فى خطوة مهمة نحو اكتشاف وتطوير لقاح مضاد لفيروس سى؛ توصل باحثون بجامعة رتجرز بالولايات المتحدة إلى تحديد بنية أحد البروتينات التى تتكون على غلاف فيروس سي، وتتيح له اختراق خلايا الجسم. فقد قام الباحثون بتحليل بنية واحد من هذه البروتينات، وهو بروتينE2، عن طريق إنشاء بلورات بنية البروتين الأساسية E2 بواسطة الأشعة السينية، ومقارنتها مع هياكل البروتين لخلايا فيروسات أخرى. ويقول د.مصطفى العوضى أستاذ الهندسة الوراثية بالمركز القومى للبحوث إن فيروس سى يتكون من جينوم ومحاط بغلافين داخلى يعرف بالقشرة الداخلية أو الكبسولة وغلاف خارجى. ويبدأ هذا الجينوم فى تكوين البروتينات الخاصة بالفيروس التى تساعد على الانقسام، ويتضاعف مئات المرات فى الخلية الواحدة حتى يقضى عليها ثم تخرج النسخ الجديدة لفيروس سى وتنطلق فى الدم خارجها لتصيب أكبر عدد من الخلايا عن طريق المستقبلات الموجودة على سطح هذه الخلايا. ويشير د. مصطفى إلى أن هناك تقنيات مختلفة لتطوير لقاح ضد فيروس سى، منها ما يعتمد على قتل الفيروس بأكمله من خلال مواد كيماوية معينة لكنها فى حقيقة الأمر تقضى فقط على القشرة الداخلية أو الكبسولة، بينما يبقى الجينوم حيا بداخلها، وينشط من جديد عند دخوله إلى خلية جديدة. ويضيف: هناك طرق أخرى لكن جميع هذه التقنيات لم تحقق أى نجاح فى إيجاد لقاح ضد فيروس "سي" لأنه فيروس سريع التحور ويغير من شفرته الوراثية، ونتيجة عدم الاستقرار فى تركيبه يستطيع الهروب أو مقاومة أى أجسام مضادة. ويؤكد د.العوضى أن أى تجارب ستعتمد على أماكن فى الفيروس سريعة التحور لن تؤتى ثمارها، مشيرا إلى أننا فى مصر وطبقا لدراسات أجريت بالمركز القومى للبحوث اعتمدنا على تكنولوجيا جديدة لنتغلب على هذه المشكلة تركز على الأماكن الثابتة وراثيا أو قليلة "التغير" فى الغلاف الفيروسى، حتى لا تتحور، إذ تم أخذ أجزاء صغيرة منها، وقمنا بتكوينها من جديد خارج الخلية ثم استخدمناها لاستثارة الجهاز المناعى للإنسان أو الحيوان فأخرجت أجساما مضادة وخلايا مناعية لديها مقاومة لأى إصابة فيروسية حديثة. ويقول: قمنا بتجربة هذا اللقاح على حيوانات مثل الشمبانزى، وأثبتت التجربة فاعلية وأمان اللقاح الجديد دون أى آثار سلبية على أجهزة الجسم المختلفة. ويشير إلى أن التجارب حققت نجاحا كبيرا وأن الفريق البحثى المصرى يقوم الآن بعمل تعديل فى تركيب اللقاح لكى يكون أكثر فاعلية.