قبل عشر سنوات، نَمَت لتلك الحكاية أجنحة، وارتفعت بتلك الأجنحة وطارت حتى وصلت إلى أذني ولهذا، فتلك الحكاية دائماً ما كانت تسكن ذهني. والآن، سأروي لكم ما حدث: عندما وقع (لي) و(جنيغ) في الحب بجنون، أنفق (لي) النقود التي ظل يدخرها بعد عمله لبضع سنين واشترى لها خاتماً من الذهب الأبيض المزين بألماسة. وبعد الزواج، كانت (جينغ) ترتدي هذا الخاتم كل يوم، وقالت (جنيغ) إنها ستظل ترتدي ذلك الخاتم طوال عمرها. ولكن، ما تأتي به الحياة لا يمكن توقعه، حقاً إنَّ ما تأتي به الحياة لا يمكن توقعه. في ذلك اليوم، جاء زميل (لي) (تشين) ليساعده في تثبيت سلك النافذة. كان (تشين) ذا مهارة، وكان يتقن أعمال النجارة والكهرباء والحدادة. وبعد الانتهاء من المَهمَّة، قال (تشين) إنَّ عليه المغادرة لارتباطه بأمر ما، ولم يوافق على الإطلاق على تناول الطعام في منزل (لي). وبعد أن غادر (تشين) بسرعة، وبعد الانتهاء من وجبة العشاء، صرخت (جنيغ) مذعورة! هكذا كان الأمر، بعد الظهيرة، وعندما كانت (جنيغ) تستحم في باحة الدار، وضعت الخاتم على حافة النافذة! إلا أنه لم يكن موجودا الآن! حمل الزوجان كشافاً كهربائياً وظلاَّ يبحثان طويلاً أمام حافة النافذة، لكن أنّى لهما أن يلمحا أثراً للخاتم؟ ذهب الزوجان بسرعة إلى منزل (تشين). وطلب (لي) منه أن يبحث في صندوق معداته، لربما وضع فيه الخاتم بدون قصد عندما كان يجمعها. أخرج (تشين) صندوق المعدات في عجالة، وشرع الثلاثة بتمشيط الصندوق وقلبه لإخراج ما فيه، فلم يجدوا أثراً للخاتم. تفرق الثلاثة منزعجين. بعد عودتهما إلى المنزل، قالت (جنيغ) لزوجها: "لا عجب أنّه أصّر على الرحيل عندما طلبنا منه أن يتناول معنا الطعام". قال (لي): "عندما كنا في الدراسة، كان (تشين) من أفضل ثلاثة طلاب من حيث الأخلاق والسلوك الحسن. لعلَّ احتكاكه بالمجتمع طوال تلك السنوات قد غَيّره؟" قالت (جينغ): "إن دارنا ذات باحة واحدة وباب واحد، ولم يأتِ أحد إلى منزلنا سوى (تشين). حينذاك، أؤكد لك أنني قد خلعته بتلقائية ووضعته على حافة النافذة. بالإضافة إلى ذلك، ألم يكن (تشين) معك عندما ذهبت لتشري الخاتم؟" قال (لي): "نعم. حينها، أردت أن أفاجِئَكِ، ولهذا لم أخبرك، بل اصطحبت معي (تشين) ليساعدني على الاختيار. وعندها اشتريت هذا الخاتم من أغلى محل للذهب. وقال أيضاً إنه بعد بضعة أشهر سيشتري خاتماً مثله لصديقته عندما يدخر الأموال الكافية". قالت (جينغ): "الآن يبدو الأمر معقولاً. إن الإنسان من أجل الحب يكون مشوشاً وطائشاً في بعض الأحيان. مَن منا لم يرتكب أخطاءً طوال حياته؟ من المحتمل أنه خبأه في المنزل عندما عاد. إنكما صديقان مقربان، لا تتحدث في هذا الأمر مع أحد" لم يرغب (لي) أن يصدق أن (تشين) هو من أخذ الخاتم، إلَّا أنه في الحقيقة لم يكن لديه أي سبب ليعارض زوجته. واضطر إلى الاستجابة لكلامها، ولم يتحدث مع أي شخص عن هذا الأمر، ولم يبتعد عن (تشين) سواء بقصد أو بدون قصد. بعد أسبوع، جاء (تشين) إلى منزلهما وبحوزته الخاتم. قال (تشين) إنه في الليلة الماضية لم يستطع النوم، وكلما فكَّر في الموضوع كلما أحس أنه مريب وبه شيء من الغرابة، فقفز من السرير، وقام بكسر صندوق المعدات الخشبي ذاك. وما أن كسرته، حتى حدثت المعجزة! من المحتمل للغاية أن يكون الخاتم قد وقع في أحد ثقوب الصندوق عندما كنت أجمع المعدات، لأن الصندوق ورثته عن جدي. ويوجد الكثير من الشقوق أعلاه...... حينها أراد الزوجان أن يكشفاه، لأنهما عندما ذهبا إليه ليبحثا عن الخاتم، يتذكران بوضوح أنَّ هذا الصندوق مصنوع من البلاستيك. ظل (تشين) يتحدث عن الصندوق، وكان حديثه حينها مشوشاً. ولم تبدُ ملامحُ وجهه طبيعية بعض الشيء. وعلى الرغم من أن كلام (تشين) كان به بعض الثغرات، إلَّا أنهما مادام قد عثرا على الخاتم، فقد أحسا بالإحراج من كشفه. مر الوقت سريعاً كالسهم. عشر سنوات مرت في طرفةِ عين. في ذلك اليوم، ما أن دخل (لي) باحة الدار، حتى سمع صرخة زوجته المذعورة! لم تصرخ هذه الصرخة منذ أن فُقد الخاتم منذ عشر سنوات. ربما حدث أمر خطير في المنزل؟ ارتاع (لي) بعض الشيء، وقبل أن يستفسر، رأى زوجته تأتي بابنه ووقفا أمامه. عندها رأى أصابع ولده الممتلئة تحمل ذلك الخاتم الذي فُقد منذ عشر سنوات! كانت زوجته مذعورة لدرجة أنها كانت تتلعثم وتأكل نصف الكلام، "عندما كان الابن......تسلق الشجرة ليخرج بيضة الطائر، أخرج ذلك الخاتم!" كا ت زوجته تتحدث وتخلع الخاتم الذي في يدها، كان الخاتمان متطابقين! هذه المرة، صرخ (لي) باستغراب! كانت هذه الشجرة موجودة قبل الحادثة، وبدا واضحاً أنه عندما خلعت زوجته الخاتم ووضعته على حافة النافذة التقطه الطائر بمنقاره ووضعه في العش! لم يكن لدى (لي) وقت ليُحدِّثَ زوجته، بل خرج راكضاً. ذهب (لي) ليبحث عن المرأة التي كان (تشين) يواعدها في الماضي. أوضح (لي) سبب مجيئه، وقال إنه يريد السؤال عن سبب انفصالهما في تلك الأيام؟ فقالت المرأة، حينذاك، اقترض (تشين) الكثير من الأموال من ورائي ليشتري خاتماً، وكانت ابنة عمي تعمل في محل الذهب الذي اشترى منه الخاتم. في بداية تواعدنا جعلتُ ابنة عمي تراه خفية من بعيد. لم يكن (تشين) يعرف ابنة عمي. في ذلك اليوم، ظنت ابنة عمي أنه يشتري الخاتم لي، وما أن سَأَلتهُ حتى عَرِفت أنه ليس لي. لم يعترف (تشين)، وقال إنه إذا أراد أن يشتري خاتماً مثل ذلك فيشتريه لي أنا فقط. أليس هذا كذباً صريحاً؟ اعتقدت أن (تشين) كان علاقة بإحداهن في الوقت نفسه الذي كنا نتواعد فيه، وما أن غضبت وتشاجرت معه حتى انفصلنا على الفور.. مضى (لي) يسمع ويسمع، ويصرخ متعجباً! قبل خمس سنوات حينما اشتد المرض ب (تشين)، حاول بصعوبة أثناء وجوده بالعناية المركزة أن يفضي له بالأمر. إلا أن (لي) لم يسمح له بالكلام. قال (لي): "ليس هناك ما يقال! لا تقل شيئاً!" حينها، فاضت عينا (تشين) بالدموع، ودمعت عينا (لي) أيضاً. وشدَّ (لي) على يده بقوة. وقليلاً قليلاً، شعر (لي) أن يد (تشين) تزداد برودة شيئاً فشيئا. شيئاً فشيئاً تزداد برودة.