فى هذه السطور نحاول فهم منظومة النظافة القائمة، وتحديدا فى مدينة الجيزة بأحيائها السبعة، حيث نرى العمال صباحًا يجمعون القمامة المبعثرة حول الصناديق تمهيدًا لتفريغها فى سيارات الجمع ، وعند الظهيرة تكون معظم القمامة قد تم رفعها, ثم نعود لنقطة البداية وقت العصر لنجد الصناديق امتلأت مُجددًا وتنتشر حولها القمامة بل أحيانًا تجد الصندوق فارغًا والقمامة حوله على شكل أكوام. هذا عن الشوارع الرئيسية ، أما الفرعية فحدث ولا حرج ، فالأهالى يلقون القمامة فى كل مكان بعد اختفاء جامعى القمامة من الشقق والمحال. بداية يقول أحمد حسن – من سكان فيصل – أدفع 6 جنيهات شهريًا على فاتورة الكهرباء تحت بند النظافة دون أن يأتى لشقتى أى عامل لأخذ القمامة فاضطر لحملها بيدى الى الصندوق – إذا وجدت فيه مكانًا – وهذا ما يفعله البعض ، لكن هناك آخرين يتركون قمامتهم على سلالم العمارات أو فى أى مكان بالشارع دون رادع من أحد ، رغم أننى وغيرى خاطبناهم بشكل ودى أكثر من مرة دون فائدة، والسؤال : من يحاسب هؤلاء؟! ويقول سمير الدرديري- من سكان فيصل – وبالتحديد شارع حسن الصبان :إن شارعنا أشبه بمقلب قمامة خاصة فى الصباح، فقد اختفى متعهد جمع القمامة من المنازل وكثيرون يتركون قمامتهم فى عرض الشارع ولا يرفعها أحد رغم تكرر شكاوانا ، يحدث ذلك فى الوقت الذى توجد فيه إحدى المدارس بالشارع ذاته ولولا قيام عمالها بتنظيف المنطقة الملاصقة لسورها لكان وضعنا أسوأ، وقد اخبرنا احد المسؤولين بالمدرسة أنهم شكوا للهيئة كثيرًا ،وعلموا أن هناك أعمال نظافة بأجر فاشتركوا فيها ويدفعون مبلغًا شهريًا للهيئة ورغم ذلك لاتتم أعمال النظافة حول المدرسة. أحمد عاطف يسكن فى شارع الأربعين الجديد، وهو شارع رئيسى يصل بين طريقين مهمين هما أحمد حمدى ، والمساكن ،وتتراكم فيه أكوام القمامة كالتلال وتسد نهايته معدات ثقيلة لأحد المقاولين دون رقيب أو مساءلة. ومن ناحيته يقول عم سيد - مقيم بمنطقة المشابك – كانت هناك صناديق قمامة بالمنطقة لكنها اختفت فجأة ، ومع عدم وجود جامع القمامة من المنازل باتت الشوارع مقلبًا كبيرًا لعدم وجود خيارات أخرى أمام الناس، وهذا ينطبق كذلك على شارع صديق المنشاوى ومدينة الشباب ، والحال ذاته فى العمرانية الشرقية والعمرانية الغربية، كما يقول محمود عصام – محاسب – لا أدرى سبب هذا التخاذل فى جمع ورفع القمامة من الشوارع، وترك الصبية يعبثون بها ، ولماذا لا ترفع عدة مرات فى اليوم، مع زيادة الاهتمام بالشوارع الداخلية ، فأنا أدفع 9 جنيهات شهريأ على إيصال الكهرباء فلحساب من هذا التحصيل، ولماذا أدفع مقابل خدمة لا أجدها بعد هذا التحصيل القسري. ومن المنطقة ذاتها يقول ياسر – حلاق – القمامة باتت مشكلة نظرًا لبعد الصناديق عن منازلنا، والشكوى ذاتها تكررت فى شارع الشاذلى القريب من شارع فيصل وشوارع الطوابق الثلاثة ، وعثمان محرم وسوق الجيزة وصفط اللبن وغيرها الكثير، وأغلب المواطنين يريدون حلولًا جذرية للمشكلة مع تصور واضح من المسئول. حاولنا التواصل مع الرئيس الحالى لهيئة نظافة الجيزة وهو السيد عزت الخرصة حيث لم يعرنا أدنى اهتمام رغم مخاطبة العلاقات العامة بالهيئة ثلاث مرات وذهابى شخصيًا لمكتبه وإخطار مدير مكتبه ومتابعة الاتصال به مرات عديدة والإلحاح عليه دون نتيجة ، وكأن مشكلات الناس لا تعنيه, ورغم حداثة توليه للمنصب فى فبراير الماضي. سلوكيات خاطئة! لكننا كنا قد أجرينا حديثًا مع اللواء أحمد هانى عندما كان رئيسًا لنظافة الجيزة، والذى رأى ان ما يجرى لدينا يعود للسلوكيات الخاطئة وعدم الالتزام بترك القمامة فى الأماكن المخصصة لها، ويتابع" لكن هذا لا يعنى أن الهيئة كانت تؤدى عملها على الوجه الأكمل ، فعندما توليت رئاستها وجدت فوضى وسرقات وغيابًا بالجملة ومجاملات ،واجهتها فى حينها بأكثر من 130 قرارًا ما بين تحفيز للكفاءات وعقاب للمتخاذلين ، مع رفع الكفاءة الفنية للمعدات من 40% الى 80%، وتركيب وحدات تعقب بالقمر الصناعى GPS فى بعض سيارات الهيئة حفاظًا عليها من السرقة وهو ما أعاد للهيئة سيارة حديثة بعد سرقتها بالفعل وقيمتها تزيد على المليونين ونصف المليون ، والغريب ضبطها فى محافظة مطروح، كما أفشلت مخططات ميليشيا الفساد التى كانت تتآمر لتوريد إطارات رديئة للغاية تسبب أعطالًا متكررة فأوقفت ذلك واعتمدت 3 ملايين جنيه لشراء إطارات عالية الجودة وتقليل الأعطال، كما شكلت جهاز متابعة وتفعيل لرصد المخالفات ووضعت أكشاك متابعة فى الأماكن كثيفة إلقاء القمامة والمخلفات لتوجيه العمال والسيارات إليها واقترحت على الدكتور على عبد الرحمن محافظ الجيزة مبادرة زيادة غرامة إلقاء المخلفات من 3 آلاف إلى 10 آلاف جنيه وقد استجاب مشكورًا لها وأثرت إيجابيًا فى الحد من هذه الظاهرة الخطيرة.