تعد زيارة المهندس إبراهيم محلب لكل من تشاد وتنزانيا خطوة مهمة باتجاه دولتين مهمتين بالنسبة للمصالح المصرية، فى توقيت مهم ، فالزيارة تؤكد أن مصر تولى أهمية كبيرة لمحيطها الأفريقى ومصالحها الحيوية فى القارة ، رغم انشغالاتها الداخلية على جميع الأصعدة. ولتشاد أهمية خاصة بالنسبة لمصر، فهى أرض التلاقى العربى الإفريقى ، وهى الدولة القريبة البعيدة، قريبة بحجم موقعها الجغرافى ، وبعيدة بحكم صعوبة الوصول إليها، عبر باريس أو طرابلس أو أديس أبابا ، وهنا تكمن أهمية إتفاق رئيس الوزراء على خط طيران مباشر يربط البلدين، ولاشك أنه ستكون له فوائد اقتصادية جمة، مع تشاد الدولة الصاعدة التى تنتج حوالى 300 ألف برميل يوميا من البترول ، وتحتل فيها شركة » المقاولون العرب« المرتبة الثالثة بين الشركات الأجنبية العاملة بها، وتوجد بها أكبر بعثة أزهرية فى العالم. كما تحتل تشاد اهمية خاصة بالنظر للأوضاع المضطربة فى دول جوارها المهمة لمصر، وقد بدأت تشاد تلعب أدوارا فى بعض هذه الدول. ولتنزانيا أيضا أهمية كبيرة لمصر، وهى إحدى الدول المهمة فى حوض النيل، الذى تشهد دوله حاليا انقساما، بعد توقيع اتفاق عنتيبى، وبدء إثيوبيا فى بناء سد النهضة ، دونما تنسيق مع مصر، التى تخشى تأثيره على حصتها من المياه. ويبقى أن تعزيز مصر علاقاتها بدول قارتها يتطلب استراتيجية طويلة المدى، تتضافر فيها كل الجهود والقوى المصرية الرسمية والشعبية ، على الصعيدين الداخلى والخارجى ، بأساليب تختلف عن ذى قبل، لنتمكن من تجنب الكوارث المتوالية التى لحقت بنا نتيجة تجاهل مجالنا الحيوى. ولن يتحقق ذلك إلا بتشكيل فهم واع وحس إنسانى عال لمواطنينا ، يتجاوز حدود الوطنية إلى آفاق إنسانية أوسع ، ويحفز على مزيد من التواصل والتعاون وإسقاط حواجز الجهل والجفاء، ولن يتحقق ذلك إلا بتغيير فى التعليم ومناهجه، وفى الإعلام والثقافة والفنون ، وهو مايجب أن نشرع فيه الآن ولانتأخر. لمزيد من مقالات أسماء الحسينى