطر تجاه اشقائها ومحيطها العربي، ولا أعرف «تليفزيون» يتسبب فى صب اللعنات على اصحابه كتليفزيون الجزيرة ، وأخيرا انضم الذراع الرياضية للجزيرة فى استكمال حشد اللعنات على اصحاب القناة.. وربما ناس قطر «الطيبين» وحكومتهم المراهقة. وبسبب بث مباريات كأس العالم المقررة بعد شهر ونصف الشهر من الآن، انضم ملايين الفقراء فى الدول العربية الى قائمة لاعنى قطر وتليفزيونها بعد ان اصرت قناة بى ان سبورت «الجزيرة الرياضية سابقا» على استمرار تشفير بث مباريات هذا العرس الكروي، بل قررت زيادة رسوم الاشتراك بصورة مرهقة للمصريين وكل الشعوب العربية .. فهل هذا ما كان يقصده واضعو السياسة الخارجية لقطر حينما اوعزوا لتليفزيونهم باحتكار بث كل مباريات كرة القدم المهمة على مستوى الشرق الاوسط !؟. وفى المانيا، واستنادا الى حكم للمحكمة الاوروبية، قررت شبكة «زى دى اف» بث مباريات كأس العالم بالمجان على قنواتها الرياضية، وهو الامر الذى اوقعها فى مشكلة قضائية مع القناة القطرية، وذلك بسبب سهولة التقاط بث القناة الالمانية فى الشرق الاوسط؟!. بى ان سبورت الفرنسية الجنسية وقطرية المنشأ والهوى اعلنت ان فتح البث المجانى سوف يكبدها خسائر تصل الى 75 مليون دولار، وهو مادفعها لمقاضاة القناة الالمانية . كل من له صلة باقتصاديات كرة القدم يعلم ان هذا المبلغ يسهل تعويضه من الانشطة التجارية والاعلانية لاسيما وان عوائد الاعلانات تزيد مع البث المجانى واتساع رقعة المشاهدة. حتى لو خسرت شبكة الجزيرة هذا المبلغ بالكامل، فقد عودتنا قطر على ان تنفق المليارات فى مصر وسوريا وليبيا والبحرين فى نفقات تعود على الامارة الصغيرة باللعنات من شعوب هذه الدول .. فلماذا لاتفكر قطر مرة فى استقطاب مشاعر ملايين العرب ، وبث فعاليات كأس العالم مجانا إسوة بالشبكة الالمانية ..ربما يعوضها امتنان فقراء الامة لهذه المكرمة بعضا من خسائرها المالية .. وخسائرها السياسية ايضا لمزيد من مقالات عماد غنيم