أكثر ما تخشاه إسرائيل اليوم هو الجيوش الالكترونية التى تستطيع إصابة الدولة العبرية بالشلل عن طريق اختراق اجهزة كمبيوتر الهيئات والمؤسسات سواء كانت مدنية أم عسكرية ولعل أخطر هذه الجيوش كما يقول الخبير الإسرائيلى دانيال كوهين هو الجيش الالكترونى السورى الذى يوجه هجمات موجعة نحو مواقع هامة وهذا الجيش نشأ فى البداية كما يقول كوهين كجمعية اطلق عليها جمعية الحواسب السورية وكان يرأسها بشار الاسد فى فترة التسعينيات وبدأ الجيش الالكترونى السورى نشاطه فى ابريل عام 2011 . وفى بداية شهر يناير الماضى نجح قراصنة مجهولون فى اختراق 15 جهازا للكمبيوتر تابعة للأجهزة الأمنية الإسرائيلية حيث كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الهاكرز أو القراصنة اخترقوا أجهزة كمبيوتر خاصة بجهاز الأمن العام «الشاباك» وأجهزة أخرى تابعة لوزارة الدفاع ويشتبه الأمن الاسرائيلى فى أن من قام بعملية القرصنة هم من الهاكرز الفلسطينيين . ولأن عملية القرصنة الالكترونية تثير قلق ومخاوف المسئولين الإسرائيليين فقد وضع العقيد شارون أوفيق من النيابة العسكرية الاسرائيلية رؤية أو وجهة نظر ليأخذ بها صناع القرار فى تل أبيب حيث يقول شارون ان أى أنشطة يمارسها البعض عبر الفضاء الالكترونى مثل عمليات القرصنة على المواقع الهامة والحساسة والتى تؤدى إلى كوارث مثل عمليات اختراق اجهزة كمبيوتر المؤسسات العسكرية أو أجهزة الكمبيوتر التى تتحكم فى السدود تستلزم ردا عسكريا على اعتبار ان القرصنة الالكترونية هى سلاح ضمن أسلحة دول عديدة ويعترف العقيد شارون أن الهجوم الالكترونى ما هو إلا حرب تديرها دول مثل صراع الغرب ضد البرنامج النووى الإيرانى، فمن حين لآخر يكشف قادة طهران عن هجمات مجهولة تستهدف أجهزة الكمبيوتر التى تتحكم فى المنشآت النووية، وطبقا لما كتبه شارون فإن أى نشاط فى الفضاء الالكترونى يتسبب فى خسائر بشرية سواء بالموت أو إصابات بدنية أو الاضرار بالممتلكات والمنشآت يعتبر هجوما مسلحا وعليه يحق للدولة التى تعرضت للهجوم الالكترونى استخدام القوة العسكرية المسلحة من باب الدفاع عن النفس. ويضيف شارون أن نشاطا كهذا يمكن أن يؤدى إلى اندلاع حرب تستخدم فيها المدافع والصواريخ كما أن النشاط الذى يهدف إلى التشويش على عمليات تحليق الطائرات فى الجو أو تدمير سد من خلال اختراق أجهزة الكمبيوتر التى تتحكم فى السدود يعتبر عملا عدائيا مثله مثل الهجوم العسكرى لذا يحق للدولة المتضررة الرد بهجوم عسكرى ومنذ عدة أسابيع استطاع مجموعة من الهاكرز الاتراك تعطيل موقع وكالة الأنباء اليهودية فى أوروبا ردا على مشاركة الممثلة سكارليت جونسون فى احتفال شركة صودا ستريم الاسرائيلية ، مجموعة الهاكرز الاتراك اقتحموا يوم 30 يناير الماضى موقع الاخبار الخاص بوكالة الانباء اليهودية بأوروبا وعطلوا انشطته، رئيس الوكالة ويدعى يوسى ليمبكوفيتش قال ان الهجوم بدأ عندما نشر الموقع خبر ظهور الفنانة سكارليت جونسون فى احتفال الشركة الاسرائيلية، حيث قام الهاكرز بوضع صورة العلم التركى وكتبوا تحته لا تختبروا القوة التركية وإذا طبقت وجهة نظر العقيد شارون على الحالة الإيرانية الاسرائيلية فهل يحق لإيران توجيه ضربة عسكرية لإسرائيل ؟ فمنذ عدة سنوات وأجهزة المخابرات الاسرائيلية لا تكف عن نشر الفيروسات فى أجهزة كمبيوتر البرنامج النووى الإيرانى ففى عام 2011 اصيبت أجهزة الكمبيوتر التى تتحكم فى البرنامج النووى الايرانى بفيروس اطلق عليه Stuxnet نجح فى عرقلة عمل المفاعلات لعدة أشهر وكان ذلك بمثابة كارثة عالمية أضرت بالعديد من الدول وليست إيران وحدها على حد وصف مسئولى بعض أجهزة المخابرات الغربية. وخلف الكواليس تتبادل هذه الاجهزة الاتهامات فيما بينها عمن هو المسئول عن زرع هذا الفيروس الغامض الذى أصاب أكثر من 100 ألف جهاز كمبيوتر حول العالم وهل تعطيل عمل المفاعلات الايرانية لعدة أشهر يبرر الضرر الذى أصاب دولا أخرى فى كل الاحوال فإن أصابع الاتهام أشارت فى ذلك الوقت إلى تورط جهاز الموساد الاسرائيلى فى هذه العملية، كان الرئيس الايرانى الأسبق أحمدى نجاد قد أعلن فى مؤتمر صحفى حينئذ عن تهديد جديد للبرنامج النووى الإيرانى وهو فيروس ستوكسينت، واتهم إسرائيل والحكومات الغربية بالضلوع فى هذا الأمر، فى إسرائيل لم تحظ تصريحات نجاد باهتمام وسائل الإعلام. على الجانب الآخر آثار موضوع الفيروس اهتمام الكثيرين، خبراء فى مجال المخابرات واجهزة الكمبيوتر فى المانيا قالوا فى تصريحات لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن الفيروس سبب بالفعل ضررا ليس بسيطا للمشروع النووى الايرانى لكن فى المقابل سبب أيضا ضررا كبيرا لمن أنتجه وطبقا لما كشفته السلطات الايرانية فإن محاولة زرع الفيروس بدأت منذ فترة طويلة ففى عام 2007 ألقت أجهزة الأمن الايرانية القبض على رجل أعمال اسمه «على أشترى» بتهمة التجسس لصالح إسرائيل وحكم عليه بالاعدام ونفذ الحكم فى 28 نوفمبر 2008 واعترافات اشترى كشفت عن محاولات إسرائيل المستمرة وأساليبها المتعددة لعرقلة وتخريب المشروع النووى الايرانى والتجسس على وحدات الصواريخ هناك وطبقا لاعترافات أشترى فإن الموساد سعى لتجنيده لكونه صاحب مكانة خاصة فى إيران إضافة لكونه رجل أعمال مستقلا لا يخضع لرقابة اجهزة الامن وعلى مدى 15 عاما نجح على اشترى فى ان يكون اهم مستورد لاجهزة الاتصالات وتوريدها للاجهزة الأمنية وطبيعة عمله هذه فرضت عليه السفر خارج إيران مرات عديدة لانهاء اعماله دون ان يثير الشك وعملاء اشترى أو زبائنه كانوا أجهزة أمنية إيرانية إضافة إلى هيئة الطاقة النووية ومراكز أبحاث ووحدات عديدة فى الجيش الايرانى واهمها وحدات الصواريخ وبمرور الوقت اصبح اشترى محل ثقة جهات حساسة فى إيران جعلها تكشف امامه عن تفاصيل عديدة عن انظمة اتصالاتها وتتشاور معه حتى فى مشروعات لم يكن مشاركا فيها وبعد عامين على إعدامه قالت وسائل إعلام إيرانية أن جانبا من المعلومات التى نقلها للموساد عن نظم الكمبيوتر الموجودة فى جهات حساسة فى إيران استخدمتها إسرائيل فيما بعد لنشر فيروس Stuxnet .