فى ذلك الحى الراقى، تتراكم أكوام القمامة أمام بوابة مدرسة الأوقاف الإعدادية والثانوية والتجارية بنات بشارع فوزى رماح بالمهندسين وحول أسوارها لتغطى بارتفاعها على شعار مدرستى «جميلة - نظيفة -متطورة»، وامتدت إلى عدد كبير من شوارع الحى الراقى لتجعله أقرب ما يكون إلى شوارع الأحياء الشعبية . شارع السودان بالمهندسين تفترش القمامة معظمه رغم محاولات أصحاب المحال والوحدات السكنية رفعها على نفقاتهم الشخصية فى محاولة منهم للتخلص منها بعد انتشار الحشرات والزواحف والكلاب الضالة . واتهم الأهالى الشركات الموكل لها أعمال النظافة بالتقاعس عن رفع القمامة، واتهم بعضهم حى العجوزة المسؤول عن نظافة الشوارع، مؤكدين أن شوارع المهندسين كانت تتسم بالنظافة أثناء إسناد رفع القمامة ل«الزبالين»، لكن منذ امتناعهم عن رفع القمامة، وإسناد رفع القمامة للشركات الخاصة التى تقاعست عن أداء دورها تدهورت الأحوال وامتلأت شوارع المهندسين بالقمامة. وأمام أحد الأكشاك لبيع الحلوى انحنى الحاج يوسف الذى تجاوز من عمره الستين ليجمع بيده القمامة المتناثرة حوله لكن محاولاته باءت بالفشل، فبعد دقائق معدودة ظهرت عليه أعراض التعب من جمع القمامة فى كيس كبير امتلأ بالقمامة عن آخره. يقول الحاج يوسف: أسكن فى منطقة بولاق الدكرور وبعد إصابتى بمرض السرطان قام أحد رجال الأعمال باستئجار هذا الكشك على نفقته الخاصة لمساعدتى فى الإنفاق على أبنائى الأربعة وزوجتى المسنة وكانت حياتى تسير على ما يرام، والنقود القليلة التى اكسبها من الكشك تكفى احتياجاتى الأسرية، ومنذ انتشار القمامة بالشارع قبل أربعة أشهر امتنع الزبائن عن الوقوف لشراء الحلوى أو تناول المشروبات، فأرسلت أكثر من شكوى إلى الحى لرفع القمامة إلا انه لم يستجيب لى أحد . وأمام مدرسة الأوقاف الإعدادية والثانوية والتجارية بنات بشارع فوزى رماح تراكمت القمامة رغم اقتراب الدراسة لتغطى لافتة مدرستى «جميلة - نظيفة - متطورة» تم وضعها على المدرسة، وأكدت تهانى محمد، أحد الأهالى، أنه رغم إرسالنا أكثر من فاكس لوزارة البيئة والتربية والتعليم وحى العجوزة لإنقاذ أبنائنا من القمامة، إلا انه كان يتم رفعها يوما واحدا ثم يعود الوضع كما هو عليه ، وطالبنا أكثر من مرة بتغيير شركة النظافة المختصة برفع القمامة والتعاقد مع شركة أخرى بعد أن فشلت عن أداء دورها إلا انه لم يستجب احد لطلبنا . ولم يجد احمد راغب، أحد الأهالى، وسيلة سوى إرسال إنذار إلى الحى يهدد فيه بالتوقف عن دفع قيمة رسوم النظافة التى يتم دفعها على فاتورة الكهرباء، ويوضح أن ظاهرة انتشار القمامة بشوارع المهندسين لم تستفحل إلا بعد امتناع الزبالين عن جمع القمامة من الوحدات السكنية الذين كانوا يحرصون على رفع القمامة 4 مرات فى الأسبوع مقابل ثلاثة جنيهات شهريا، ومنذ توقفهم عن جمع القمامة يضطر الأهالى إلى إلقاء القمامة فى الشوارع لعدم وجود صناديق كافية لاستيعاب القمامة وحتى الصناديق الموجودة بالشوارع لا يتم تفريغها من محتوياتها يوميا، وإنما تظل بمحتوياتها ما يزيد على 3 أيام، وطالب برفع قيمة رسوم النظافة والتى تفرضها الحكومة دون فائدة. وأرجع احمد عبد الفتاح، احد سكان شارع جلال الدين الحمامصى بالمهندسين، انتشار القمامة بالشوارع إلى تقاعس شركة النظافة الموكل لها رفع القمامة من الشوارع، وقيامها برفع القمامة من مناطق بعينها يسكنها مسؤولون لهم القدرة على فرض غرامات على الشركة، بالاضافة إلى استخدام الشركة لعمالة غير مؤهلة لرفع القمامة الموجودة، وعدم تواجد رقابة من الأجهزة المعنية بالمحافظة على شركات النظافة .